23 ديسمبر، 2024 3:53 ص

ردا على عارف الکعبي.. دفاع مفضوح ومشبوه عن النظام الايراني

ردا على عارف الکعبي.. دفاع مفضوح ومشبوه عن النظام الايراني

الموقف السياسي الاستثنائي الذي عبر عنه الکونغرس الامريکي من خلال إعلانه الدعم الدعم للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI)، تحت قيادة مريم رجوي، كبديل عن النظام الديني المتطرف القائم في إيران والذي يواجه رفضا شعبيا إيرانيا وإقليميا ودوليا واضحا کوضوح الشمس في عز النهار، أثار حالة وموجة من القلق والتوجس في أوساط النظام بطهران، ولأن هذا النظام يدرك بأن کل ماسيقوله ردا على هذا القرار الامريکي الصاعق والصادم له لن يکون إلا هواءا في شبك، ولذلك وجريا على عادته في هکذا حالات فإنه يقوم بتوجيه أقلام ووجوه “إدخرها” لکي يحرکها عوضا ونيابة عنه وبطريقة تکون أفضل وأسلم وأقوى تأثيرا بالنسبة له خصوصا إدا ماکان هذا الوجه شخصا من الاقليات العرقية المضطهدة من جانب هذا النظام، ويبدو إن المدعو “عارف الکعبي”، خير من رآه النظام الايراني في وضعه البائس الحالي مناسبا للقيام بالرد على الموقف الامريکي.
عارف الکعبي الذي يخاطب الکونغرس الامريکي بمناسبة إعلانه الدعم للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI)، تحت قيادة مريم رجوي، كبديل عن النظام، بزعم إن رسالته من”اللجنة التنفيذية لدولة الأحواز”، بإعتباره”رئيسا للجنة التنفيذية لإعادة الشرعية لدولة الاحواز” وبعد أن يقوم بسرد طويل لاعلاقة له بأصل الموضوع وأساس القضية ويطرح معاناة العرب في ظل الحکم الحالي ونظام الشاه أيضا، فإنه يخلص الى القول ويستنتج بأسلوب غريب وملفت للنظر قائلا:” فكل العالم اليوم ضد النظام الإيراني ما عدا أعداء أمريكا. بينما لن يؤدي تغيير النظام الإيراني الحالي أي فائدة للعالم في هذا الاتجاه، فكل التيارات المعارضه الإيرانية لها نفس النية وستعاود محاولات إعادة أحلامها الإمبراطوية والتوسع القومي وستكون اشبه بالخروج من نفق مظلم الى نفق مظلم اخر”، ولاحظوا کيف إن الکعبي يضرب على وتر حساس وهو تغيير النظام والذي صار مطلبا شعبيا إيرانيا وعربيا وإسلاميا ودوليا فيزعم من إنه لافائدة فيه للعالم وإن کل تيارات المعارضة الايرانية متشابهة!! وکلام الکعبي هذا يذکرنا بزعم آخر مشابه دأب النظام على إطلاقه من جانب أقلام وأبواق تابعة له بصورة وأخرى، وهذا الزعم هو: إن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية لايختلف عن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من حيث توجهاته الدينية وإنه إذا ماإستلم الحکم فإنه لايختلف عن النظام الحالي!
هذا الزعم وقبله زعم الکعبي وإطلاقه حکما عاما يدل على قصر النظر والرٶية وحکما عاما غريبا من نوعه يثير الريبة أکثر من أي شئ آخر، ذلك إن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية والذي أصدر ذلك الحکم المشبوه ضده، إختلف ويختلف عن هذا النظام وعن نظام الشاه البائد أيضا من مختلف النواحي وبشکل خاص من ناحية الموقف من قضية الاقليات العرقية والدينية، ذلك إنه وبعد انطلاقة المقاومة ضد النظام في شهر يونيو/حزيران من العام 1981 تم تأسيس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في طهران في 21 يوليو/ تموز من العام نفسه. بعد ذلك بشهرين أعلن مسعود رجوي رئيس المجلس عن برنامج عمل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية والحکومة المؤقتة. وفي الفصل الخامس من هذا البرنامج (الصفحة 32)، حيث تم التأکيد علی حقوق الشعوب المقهورة بهذه العبارات:
“من البديهي أن ديمومة الوحدة الوطنية والسيادة الوطنيه مربوطة بتحقيق حقوق جميع المکونات المشکلة للوطن. إذن الحکم الذاتي الداخلي الذي يعني إزالة الاضطهاد المزدوج من جميع الأفرع والتنوعات الوطنية في البلاد وتحقيق جميع الحقوق والحريات الثقافية والاجتماعية والسياسية لهم في إطار الوحدة والسيادة وتوحد البلد غير القابل للتقسيم. الحکومة المؤقتة للجمهورية الديمقراطية الإسلامية ستبذل جهدها من خلال تحقيق حقوق القوميات (علی سبيل المثال کردستان) أن تکرس هذه الشعوب کأجزاء من الجسم الوطني التقدمي لکافة أبناء الشعب الإيراني، وأن تخرج الإثنين من التناقض مع بعض إلی الأبد. … ” وبعد عامين تمت المصادقة بإجماع الأصوات علی مشروع المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية للحکم الذاتي لکردستان إيران في 8 نوفمبر/تشرين الثاني 1983. وتمت المصادقة عليه في المجلس الوطني حول کردستان بشکل خاص ومضمونه جار لجميع القوميات. وبعد هذا، فقد نشرت جريدة السياسة الکويتية في 25/12/2017 حوارا مع السيد محمد محدثين رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية حول قضايا الداخلية الايرانية والاقليمية من ضمنها موقف المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق من القوميات في ايران والذي تم الترکيز عليه بصورة غير مسبوقة وأکد على إيمان وإلتزام المقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق بقضية الحقوق المشروعة للقوميات في إيران، ونعود لنسأل الکعبي، هل إن لنظام الشاه أو النظام المتطرف الحالي هکذا موقف تجاه قضية الاقليات العرقية والدينية في إيران؟ وکيف يصادر الکعبي هکذا موقف بجرة قلم تخفي ورائها مئات علائم التعجب والاستفهام؟!
ثم إن الکعبي وفي رسالته هذه التي نشرها والتي تشبه حجب الشمس بغربال أو حتى إغتراف الماء بغربال، ذلك إنه لايعلم بأن موقف الکونغرس قد أعلن تإييده لبرنامج السيدة مريم رجوي والمکون من عشرة بنود والذي أعلنته أمام العالم کله قبل أعوام عديدة مضت، ويعتبر بمثابة خارطة طريق لإيران المستقبل وهذه البنود ومن باب الفائدة ليس للکعبي الذي يتجاهلها عن عمد وسابق إصرار وترصد وإنما لکل العالم دونما إستثناء هي کما يلي:
-جمهوریة قائمة على الاعتراف بحق الانتخاب للشعب والذی يأخذ شرعيته من صناديق الاقتراع.
-نظام تعددي وحرية الأحزاب والإجتماعات، واحترام الحريات الشخصية وحرية التعبير والصحافة ووصول الجميع الى الإنترنت.
-الغاء حكم الإعدام.
-فصل الدين عن الدولة وحظر جميع أشكال التمييز ضد أتباع جميع المذاهب والأديان.
-المساواة بين النساء والرجال فی المجالات الاجتماعية، والسياسية والإقتصادية والاعتراف بحق النساء لإختيار حجابهن.
-ترسيخ نظام قانونی مستقل وحديث مع إلغاء شريعة الملالی.
-الالتزام بالإعلان العالمی لحقوق الإنسان والمعاهدات والاتفاقيات الدولية لجل القوميات المختلفة
-الاعتراف بالسوق الحر، حق الملكية الخاصة والإستثمار الخاص وإيجاد الفرص المتكافئة للجميع فی مجال العمل والتجارة وحماية البيئة.
-بناء سياسة خارجية قائمة على التعايش السلمی والسلام للمنطقة والعالم واحترام ميثاق الامم المتحدة.
-إيران غير نووية وخالية من أسلحة الدمار الشامل.
ولاندري ماذا يريد الکعبي بعد کل هذه البنود لإيران والشعب الايراني بمختلف مکوناته وشعوب المنطقة والعالم، غير الضلال والتيه إذ لايوجد بعد الحق والخير سوى الباطل والشر!