22 أبريل، 2024 9:49 م
Search
Close this search box.

ردأ على موضوع  جنود أمريكيون عادوا الى العراق بعد أعوام من مغادرته

Facebook
Twitter
LinkedIn

” سنوات تمضي وتاريخ يتعثر في أروقة الحزن وآمالٌ تنهار في لمح البصر وبلدٌ يظل ينزف سنواتٌ وسنوات دون أن تلتحم جراحه. تتقادم جحافل الجنود من كل حدبٍ وصوب ويموت ألأطفال وتترمل النساء ويقبع أفرادٌ في سجون مرعبة وتتفاقم ألأوضاع هنا وهناك ويبقى البؤساء يئنون بصمت ٍ كبير يحلمون بالحرية وألأطمئنان وينشدون حياة رغيدة خالية من الخوف والجوع ونقصٌ في ألأموال والثمرات. ترحل قوافل عسكرية – بحجة إكتمال واجباتها- وتأتي قوافل أخرى من جحافل عسكرية أشد ضراوة من ألأولى وتستمر أنهار الدماء تجري من أجساد ألأبرياء وغير ألأبريا ء تنضح دمائها بلا توقف . تظل الشوارع كئيبة ممزقة وتستمر البنية التحتية تتراجع الى الخلف رغم وجود أطنان الدولارات المتدفقة من آبار النفط والمصادر ألأخرى الموجودةِ في البلد ألآيل للسقوط في أيةِ لحظة .
رحلت الجيوش الغازية — التي جاءت في البداية – بحجة فرض الحرية والديمقراطية لنا , ونحنُ نعرف وهم يعرفون أن قدومهم ما كان إلا لتدمير كل شيء وسرقة كل شيء بحججٍ وأوهام صدقها – الساذجون- في كل مكان. وجاءت حجافل جيوشٌ أخرى لتحيل البلد الى دمارٍ في كلِ مكان , ضاع شرف النساء وتمزقت ألأعراض تحت مسميات كثيرة خالفها ألأسلام الحقيقي في كل شيء ومات ألأطفال في الصحارى وعند منعطفات الجبال وتمزقت أجساد الرجال دون أي مقاومة بحججٍ أخرى.  إختلط علينا —  نحن البائسون المعذبون في كلِ بقعة  من بقاع ألأرض المقدسة- لم نعد نميز بين الخير والشر وبين الصواب وغيرة..سنوات تزحف على أجسادنا ونحن تائهون في خضم الصراعات النفسية المشبعة برائحة القلق المزمن بلا علاجٍ بلا دواء. وعادت نفس القوات السابقة التي فضت بكارة البلد بعنفِ غير عابئة بصرخات ألألم التي نطلقها في جنح الظلام آنذاك..تاريخ أسود لايمكن أن يكون شفافاً أبيض مهما حاولنا ومهما عملنا لازالة دماء بكارتنا التي تلطخ أجسادنا وملابسنا مهما حاولنا جاهدين لمحو آثارها. جحافل الجيوش التي سيطرت على بلادنا بعد رحيل الجيوش الغازية ألأولى أقسى وأشد وقعاً على نفوسنا – علما أنها تنتمي الى نفس ديننا وتتكلم نفس لغتنا – أصبحنا نتمنى عودة جحافل الجيوش الغازية التي رحلت كي نتنفس مرة أخرى ..
كي تعود الفئات البشرية التي تركت ديارها خوفا من كل شيء. النتيجة واحدة لم يتغير شيء,  في السابق كانت اموالنا تُنهب وأجسادنا تتمزق على الشوارع في حوادث كثيرة وعند رحيلهم إزدادت الحوادت وإمتلأت الجبال بقوافل النازحين تختبيْ مذعورة تموت كل حين . فلتعد تلك الجيوش القادمة من خلف البحار مرة أخرى ..من يدري قد يتغير شيء ما , وقد نجد شيئاً آخر لم نعثر عليه عند الجيوش ألأخرى التي تجوب أطراف البلاد ليلاً ونهاراً وتحيل نفوسنا الى مشاريع لاتنتهي من قلقٍ ليس له حدود. من هو المسؤول عن كل هذا الدمار؟ أنا؟ أنت؟ أنتم؟ هم؟ أم حظٌ عاثر لايعرف أي شيء عن مستقبلٍ ليس له وجود؟؟؟؟؟.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب