في ظروف الأمة الحرجة ، وأزماتها المصيرية ، تتداخل المواقف وتضطرب الرؤى ، وتختلط الاوراق ، وهي فرصة ثمينة للانتهازيين والمأجورين والموتورين لتمرير أجندة معسولة المذاق لكنها ممزوجة بالسم الزعاف الذي ان لم يصب الامة بمقتل فهو يضعف من عزيمتها ويحرف بوصلتها عن المسارات الصحيحة والآمنة ويزيد من تنازعها وفرقتها ، وبين دفتي هذا المنهج تندرج سطور التهجم المتواصل على الدكتور اياد علاوي نائب رئيس الجمهورية ، الذي تتصاعد وتيرته هذه الايام مع انشغال العراقيين بمعركتهم المصيرية ضد الارهاب وراس حربته داعش .
رغم ان استهداف علاوي ليس وليد اليوم وهو نتاج صراع طبيعي بين رؤيتين سياسيتين متباينتين في بناء الدولة وادارتها وحتى استقلالها وسيادتها ، الا ان مايميزه ان اعداء علاوي ” بالإنابة ” يخرجون على كل القواعد القانونية والاخلاقية والاعراف والتقاليد لتحقيق مكاسب رخيصة لاتصب في مصالحهم الضيقة بل تخدم ايضا مخططات واهداف جهات مخابراتية خارجية دأبت على الوقيعة بين العراقيين واشغالهم ، بتصويب بنادقهم صوب صدور بعضهم .
في هذا السياق يأتي مقال ” اياد علاوي حين يفشل ” المذيل بإسم قدري البغدادي وهو اسم مستعار لقلم مخابراتي مأجور ، واحتراما منا للرأي العام ودحضا للمغالطات التي طبعت المقال ننوه بالحقائق التالية :
1 – ان الدكتور اياد علاوي كلف رسميا من قبل الرئاسات الثلاث بملف المصالحة الوطنية ، وهو مايعني ضمن امور اخرى وخلافا لاستنتاجات الكاتب حصول توافق كبير على الشخصية التصالحية للدكتور علاوي وقدرته المشهودة والمتناسبة مع هذه المهمة الوطنية الجليلة .
2 – خلافا لإدعاءات وأباطيل الكاتب في عمل علاوي على اعادة امريكا الى العراق نذكر بأن السيد اياد علاوي كان من الموقعين على الخروج الامريكي من العراق ، وهو امر موثق ومعلن ، وان تحميل امريكا وقوى التحالف الدولي المسؤولية الاخلاقية ماهي الا دعوة لدعم العراق بالسلاح والتدريب والجهد الجوي والمعلوماتي ، مضافا الى ان السيد علاوي قد حصل من خلال جهد شخصي وبمباركة الحكومة الوطنية على شحنات من السلاح المجاني من دول عربية شقيقة لمقاتلة داعش .
3 – السيد نائب رئيس الجمهورية طالب ولايزال بجهد استخباراتي مشترك في مواجهة داعش ، وكذلك غلق الحدود العراقية – السورية التي تمثل المعبر الاهم لعناصر داعش وامداداتها صوب العراق لقتل اهلنا ، فلم هذا التحامل البغيض المفضوح وتزوير الحقائق ، ولصالح من ؟
4 – السيد النائب هو اول من ذكر من عبر وسائل الاعلام ( العربية – الحدث ) ان لا امريكا ولا ايران هما من حمتا العراقيين من داعش بل الشعب العراقي من خلال تضحيات ابنائه ودماء شهدائه الابرار .
5 – تناسى الكاتب المذكور عن قصد مبيت ان الدكتور اياد علاوي قد حصل على مايقرب من نصف مليون صوت في انتخابات العام 2010 ومايناهز ال 300 الف صوت في العام 2014 في بغداد وهي ارقام مدهشة لمرشح يقع على قمة الاستهداف والتسقيط من قبل مؤسسات سياسية وجهات مخابراتية وماكنات اعلامية ، داخلية وخارجية ، ورغم سياسات التهميش والاقصاء والاعتقالات والترويع ومنع الناخبين المؤيدين من الوصول الى مراكز الاقتراع والتزوير ، وهي مؤشرات على التلاحم الجماهيري مع هذا الرجل الذي لم يتخل عن ثوابته في الدفاع عن سيادة العراق ووحدة شعبه والمساواة بين ابنائه دون تمييز ، لامن خلال الخداع والاستغفال كما يذهب اليه الكاتب من استخفاف بوعي شعبنا وتسفيه لارادته الحرة في الاختيار الصحيح .