18 ديسمبر، 2024 11:43 م

ردا على (رغما على انوف الحاقدين )..لسعد السلمان

ردا على (رغما على انوف الحاقدين )..لسعد السلمان

ليست العبرة بعمل الانسان كثرة وقلة او جودة ورداءة بل بالخاتمة الحسنة التي يختم بها كتاب حياته .لم نكن من المدلسين ولا من الذين يقفزون على الروايات او تكون نفوسنا مريضة على مواقف الصحابة بقدر ما اننا طلاب حقيقة نكشفها ولم تكن هناك خطوط حمراء تمنعنا ، وهذا هو سر قوتنا واستمراريتنا برغم انوف السلطة الظالمة والتحديات الصعبة .
لابد من كشف حقائق كانت معماة لقرون خلت عن الامة وسارت وهي لا تعرف عنها شيئا فاخذ المسلمون عكسها او ضدها اخذ الحقائق والمسلّمات ورتبوا عليها اثرا واصبحوا يبنون عليها دينهم وهي في الاصل نابعة من امزجة سياسية منحرفة لاتمت الى الدين بصلة خصوصا بعد وفاة الرسول مرورا بالدور الاموي والعباسي من هذه الحقائق الضغوط الرهيبة التي مورست على اهل البيت من اقصاء وابعاد عن الساحة السياسية والقيادية للامة وما صاحبها من قتل وسم لهم عليهم السلام .
الشيعة لا يقفزون على الدليل من اجل سلب الصحابة المنقبة ،هل هناك مظلوم في التاريخ مثل علي بن ابي طالب قفزوا على ادلة مناقبه لسلبها وهي اوضح الواضحات اذ آلوا على انفسهم ان يبعدوا كل منقبة ومكرمة عنه وهذا الجهاد المستميت من قبل اعداء اهل البيت من علماء انحرفوا وحرفوا الامة معهم من الاولين تتبعهم هذه الاقلام الماجورة التي تنفث سمها في ادمغة الناس لتحرفهم عن الحقيقة التي لا تقبل الافول مهما حاول هؤلاء كانما اوصاهم الله بذلك ويلووا عنق الاية والرواية ويشوهوا الدلائل والبراهين من اجل ابعاد كل خصيصة عن علي وابناءه وهل هناك اوضح من حادثة الغدير التي لا تقبل الشك ولا الريب وشهد القاصي والداني بان الاية نزلت بحق علي واستخلافه بعد الرسول ولك ان ترجع الى كتاب الغدير للعلامة الاميني قدس الله نفسه الزكية لترى التاريخ والاحاديث التي جمعها من المصادر السنية وقد بذل جهدا كبيرا وجاب اصقاع العالم للحصول عليها الى ان اكمل الكتاب الذي كان من المؤمل ان يتحد تحت رايته العامة والخاصة لكثرة البراهين وقوتها .
اخذت السلطة تقتل لمجرد شبهه التشيع ، فتخلت الامة عن دورها في التصدي لهذه السياسات الضالة الظالمة واخذت تاخذ دينها من ملوكها فاصبح الحق باطلا والباطل حقا وارتبطت المؤسسة الدينية بالسلطة واصبحت تاخذ نوالها منها وخضعت لها وأتمرت بامرها فنكصت على عقبيها واصابها التردي والانحطاط مذ عرفت هذه السياسات فاصبح امرها الى سفال حيث صارت مقدراتها بيد الصبيان والنسوان والمخانيث بسبب ابتعادها عن الاسلام المحمدي العلوي الاصيل اسلام القران والحقيقة .
لم نتسامح في وقائع تاريخية مذكورة في كتب اهل السنة قبل الشيعة ولم نغض الطرف عنها من اجل استجداء كلمة مدح من هنا وهناك من قبيل الاعتدال او التوازن ، لم نتعلم هذا لا من ديننا ، ولا قراننا ، ولا ائمتنا الذين استشهدوا من اجل كشفها فما منهم الا مقتول او مسموم من اجل الحقيقة وثباتهم عليها .
الشيعة لم يلووا اعناق الاحاديث والروايات من اجل توجيهها لصالحهم اذ لا حاجة لذلك بل ان مدرسة الصحابة ابتليت بهذا المرض لانهم مستعدون ان يلووا عنق حتى القران من اجل ان لا يخطا كبار الصحابة ، فلا تحتاج مدرسة العصمة والطهارة الى ليّ اعناق الاحاديث من اجل توجيهها لان كلام الرسول واهل البيت منطلق واتجاه واحد ليس بينه نفور ولا تناقض فكلام الرسول هو نفسه كلام علي وهو نفسه كلام الامام الصادق وهكذا بعضه من بعض لان سلسلة رواتهم روى ابي عن جدي الى ان يصلوا الى رسول الله عن الله لا عن كعب الاحبار وعمرو بن العاص وغيرهم .
سُأل احدهم لماذا تقلب الذال زايا عندما تتكلم فرد عليهم نحن لا نقول (زالك) فالذي ينشر ثقافة الجهل ليس علماء الشيعة ومنابرها بل تلك اللحى الحكومية الرسمية التي تظهر على فضائيات الفتنة والقتل التي تحرض الناس على التكفير والتقتيل والذبح على الهوية والتفجير ضد شيعة اهل البيت من خلال المليارات التي تنطلق من المملكة العربية السعودية – بقيادة ملك مخرف وابن طائش تتلقى سياستها من حاخامات اسرائيل في ظل التطبيع الحاصل – وباعتراف احد الامراء من ال سعود بصرفها على وسائل الاعلام الماجورة والمنحرفة وعلماء السوء الذين باعوا اخرتهم بدنيا غيرهم والاقلام الرخيصة المنتفعة من التدليس على الناس وتشويه لصورة الشيعة وقلب الحقائق وخلط الاوراق وتصدير الفكر المنحرف الضال المضل الذي اخّر الامة قرونا وارجعها الى الوراء المنطلق من فكر ابن تيمية فكر البداوة والغلظة والالغاء .
اذا كنت تقصد من الجهل ونشر ثقافته من قبل اصحاب المنابر هو فكر الحسين والبكاء على سيد الشهداء والدموع التي تنزل حزنا على ذلك السبط الشهيد الذي راح ضحية السياسات التي تدافع عنها فنعم الجهل ونعمت الثقافة فعندما تسمون هذا جهلا فلانكم تخافون من معرفة الناس للحقيقة التي اخفيت عليهم من خلال اكاذيب مثل ( ان الحسين خرج على السلطة الشرعية ليزيد وعن اجماع الامة في قبولها وانه كما قال بن العربي من ان الحسين قتل بسيف جده وغيرها من التدليس ) .
ان اول المعزين والباكين على الحسين هو النبي صلى الله عليه واله وسلم وحسب ما جاء في مصادر اهل السنة الكثيرة من ان جبريل اتى النبي بقبضة من تراب البقعة التي سيقتل عليها ابنه الحسين فوضعها في قارورة وبكى على مصير ابنه الذي ستقتله امته ، وان اول المؤسسين لمقتل الحسين هم الذين تركوا النبي مع في المغتسل وراحوا ينصبون انفسهم لرئاسة الامة الذين حاكوا المؤامرة ضد علي
لازاحتة عن منصبه الذي لا يعدل عنده شسع نعل بالية الا ان يقيم حقا او يزهق باطلا ، فصبر وفي العين قذى وفي الحلق شجى بعد ان تنصلت الامة عن القيام بدورها في الدفاع عن الشرعية التي اكدتها السماء .
ومن ذلك اليوم بدا قتل الحسين الى ان تحقق في اليوم العاشر من المحرم سنة احدى وستين للهجرة واهانوا حرمة النبي عندما اتهموه بالهجر والهذار ومنعه من ان يكتب الكتاب الذي فيه خلاص الامة من ماساتها وتطاولوا عليها ليتناولوا ببساطة كرامة اهل البيت في ما بعد وهذا ما حصل للزهراء والحسن ومن بعده الحسين مرورا بالائمة الاطهار .
(المرجع العربي) الصرخي لم يسر على نهج الانبياء والاولياء لارتباطه باعدائهم عزة الدوري والبعث الفاشي المقبور من خلال اعترافات القيادي البعثي عبد الباقي السعدون – وغيرها – الذي اعتقل في كركوك في السنة الماضية قال : ان عزة الدوري يتواصل مع الصرخي بواسطة الرسائل وحاول اجراء لقاء مباشر معه او احد ممثليه ولكنه لم يتم ذلك ، بالاضافة الى ارتباطاته المشبوهه بالخارج والموساد الذي زرعه في البلد . كان الصرخي بعثيا وكاتبا للتقارير ووكيل امن في زمن سبعاوي ابراهيم الحسن ارسله الى الدراسة في الحوزة العلمية لغرض التجسس علما بان عشيرة ال صرخة طردته سنة 9919 لانحرافه ، وهناك شك في سيادته وانتمائه الى نسل النبي ، اضف الى ذلك انه لم يقبل بمقاتلة داعش فلم يكن سائرا بسيرة الاولياء والانبياء لا من قبل ولا من بعد وغيرها من المثالب والعيوب التي لا يتسع لها المقام ناهيك عن مستواه العلمي اذ لم يثبت اجتهاده فكيف تثبت مرجعيته بالاضافة الى احتضانه والترويج له من قبل العربية والجزيرة وغيرها من فضائيات الفتنة والتمزيق ، انه جزء من مخطط خبيث للاستخبارات الاميركية الاسرائيلية وبدعم دويلة قطر والسعودية للاستفادة منه لاضعاف البلاد وتقسيمها وتشتيتها وابقائها في حالة الفوضى .
من المعروف ان كل اصحاب الرسول هم عدول في مدرسة الصحابة حتى وان راى منهم الرسول وعايشه سويعة من زمن فانه قد اكتسب مناعة وحصانة عن كل زيغ وانحراف وخطيئة او اثم وهذا خلاف واضح للعقل والمنطق والقرآن والحديث وهي فكرة جاءت من الحقبة الاموية او ما قبلها وترسخت وتبلورت اكثر في مدة تسلطهم خصوصا في زمن معاوية الذي اشترى كتّاب الحديث بالمال والموائد الدسمة للترويج الى مثل هذه الافكار والاحاديث التي تنزههم وتبعدهم عن الشك والخطا ليخلوا لهم الجو ولينفردوا بالساحة ليعملوا الكوارث والماسي ويحرفوا ويلعبوا بالدين كيف شاؤوا .
لسنا بصدد سرد الامثلة بقدر ما نريد توضيح حقيقة الانسان وعدم ثباته على المبادئ والعهود والمواثيق بالرغم من وجود الادلة القوية القاطعة على وجوب بقائه ولكنه يميل وينحرف وينقلب لسبب او لاخر. اما الذين بايعوا تحت الشجرة لم تنفعهم بيعتهم اذ لم يطيعوا الرسول ويسلموا اليه تسليما قال تعالى : (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) 65 النساء ، من اي اعتراض او شك لانه لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى . اما مؤدى البيعة في الاية الكريمة ( لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم واثابهم فتحا قريبا ) على ان لا يفروا في القتال وان لا ينازعوا الامر اهله ولكن حدثت حروب بعدها ومنها حرب حنين ففر المسلمون امام العدو ولم يثبت الا بنو هاشم وكان من ضمنهم كبار الصحابة كان عددهم يوم البيعة الفا واربع مئة او الفا وخمس مئة فهل انتفع هؤلاء بالبيعة اذ ان المقصود من المؤمنين في الاية الخلص منهم والثابتين على ايمانهم وطاعتهم للرسول وليس مجرد الوقوف تحت الشجرة جسما بدون روح ولا حضور بل شرط الايمان واليقين والاخلاص وتطبيق اوامر الرسول والتسليم له ويكون انزال السكينة على من اخلص وآمن وكان حضوره جسدا وروحا وايمانا قويا ووفاء بالعهد .
لقد اشارت الاية العاشرة من سورة الفتح الى ان هناك من يزيغ وينكث وينحرف من الذين بايعوا تحت الشجرة قال تعالى : (ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم فمن نكث فانما ينكث على نفسه ومن اوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه اجرا عظيما ) فالنكث وارد وحصل بالفعل والوفاء في العهد هو شرط الحصول على الاجر العظيم واول من فشل في الامتحان هم كبار الصحابة عندما اراد الرسول ان يبعثهم الى مكة في صلح الحديبية .
نعم الى قراءة دقيقة ومنصفة للتاريخ حتى لا يقع المتتبع في مطبات هو في غنى عنها . ان كل دم سفك وروح ازهقت وكل ظلم جرى على كل مسلم يقع القسم الاوفر منه على الانحراف الذي حصل بعد وفاة الرسول الاكرم وان الاخفاقات التي حصلت وتحصل للامة الاسلامية من تاخر ونكوص سببه ذلك لانه منع الاكفاء الذين نصبهم الله من قيادة الامة وادارتها الذين كانوا سيوصلونها الى بر الامان وهو السبب الاساس في الماساة والمصائب التي جرت على اهل بيت النبي وقتل الحسين في كربلاء والفجائع التي لحقت بهم .