18 ديسمبر، 2024 9:16 م

رداً على مزاعم الشاعر إبراهيم البهرزي..

رداً على مزاعم الشاعر إبراهيم البهرزي..

طلع علينا فجأة الشاعر إبراهيم البهرزي بمنشور متشنج  على موقعه في (الفيسبوك) يهاجم فيه اتحاد الأدباء في العراق وبعض قادته بكلمات بذيئة تخلو من اللياقة، وأصول الحوار الثقافي التي ينبغي أن تسود بين الأدباء والمثقفين. كما زعم هذا الشاعر أن هناك موقفا معاديا من قبل قيادات اتحاد الأدباء تجاهه، وأن الاتحاد كما يتخيل اتخذ قرارا بحجب كل ما يشير إليه، وهو أمر لا صحة له إلا في خياله.
وللأسف، فقد تلفظ الشاعر بمفردات مأخوذة من لغة السوقيين وأولاد الشوارع وتنطلق من قاعدة “الإناء ينضح بما فيه” وهي كلمات تضعه تحت طائلة القانون بتهمة القذف والتشهير وسنضطر إلى مقاضاته إذا لم يسحب منشوره ويعتذر علنا في موقعه الخاص. ومما أورده من عبارات نتحرج حتى من إيرادها مخاطبته لقيادة الاتحاد بـ “أولاد الدنبكجية” وان على رأس الاتحاد “خروفان يقادان من القرون بسبب الخرف،  ونغل صاعد بقوة الدجل”، وغير ذلك من الكلمات التي تخدش الذوق العام.
ونحن بدورنا نستغرب هذا السلوك المتشنج والحاقد والعدواني من قبل الشاعر تجاه اتحاد الأدباء الذي لم يدخر وسعاً في الوقوف إلى جانبه في المحنة التي تعرض لها والتي حكم فيها بالسجن لمدة عام واحد على خلفية قضية إدارية تتعلق بعمله الوظيفي ولا علاقة لها بقضايا حرية التعبير والكلمة. إذ بادر الاتحاد إلى إصدار بيان تضامني أدلى به الناطق الإعلامي للاتحاد آنذاك الزميل الشاعر إبراهيم الخياط، كما نسب له الاتحاد محاميا للدفاع عنه، وأوفد وفداً من الاتحاد لزيارته في سجن بعقوبة، ونظم حملة تضامنية واسعة تطالب بإطلاق سراحه وفي حينها غضّ الاتحاد النظر عن سلسلة الشتائم والاتهامات التي كان يكيلها للاتحاد في غير وجه حق على خلفية تلك القضية، وبدل أن يشكر الاتحاد على مواقفه تلك، تراه فجأة ينبري بالإعلان عن هذا الموقف المعادي الموتور وغير المبرر، مما يضع علامات استفهام كثيرة أمام موقفه هذا. 
ولذا فنحن سنضطر إلى وضع النقاط على الحروف، والكشف عن الدوافع الحقيقية وراء مثل هذا السلوك. من المعروف أن اتحاد الأدباء قد أسس لموقف مهني ونقابي تجاه جميع أعضاء الاتحاد ولم يأخذ بنظر الاعتبار اتجاهاتهم وانتماءاتهم السياسية وفتح الباب أمام جميع الأعضاء للمشاركة في أنشطته وانتخاباته، لكن الشاعر إبراهيم البهرزي كما يبدو اتخذ منذ الاحتلال وسقوط النظام الدكتاتوري موقفا أقل ما يقال عنه انه سلبي، ولم يكشف عن أي تفاعل مع العملية السياسية والثقافية، وراح يتصيد الأخطاء والمثالب بروحية متشنجة ونرجسية ومشاكسة، وهو فضلا عن ذلك لم يكتب ضد جرائم العصابات التكفيرية مثل القاعدة وداعش التي عاثت فسادا في بعض المحافظات العراقية ومنها محافظة ديالى التي يقيم فيها الشاعر. وفي الوقت الذي اضطر فيه آلاف الناس إلى مغادرة المحافظة خوفا من القتل على الهوية أو تحت التهديد المسلح حيث قتلت غدرا زوجة الشاعر إبراهيم الخياط على الهوية من قبل مجرمي العصابات الارهابية نراه ظلّ يسرح ويمرح، ويصول ويجول في المحافظة دون أن يتعرض له أحد من مجرمي القاعدة وداعش، وكان يطلق بعض التصريحات، وينشر بعض القصائد والكتابات التي يشم منها اصطفافا طائفيا معينا، من المؤسف أن ينزلق له أي مثقف فيتخلى فيه عن انتمائه الوطني المتوازن.  ويبدو أن اصطفافه الطائفي ذاك هو الذي حماه مؤقتا ووفر له غطاءً للحركة ولمهاجمة اتحاد الأدباء والتجربة السياسية التي هي الأخرى لم تكن مبرأة من عيوب الانزلاق إلى آليات المحاصصة والطائفية.وانطلاقا من هذا الموقف الفكري – الذي لا يخلو من بعد طائفي – راح الشاعر إبراهيم البهرزي ينأى بنفسه بشكل مقصود عن المشاركة في النشاط الثقافي للاتحاد ويترفع عليه بنرجسية عالية ومحتقرا جميع أعضاء الاتحاد الآخرين واضعا نفسه فوق الجميع في شيء من الغرور والادعاء والنرجسية غير المبررة، وغير المدعومة بمنجز إبداعي كبير ومتميز يؤهله لمثل هذا الادعاء والتبجح، والمزايدة على وطنية الآخرين، من خلال ادعاء بطولات زائفة ووهمية، وكان الشاعر البهرزي في حملاته يتوخى الحصول على مباركة وتصفيق و”لايكات” بعض البعثيين المتحالفين مع الدواعش الذين سرعان ما انبروا بحماسة منقطعة النظير للوقوف إلى جانبه نكاية باتحاد الأدباء وبموقفه المتوازن من جميع الأعضاء، وأساسا مشروعه الثقافي المسؤول الرامي إلى ان تأخذ الثقافة العراقية مكانا متميزا ومستقلا في المجتمع العراقي بعيدا عن تملق رجل الدولة والسياسة أو أي من الاتجاهات والأحزاب والتيارات السياسية والدينية.
أما إدعاء الشاعر البهرزي بإهمال اتحاد الأدباء له فهو مجرد وهم، لأنه هو الذي اختار الابتعاد المقصود عن أنشطة اتحاد الأدباء على مستوى المركز العام والمحافظة، ويكفي هنا أن نشير إلى شاهد واحد فقط، وهو أن اتحاد الأدباء في محافظة ديالى أطلق اسم الشاعر إبراهيم البهرزي على دورته الانتخابية الماضية التي جرت قبل أشهر قليلة، لكن الشاعر، وللأسف، لم يكلف نفسه عناء الحضور أو المشاركة، لأن ذلك ربما ينتقص من مواقفه التي ينتظر ان يجني منها الكثير من “اللايكات” في موقعه الفيسبوكي، ومنها “لايكات” رموز المؤسسة الثقافية البعثية الداعشية الذي ينبرون في مثل هذه المواقف لتأييد ودعم كل ما ينتقص من النشاط الثقافي لاتحاد الأدباء خصوصا، وللتجربة السياسية الجديدة بشكل عام.وأخيرا نكرر تأكيدنا المهني والنقابي بأن الاتحاد لا يمتلك سياسيات ومواقف مزدوجة تجاه أعضائه الذين يتعامل معهم سواسية ويفتح ذراعيه لاستقبالهم ومشاركتهم الأدبية والثقافية.
ونود أن نذكر الشاعر البهرزي، الغارق في أوهام الذات النرجسية والحقد الاعمى  أن دورة انتخابية جديدة قد نظمت في شهر نيسان الماضي 2016 لم ارشح نفسي فيها لأي مركز قيادي رغبةً مني لاتاحة الفرصة امام جيل ليتبوأ قيادة العمل الثقافي لكي اتفرغ للكتابة النقدية، وتم انتخاب الزميل ناجح المعموري رئيسا، والزميل إبراهيم الخياط أمينا عاما، وكان عليه أن يتوخى الدقة والموضوعية وهو يتحدث عن قيادة الاتحاد الحالية، لا أن ينطلق من فيض خيالاته المريضة المتشنجة.
وبقدر ما يتعلق الامر بي فأنا اطالب الموما إليه بالاعتذار العلني مني في موقعه على الفيسبوك وسحب منشوره المذكور والا فسوف اقاضيه بتهمة القذف والتشهير.