إتخذت من تداعيات مأزومة لابي منصور الحلاج، عنوانا لرسالة الشكر التي أبعثها للدكتور إياد حلمي الجصاني؛ لأننا.. نحن العراقيون.. في كل عهد وزمان نعيد قتل الحسين إذا ظهر بيننا ونصلب الحلاج كلما تماهى مع رَوح الله!
بمحبة غامر كتب د. اياد عن ضغوطات اعانيها (المفروض) تحثني على طلب اللجوء الى فيينا..
إستقراؤه ما كتبت تحت ضغط أزمتي، صحيح.. يدل على صفاء رؤية تأملية راسخة الوعي؛ فالعراق بقعة طاردة لإبنائها، الا انني نذرت نفسي للعراق قدرا.
إستحصلت إقامة في فيينا لعائلتي.. زوجتي وإبنتي وإبني، ومكثت في العراق؛ لن أتخلى عن قدر إخترته بكامل إصراري على جلد الذات ريثما ينبثق الملاك الحارس، يهدئ روع أرض تنوعت فيها مظاهر الخراب.. واللعنة واحدة.
مشكور د. الجصاني، وهو يتحسس ألما وجوديا ناضحا من حلقتي مقالي المتسلسل تباعا “إقتداءً بالعالم المتحضر / 1 متخطية فيينا.. بغداد حلم وردي”.. ألم التباين الحضاري الممض بين مجتمع يمتلك مقومات الرقي ولا يفعّلها، تاركا الآخرين.. بوفورات أقل منه، يتقدمونه سنواتٍ ضوئيةً ويتراجع ناكسا في التخلف بالقوة ذاتها، حتى إرتطم ظهرنا بالفراغ اللانهائي، كأننا نتخبط بهمجية على شفى هاوية تنهار الى ما وراء الكون!
قراءة منهجية واعية.. تأمل من خلالها د. الجصاني ما وراء السطور، رابطا تلك المقالة السياحية المترعة بالاسف على وطن فارط.. حرقة.. بمناشدة تلتها أخبر فيها رئيس الوزراء د. حيدر العبادي، بملفات فساد أحتفظ بها، من عملي نائب رئيس المحكمة الجنائية العليا.. ملفات فساد تقصم ظهر النزاهة في بلد لم يبق فيه للنزاهة بريق!
إستدل د. إياد بعقله الراجح، انني اعيش في العراق مكشوف المقاتل، بعد ان اعدمت صدام وأنطوي على فضح ما يسترون.. وكحتمية “سايكلوجية – نفسية” يجب ان آوي الى ملاذ يعصمني، وهذا جزء من غريزة البقاء التي فطرنا الرب عليها، كمن يرمش إذا خطف شيء قرب عينه!
وأشكر تعقيب د. كامل العضاض، على رسالة د. الجصاني.. متضامنا مع العرض السخي الذي تلقيته من د. إياد حلمي.. متفضلان بالفهم العميق لواقع حياتي في دولة تتنكر لابنائها متنصلة من واجبها نحوهم.
أشكر صديقيَّ د. الجصاني ود. العضاض لفيض عنايتهما التي تدل على وطنية متأصلة.. جذرها في ثرى العراق وفروعها منتشرة.. تتوزع بين الدول.
لم تخطر على بالي مغادرة الوطن بطلب اللجؤ، على الرغم من كون معطيات الحياة في العراق.. كلها تدفع للهجرة بأي شكل، لكنني إكتفيت بضمان سلامة عائلتي ومكثت في العراق فردا أواجه قدري المحتوم.. بصلابة تزداد منعة بما ألقاه من نبل أمثال الجصاني والعضاض.. داخل وخارج العراق.
إشتريت قبرا في كربلاء؛ لان العراق محياي ومماتي..لا أول لي قبله ولا آخر بعده… غريب كصالح في ثمود!
ان شاء الله إنظم موعدا عبر وسائل الاتصال الاجتماعي، للقاء مباشر في فيينا قريبا، عند تواجدي فيها لنوطد دعائم صداقة تنبع من العراق وتصب فيه.. سأزودك بهواتفي الشخصية ومواعيد تواجدي في أقرب مكان منك.. شاكرا عميق محبتك.