كتب احد القولمنديين الطائفيين المطلوبين للقضاء بتهمة الارهاب في مدونته الخاصة يقول:
” بينما السياسيون منشغلون بالمصالحة وتصفية تركة المخلوع المالكي … هادي العامري يحرج العبادي برفضه التشريعات الاخيرة رغم المأخذ عليها … ويدعو لتنفيذ احكام الاعدام بحق العديد من المتهمين الذين اخذوا بالشبهة وحرموا حقهم بالتقاضي العادل. هادي العامري خطر على الجميع … حتى على العملية السياسية .. فاحذروه”.
وقبل تناول تصريحه المقيت بالتحليل , لابد من توضح معنى القولمندي. فنقول بعد التوكل على الله, القولمندي هو كل من تحدر من اصول جورجية. والقولومندية هي من ارهاصات ظاهرة الانكشارية التي عرفتها الدول العربية أبان حكم الإمبراطورية العثمانية سيئة الصيت, حيث كان العثمانيون الاتراك يعمدون على اختطاف الاطفال والغلمان من عوائلهم في دول جورجيا وأرمينيا وأستونيا والبانيا وأبخازيا بالاضافة الى دول اسيا الوسطى, وادخالهم معسكرات اعدت ليكونوا جندرمة ومقاتلين بعد اجبارهم على اعتناق الاسلام وتحديداً المذهب الحنفي, وهناك يتم الاعتداء عليهم جنسياً منذ الصغر في طقوس خاصة, وبمرور الوقت وتعاقب السنين يصبح هؤلاء امراء ومماليك وقادة جيش, لينتشروا بعد ذلك في ولايات الامبراطورية العثمانية المترامية الاطراف, وقد عرفوا بالقولمندية والانكشارية. وبالنسبة للعراق فقد عرف تاريخه العديد من الاسر ذات الاصول القولمندية التي لايزال بعضها يحتفظ بإلقابه ليومنا هذا.
نعود الى اصل موضوعنا, لنرى ماذا أراد هذا القولمندي ايصاله من خلال كلماته المسمومة ضد شيخ المجاهدين هادي العامري:
اراد القول ان العامري يمثل امتداداً لنهج وسياسات المالكي, وهو بهذا يحاول دق اسفين الفرقة, ومسمار الفتنة بين ائتلاف دولة القانون الكتلة النيابية الاكبر وبقية الكتل التي تحفظت على سياسات المالكي او اصطدمت به, وهو بهذا يريد تأليب الكتل على العامري.
اما تحذيره من العامري بقوله ” اصبح خطراً على الجميع… حتى على العملية السياسية” فأنه قصد بها ان قائد الحشد الشعبي يعمل على تخريب العملية الانبطاحية التي باتت تعرف بـ(المصالحة الوطنية) التي تضمنها (الاتفاق السياسي) الذي تشكلت على ضوءه الحكومة, وهو يحاول ايضاً استعداء العبادي على العامري بقوله ” العامري يحرج العبادي برفضه التشريعات الاخيرة رغم المأخذ عليها”, ظناً منه ان علاقة العامري بالعبادي سطحية, او انها تتأثر بمجرد اطلاق مثل هكذا تصريحات حقودة.
والسؤال هنا من هم( الجميع) الذي قصدهم هذا الطائفي الانكشاري بقوله ” هادي العامري خطر على الجميع” ؟
الجواب المقصود بالجميع هم الشيعة والاكراد والسنة وبقية المكونات العراقية, وهذه عبارة غاية في الخبث والدهاء, ومعناها ان العامري كان من قبل خطرأ على جماعة معينة فقط يقصد بهم السنة بزعمه والان اصبح خطراً على الجميع بما فيهم الأكراد والشيعة. ومن خلال هذه العبارة اراد هذا القولمندي نفث سمومه الطائفية لإيغال قلوب القيادات الكردية والشيعية التي تتفاوت وجهات نظرها مع العامري واستعدائهم عليه وهي محاولة خبيثة لزرع الفتنة داخل التحالف الوطني من جهة وبين التحالف والاكراد من جهة ثانية, مستغلاً في ذلك التوتر الحاصل نتيجة تصريحات رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارازاني ضد الحشد الشعبي الذي يقوده هادي العامري.
بقي أمر لابد من مناقشته في ماكتبه هذا الطائفي المقيت وهو قوله : ” ويدعو لتنفيذ احكام الاعدام بحق العديد من المتهمين الذين اخذوا بالشبهة وحرموا حقهم بالتقاضي العادل”. فهذا الهارب من وجه العدالة يريد ان يوصل رسالة مفادها ان القضاء العراقي مسيس, وغير نزيه, وان اجراءات الحكومة العراقية غير صحيحة وتعسفية وظالمة, لانها اخذت العديد من المتهمين بالشبهة, ولانهم كما يزعم حرموا من حق التقاضي العادل, وبالتأكيد يقصد بالعادل من وجهة نظره براءة اي من ابناء مكونه حتى ولو كان مجرماً ارهابياً, لأن هذا القولمندي يعتقد سلفاً ان
الاجهزة الامنية العراقية تقوم بإعتقال الارهابيين والمجرمين لدوافع طائفية وليس لكونهم قتلة مجرمين, وفاته ان السجون العراقية فيها الكثير من المتهمين من جميع مكونات الشعب العراقي.
وهكذا وكما ترون فإن هذا الطائفي ورغم محاولته التباكي على العلمية السياسية قد اتى على بنيان النظام السياسي الجديد في العراق بأكمله من خلال تصريحه السابق ضد شيخ المجاهدين الحاج هادي العامري قائد الحشد الشعبي, حين شكك بالقضاء العراقي, اي شكك بأعلى السلطات الثلاثة, وطعن بأجراءات الحكومة وهي السلطة التنفيذية , واستخف بالسلطة التشريعية حينما اتهم العامري برفض التشريعات اشارة منه الى التعديلات على قانون المسائلة والعدالة وقانون (الحرس الوطني) المثير للجدل.
نحن نعلم علم اليقين ان مثل هذه التصريحات الصفراء لن تثني من عزيمة قاهر الدواعش الحاج ابو حسن, لكننا نقول له:
يا ابا حسن: نعم انت خطر على الجميع, جميع الطائفيين والانفصاليين والشوفونيين وأيتام صدام, دعه يصرخ, ودعه يعوي فقافلة المقاومة والحشد الشعبي بقيادتك يا قرة عيوننا تسير نحو النصر بإذن الله, ولن يضرها نباح كلاب الطائفية الذين سيكون لنا معهم وقفة بعدما نقضي على داعش الإرهابية, فيوم الحساب لهذا الطائفي قريب, وسيكون لسلاح المقاومة الأصيلة والحشد الشعبي الذي تتشرف انت بقيادته الكلمة الفصل في اعادة بناء النظام السياسي الجديد, وتطهير العملية السياسية من الطائفيين والعنصريين الشوفونيين والانفصاليين والانبطاحيين وهؤلاء اخطرهم لأن انبطاحيتهم هي من جعلت هذا القولمندي وأشباهه يتطاولون على ابناءنا في المقاومة والحشد الشعبي الذين اعادوا لنا كرامتنا المهدورة على طاولة التفاوض الانبطاحي والتنازلات المهينة. سر يا ابا حسن والله والشرفاء معك.