23 ديسمبر، 2024 5:49 م

ردا على التساؤلات المشروعة في كتابات : اين المنجزات ؟

ردا على التساؤلات المشروعة في كتابات : اين المنجزات ؟

هذه منجزاتنا التي نفتخر بها
وجه العديد من الاخوة الكتاب من خلال منبر هذا الموقع المحترم سؤالا مهما على ضوء الانتخابات … اين المنجزات ؟

من باب حق الرد والرأي و الرأي الآخر وعلى سبيل قول الرسول الأكرم ص :

( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ ) ومن أجل ان لا تضيع جهود المخلصين سدى امام العواصف السياسية والضغوط الأمنية وبين ضجيج الانتخابات والخطابات ، كي لا يذهب المنتج الايجابي هباءً منثورا ! كان لابد لي ولكل انسان الدفاع عن منجزاته الايجابية اتجاه الوطن والمواطن الكريم ولو بكلمة وذلك اضعف الايمان لتلافي محاولات خلط الأوراق واشاعة الأخطاء والخطايا ذلك لان من المؤمنين رجال عملوا بصدق واخلصوا ونحن على ثقة بالغة بأن البلد مليان بالمخلصين والعاملين وليس العكس … من هنا دعوني أن أتحدث عن تجربتي الشخصية في عملي ومن موقعي المتواضع كمدير للنقل في هيئة الحج والعمرة ، وعن المنجزات التي تم تحقيقها علما باني غير مرشح في الانتخابات كي لا يتهمني البعض بالدعاية الانتخابية لشخصي ، وانما انطلاقا من مسؤوليتي الوظيفية والاخلاقية لتثبيت الحق ليس الا .. مبدئياً استعدادي للدفاع عن الرأي والمناظرة مع من يرغب عن كل ما يتعلق بعملي وبما سأدونه هنا .

مارست وظيفتي كمدير للنقل بين (2006 – 2014 ) وما زلت لحد كتابة هذه المقالة وأجزم بأننا قد حققنا نموا وتطورا في عملنا بشكل ملموس يفخر به كل عراقي مخلص وشريف في جدول بياني متصاعد خلال الفترة من جميع النواحي الادارية والفنية والبشرية .

وعندما بدأنا عملنا في بداية تأسيس الهيئة العليا للحج والعمرة في مهمة غير سهلة وذلك لان عمل الهيئة يعتمد على اداء أهم الدعامات الرئيسية الثلاثة في توفير الخدمات للحاج العراقي هي النقل والاسكان والاطعام بشكل أساسي ، فكانت التحديات الأمنية لنا بالمرصاد حينما قام الارهابيون بمهاجمة اولى قوافل باصات نقل الحجاج بمكان انطلاقها في منطقة الجادرية عام 2006 اعقبتها مهاجمة القوافل البرية على طريق كربلاء – عرعر ، اضافة الى عدم توفر تراكم الخبرات والقواعد والاسس والضوابط الادارية والفنية المطلوبة فكانت بداية صعبة ومعقدة في وزارة اسست حديثا ، ولم يكن امامها سوى الاعتماد على جهودها الذاتية وامكانياتها المحدودة لتطوير القدرات البشرية المتوفرة منذ بدايات تأسيسها .

ففي خلال سنوات قليلة أستطاع قسم النقل من تحقيق طفرة نوعية في تقديم أفضل الخدمات للحجاج العراقيين في الديار المقدسة وبشهادة سلطات الحج السعودية التي كانت وما تزال تتعاطى بإيجابية بالغة مع تطور النقل وتقدم بعثة الحج العراقية سنة بعد اخرى في سبيل انجاح عملنا بعد أن لمست منا صدقاً في التعامل والتزاماً دقيقاً بأنظمة وقوانين وزارة الحج السعودية

اضافة الى امتياز عملنا بالسرعة والدقة والتفاني والعمل بروحية العمل الجماعي بين موظفيه في تولي مهمة نقل الحجاج بشقيها البري والجوي والنقل الداخلي في الديار المقدسة .

ومن نظرة بسيطة الى ما قبل تأسيس الهيئة حين كان اختيار الحافلات لا يتم وفق معايير الجودة و المتانة والأمان أنما الاختيار كان يتم عبر مزاج المتعهد ومدى فائدته من سائق الحافلة الذي هو صاحب الحظ الاوفر في الحصول على فيزة الحج من المتعهد بعد دفعه مبلغاً لإرضائه حيث كان يتم تخصيص حافلتين لكل متعهد بعد أن كان يستلم اجورهما ويترك له حرية اختيار الحافلتين، و عدد ركاب القافلة الواحدة فيها كان يتراوح بين 75 – 80 حاجاً ، الذين كانوا يتوجهون الى الديار المقدسة عبر الطرق البرية .

أما بعد تأسيس الهيئة في 2006 وبعد استلام الشيخ محمد تقي المولى فقد بدأ التغيير وأخذ قسم النقل بالتطور تدريجياً شيئاً فشيئاً ، فتم اعتماد نظام شركات النقل الرسمية المسجلة للعمل مع الهيئة اضافة الى تشكيل لجان فحص واختبار الحافلات واختيار الأفضل منها سنة بعد أخرى .

هذه التجارب اغنت عملنا واكسبتنا الخبرات الكافية ليصبح حجاج العراق ممن يستقلون حافلات ذات مواصفات سياحية عالمية في المملكة العربية السعودية مع تقليص عدد حجاج الحافلة الواحدة إلى 22 حاجاً من أصل 40 – 45 حاج في الحافلة الواحدة ، ولأجل تفادي الحالات المفاجئة من عطلات طارئة في الطرق الخارجية التي تصاحب الحافلات المتوجهة الى المملكة العربية السعودية تم تهيئة كادر من الفنيين المتمرسين بتصليح الحافلات يرافقون قوافل الحجاج عند انطلاق الحافلات من العراق وحتى وصولهم الى الديار المقدسة دون أي تلكؤ أو تأخير .

أما فيما يخص حجاج الجو فقد عمل قسم النقل على توفير حافلات حديثة بتوجيه من سماحة الشيخ محمد تقي المولى بضرورة اجراء عقود نقل مع الجانب السعودي المتمثل بنقابة النقل السعودي لتحسين الخدمة وتم استقدام حافلات حديثة وذات مواصفات راقية للحجاج العراقيين بعد معاناتهم المتكررة من ركوبهم الحافلات القديمة المتهالكة بعد وصولهم مطار جدة والتي كانت تفتقر الى وسائل الراحة المطلوبة .

وفيما يتعلق بالنقل بين المدن المقدسة من المدينة المنورة الى مكة المكرمة وبالعكس ومن مكة إلى مطار جدة – كانت معاناة الحجاج العراقيين أكثر وطئاً بحكم قدم الحافلات الموجودة وصعوبة التعامل مع سائقي الحافلات لأنهم من جنسيات دول جنوب شرق آسيا ولا يعيرون أهمية لمشاعر الحجاج ولمطالبهم ولكن بحكم الخبرة العراقية التي اكتسبت عاماً بعد أخر استطاع فيها كادرنا من تطوير العمل والقضاء على السلبيات الموجودة وبهذا كان تميزنا عن باقي الدول الاسلامية الاخرى واضحا في تقديم أجود الخدمات لضيوف الرحمن في الديار المقدسة.

واضافت الهيئة خدمة اخرى لم تكن معهودة عند العراقيين سابقا في الديار المقدسة من خلال توفير النقل الداخلي و بإلحاح الشيخ محمد تقي المولى اسوة ببعض الدول المتطورة في مجال الحج مثل إيران وتركيا واندونيسيا مما وفر خدمة النقل الداخلي في مكة المكرمة على مدار الساعة من بنايات السكن إلى الحرم المكي الشريف وبالعكس لأداء مناسكهم بعد وصولهم الى

مكة المكرمة محرمين من الميقات من خلال التعاقد مع أرقى الشركات المعتمدة لدى نقابة النقل السعودي (النقل الجماعي) ليصبح العراق الدولة العربية الوحيدة التي قامت بتوفير النقل الداخلي لحجاجها في المملكة العربية السعودية ، بالإضافة الى توفير النقل الى عرفة ومزدلفة ومنى لتوفير قدر من الراحة للحجاج وسهولة الحركة في أيام المشاعر المقدسة والتي تعتبر من اساسيات الخدمات المقدمة للحجاج لأن ” الحج عرفة ” وذلك بتوفير أفضل الحافلات العراقية والسعودية الحديثة لنقلهم الى صعيد عرفة ومن ثم مزدلفة ومنى على مدار أيام التشريق وبمستوى لا يضاهيه أي اسطول بري مقارنة بالدول الاخرى الى جانب توفير سيارات مكشوفة وحسب رغبة كل متعهد من المتعهدين .

وفي العام المنصرم 2013م تم تطبيق آلية جديدة في صعود الحجاج الى التروية ونجحنا في ذلك بجهود المسؤولين والموظفين ومن ناحية التنظيم العالي للحافلات العراقية المتمثلة بخطط شركة النقل البري العراقية المتميزة وبشهادة المسؤولين السعوديين المعنيين في امن الطرق ومسؤولي المشاعر المقدسة كافة.

هذه الجهود المتصاعدة والمتحققة في خدمة الحاج العراقي العزيز في مجال النقل وبالمستوى الافضل من كل بعثات الدول العربية وفق شهادة سلطات الحج السعودية ، لم تكن تتم لولا تظافر جهود العاملين ولولا اسناد وتعاون دوائر الهيئة الاخرى ولولا الحرص والادارة الرشيدة للشيخ المولى رئيس الهيئة . اعتقد بانه آن الأوان أن نعتز ونفتخر بما انجزناه وما قدمناه لخدمة الحاج العراقي .. ومن حق كل عراقي الافتخار بالعمل الصالح الناجح ومن الله التوفيق ..