9 أبريل، 2024 5:15 ص
Search
Close this search box.

ردا على مقال القادم تحويل مكة والمدينة …. لجبار الياسري 

Facebook
Twitter
LinkedIn

بدا المقال بالاجماع ولا ادري كيف توصل الى هذا الاجماع قائلا جميع الدلائل والقرائن والمعطيات تشير بان الجمهوريه الاسلامية الايرانية (الشيعية ) حسب تعبيره …. الخ وهذا يذكرني باجماع ابن تيمية في كتبه قائلا اجماع المفسرين والعلماء والمذاهب ولكن في الحقيقة لا اجماع في ذلك بل يريد ان يسوق افكاره الشاذة عن الاجماع بهذه الطريقة ، اريد ان اذكر الكاتب بان الرسول قال في حديث شريف صحيح : ( لو ان العلم في الثريا لتناوله رجل او رجال من فارس ) وفي حديث اخر حدثني عبد العزيز بن عبد الله عن …. عن ابي هريره قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه واله وسلم فنزلت سورة الجمعة .. وآخرين منهم لم يلحقوا بهم قال قلت يارسول الله من هم فلم يراجعه حتى سال ثلاثا وفينا سلمان الفارسي وضع الرسول صلى الله عليه واله وسلم يده على سلمان ثم قال لو كان الايمان عند الثريا لناله رجال او رجل من من هؤلاء . نعود الى الاستاذ الياسري ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لم تات بقطار اميركي ماسوني بل جاءت نتيجة ثورة عارمة من قبل شعب ذاق الويل والهضم من النظام الشاهنشاهي بقوة وارادة وقيادة المصلح والمجدد اية الله العظمى السيد روح الله الموسوي الخميني (قدس الله نفسه الزكية ) ، وعندما وطئت رجله ارض ايران بعد ابعاده من قبل الشاه زار مقبرة الشهداء في طهران ، ومن هناك اعلن قيام الحكومة الاسلامية التي قامت بدماء الشهداء والعلماء ، وكانت من اولى اولوياته تحويل السفارة الاسرائيلية في طهران الى سفارة لدولة فلسطين ، وهي اول صفعة يوجهها الى اميركا واسرائيل والدول الخاضعة لهما ، والتي تدور في حبلها ، وقال اسرائيل غاصبة للقدس وان الدول العظمى زرعت هذه الغدة السرطانية في جسد الامة الاسلامية ، واعاد لهذه القضية المصيرية الحياة وسط اهمال وتقاعس الدول العربية وانظمتها الذليلة لاميركا ، وقفت الجمهورية الاسلامية بقوة واقتدار وسط هتافات الموت لاميركا واسرائيل في وقت لا يجرأ العرب على قول حرف واحد يمس باسرائيل وعدوانها على الفلسطينيين .
اعادت الثورة الاسلامية في ايران هيبة الاسلام المفقودة واعادت للقضية الفلسطينية الحياة بعد ان اقبرها العرب بمؤتمراتهم الماراثونية الذليله الفارغة التي لم نحصد منها الا الخيبة والخسران ومزيد التنازلات من قبيل اوسلو ومدريد وكامب ديفد التي اراقت ماء وجه العرب والمسلمين واطمعت اسرائيل هذه الدويلة اللقيطة بالعرب ، وزادت الفلسطينيين قتلا وهدما للبيوت وحرقا للمزارع وقصفا بالسلاح الممنوع في غزة وسط صمت رهيب جبان من حكام العرب مقّبلي عتبة البيت الاسود واسرائيل .
كتبت صحيفة الصاندي تايمز في سنة 1979 تصف السيد روح الله الخميني قدس سره (انه يبدو كالرصاصة انطلقت من القرن السابع واستقرت في القرن العشرين ) ، ووصفت القوى العظمى الثورة الاسلامية انذاك بالزلزال الذي هز العالم .
جاءت المغالطات الكثيرة في المقال واظنه وقع في خدعة الرهاب من ايران التي تروج لها اميركا واسرائيل من اجل كسب المال الكثير عن طريق شراء الاسلحة وابعاد اهتمام العرب بقضيتهم الاولى فلسطين ، لتجعلهم ينسون العدو الاول والاخير ( اسرائيل ) ، لم تكن ايران ممن يشتت شمل العرب وتمزيق وحدتهم بل كانت من رواد التقريب بين المذاهب وانها تحاول ان تعيد لهم القوة والقابلية من اجل الوحدة والوقوف في وجه اسرائيل والقوى الكبرى التي داست كرامة العرب والمسلمين ، والتي مسحت بهم الارض ، ولولا ايران وموقفها الثابت من الاحتلال الاسرائيلي لتوسعت واكلت مزيدا من الاراضي العربية ، والا لم تكن ايران مجبرة على مساعدة حماس وغزة وتقديم المساعدات المالية والعينية من دون الالتفات الى الاختلاف المذهبي ، او على اتخاذ هذا الموقف الصلب من السلام مع العدو الاسرائيلي فهي تستطيع ان تمشي مع الركب من دون اي مشاكل او حصار اقتصادي لنفسها والعزلة من العالم التي استطاعت بصبرها وحكمة قيادتها ان تتجاوزها من دون تعب ولا تصديع راس ولكنها المواقف المبدئية الثابتة التي قررها الامام القائد الخميني والثورة الاسلامية .
لم ترد ايران تحويل قبلة المسلمين والمدينة المنورة الى حسينيات للطم والبكاء والسلوكيات المتخلفة المجوسية – على حد تعبير الكاتب – وهذا اللفظ يذكرني بصدام عندما منع مظاهر العزاء الحسيني في عاشوراء في السبعينيات من القرن الماضي ، اذ كان يصفها بالمتخلفة والمظاهر الرجعية انطلاقا من نظرة مذهبية مقيتة بغطاء من وعاظ السلاطين وخدمة البلاط ، ارادت ايران ان تحيي مراسم الحج وان تلفت نظر المسلمين في هذا الموسم الشريف الى العدو الاول والاخير اميركا واسرائيل وان تتبرأ منهما لانهما السبب الحقيقي في ماساة المسلمين ولكن الذيول لم يقتنعوا بذلك وبدفع من اميركا واسرائيل ارتكبت السعودية في زمن فهد مجزرة بحق الحجاج الايرانيين .
جاء التاكيد على اقامة المآتم الحسينية من قبل ائمتنا عليهم السلام فلم يتركوا فرصة الا وذكروا فيها مقتل الحسين ريحانة رسول الله ظلما وعدوانا على يد ارذل خلق الله ، ليكون ذكره ثورة على الظلم ، والانحراف ، والاستهتار بمقدرات الامة الاسلامية ومقدساتها ، فهذا الامام الباقر الخامس من ائمة اهل البيت عندما يطلب من الشيعة ان يذكروا الامام الحسين ومصيبته في منى وقت ومكان تجمع الحجيج ، والامام جعفر الصادق الامام السادس من ائمة اهل البيت يطلب من السيد الحميري ان يقرا القصيدة في رثاء الحسين على طريقة اهل العراق المشجية المبكية ، وهذا الامام الرضا الذي يبكي وهو يستمع الى قصيدة دعبل الخزاعي في رثاء الشهيد ، انها اعمال مندوبة وليست متخلفة لتظهر مظلومية الامام الذي خرج لاصلاح الامة والجرأة على الله ورسوله من قبل حكام السوء وكيف قتل
بتلك الطريقة الماساوية ، وسبيت نساؤه واحرقت خيامه لم يرعوا فيه قرابته من الرسول وهو الذي يقول : ( الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة ) ( والحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا ) ( الحسن والحسين امامان ان قاما وان قعدا ).
الكاتب يحمل فكرا بعثيا مهزوما ممزوجا بالوهابية ، فها هو ينعت الجمهورية الاسلامية بالمجوسية ، والصفوية التي هي نبرة المفلسين الذين يرمون ايران بها كما فعل سيدهم صدام ، والبعث المهزوم الذي ارتكب حماقات بشنه حربا بعثية عبثية ضد ايران وظن انه سيحتلها في اسبوع ولكن دامت ثماني سنين احرقت الاخضر واليابس وحطمت الجيش وقتلت مليوني شخصا من الطرفين ، وخرج بعدها الجيش ضعيفا هزيلا وهذا ما ارادته اسرائيل لكي لا يهددها يوما ما وقد استغبت صدام ودفعته الى هذه الحرب وبعدها دخوله الكويت لينهي البقية الباقية من الجيش وقوته وكان بذلك غبيا احمقا انطلت عليه حيلة القوى الكبرى بعد ان استخدموه لتنفيذ مآربهم المكشوفة .
كان الكاتب ضد بناء واعمار المراقد الشريفة لاهل البيت عندما يقول يحاولون بناء قبور البقيع لتكون بنوك استثمار لا ، فان هذه الاموال المستحصلة من تبرعات الناس ومن السياحة الدينية من الخارج والداخل لا تذهب لخدمة العائلة المالكة وترفها وفسقها وسفرات الملوك وبناء القصور من قبيل سفرة سلمان بن عبد العزيز الاخيرة الى فرنسا ، واحتجاج الناس هناك عليها وحول وجهته مطرودا الى المغرب بعد ان صرف الملايين من الاموال على نزوات تافهه ، ولا للارهاب والقتل كما هي اموال الحج والنفط بيد ال سعود التي تصرف لقتل اخوانك في العراق واليمن والتفريق بين المسلمين والاعتداء على الحشد الشعبي وتشويه سمعته فهذا محمد البرادعي رئيس الوكالة الذرية والسياسي المصري يعترف : بان الوهابية في السعودية اعطت االازهر ثلاثة مليارات دولار وحبستها الا باصدار الفتاوى والتصريحات لتشويه سمعة الحشد وقد رضخ الازهر في الاخير من خلال تصريحاته اللامسؤلة والتي لا تخدم الا اعداء الامة الاسلامية .
تجنى الكاتب على الحقيقة عندما يقول بان ايران لا زالت على افكارها وهدفها تشييع شعوب المنطقة ، لم يكن الخميني ولا الثورة الاسلامية ترفع بندقية على الناس كي يتشيعوا بل كشفت حقائق كانت معماة على المسلمين دهرا وسرعان ما امنوا بمذهب اهل البيت وتشيعوا . لم تكن الثورة الاسلامية تقتل الناس كما قتل (الاخونجية ) الشيخ المصري المستبصر حسن شحاته شر قتلة وسحبه الحمقى بالخطاطيف في الشارع وسط صمت مرسي المهزوم .
وعندما تنقلب الصورة في ذهن الكاتب وتكون ايران تتبع سياسة فرق تسد فهذا شيء عجيب ، ايران التي تحاول ان تتقرب من العرب لكي لا يكونوا ضحية سياسات اميركا واسرائيل ولكن الاخيرتين خدعت دول الخليج وارهبتها من ايران وابعدتها لان سياسات ايران وموقفها ليس بصالح اسرائيل .
لقد طلب الصحفي المصري الراحل محمد حسنين هيكل من السيسي ان يتقرب الى ايران ويشكل معها حلفا لتتوازن القوى وليقفوا بوجه اسرائيل الدويلة التي فوق القانون ، ولكن سرعان ما التقمته اسرائيل وغطته اموال السعودية كي تمنعه عن التقرب الى ايران ، فلم يكن السيسي ولا غيره بهذه الشجاعة لكي يتقربوا الى ايران ويقول لاسرائيل الغاصبة للقدس لا ، لانهم اعتادوا على الذلة والهوان وان يكونوا تبعا للغير ، بعد ان باع ارض مصر لال سعود واحرق كل الوثائق التي تبين ان جزيرتي تيران وصنافير مصريتان .
لم يكن الحزن على ماساة الامام الحسين عبثيا وملهاة وهو نفس الوتر الذي تعزف عليه الوهابية والبعثية ، برز من نَفَس الكاتب واظهر حقدا دفينا مكنونا في صدره ولقد بدت البغضاء من فمه وما يخفي صدره اعظم حزنا على ذهاب وزوال حكم البعثيين وصدام اذ رماهم الشعب في مزابل التاريخ بلا رجعة لان الباطل يزول وان جال جولة ودمر وحطم ليستقر الحق بعده ويضرب بجرانه الارض رسوخا وعلوا ، وحزنا على عدم سقوط بغداد بيد داعش ليحطم قباب الشموخ ومنائر الايمان التي تناطح السماء المستقرة فوق مراقد ائمة اهل بيت العصمة والطهاره ، فلن يصلوا الى هناك ابدا ولن يدخلوا بغداد وهاهم يندحرون من مدن العراق ليطهرها الحشد الشعبي .
لم تكن الشعائر الحسينية ملهاة وتفرقة بين المسلمين وعادة مجوسية بل هي استنهاظا للامة للثورة على الواقع الفاسد الذي عاشته منذ امد بعيد ، هو صوت عال للرفض وصفعة قوية موجهة الى فم الظالمين الذين اوصلوا هذه الامة الى مستوى الانحطاط هذا اذ لم يفهموا الدين الا شعائر فارغة خالية من الروح وهذا هو ديدن السياسات المنحرفة التي تسعى لافراغه من محتواه ليبقى العوبة بيد الحكام الحمقى وهذا ما لم يرده الحسين الشهيد اذ اراد ان يرجع الدين الى قوته وبهائه بعد ان تحكم به النسوان والصبية .
شعائر الحسين معناها الرقي والتقدم والحضارة لا التخلف والملهاة والعصبية كما وسمها الكاتب ، هذه الشعائر هي ارجاع كرامة الانسان المسلم المهدوره التي وضعها الحكام الخاضعون بيد الاعداء بعد ان اصبحت الامة مسرحا لكل من هب ودب من الاتراك والشيشان والافغان واليهود يلعبون بمقدرات العراق لعب الصبية بالكرة .
عندما زار ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الصين والتقى الرئيس الصيني انذاك ماو تسي تونغ وطلب منه ان يرشده للاستفاده من الثورة الصينية ليطبقها لتحرير البلد من اليهود رد عليه الرئيس الصيني قائلا عندكم الامام الحسين فاستفد منه ، لهذا ايها الكاتب يحرص الشيعة حرصا شديدا لاحياء شعائر الحسين السبط الشهيد .
لم يكن عصر الخميني وخامنئي هو الاتعس في تاريخ ايران بل العكس فلك هذ ه الاحصائية المختصرة عن انجازات الثورة في عهدهما :
1- ايران العاشرة عالميا في استخدام تقنية النانو .
2- اطلقت قمرين صناعيين الى الفضاء بتصنيع محلي وارسلت قردا الى الفضاء واعادته حيا .
3- ايران الثانية في امتلاك تقنية الخلايا الجذعية اقليميا .
4- نسبة المتعلمين ارتفعت من 50 بالمئة الى 86 بالمئة ووصلت الى محو شبه كامل للامية .
5- قلصت ايران اعتمادها على النفط الى 30 بالمئة فقط .
وغيرها من المنجزات التي يضيق بها البيان .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب