22 ديسمبر، 2024 3:41 م

رحيم الخاقاني – رئيس مجلس محافظة ذي قار – خارج دائرة الإعلام

رحيم الخاقاني – رئيس مجلس محافظة ذي قار – خارج دائرة الإعلام

عندما تتفاوت الرؤى ، وتقاطع المصالح ، وتسود حالات التشرذم التي تهدد الوطن المحروس سواء بالتجزئة والضياع ، او الانقسام والانشطار في مكوناته واحزابه . هنا ينجلي معدن الرجال ، ويسجل لهم التاريخ بفخر . ففي كثير من الاحيان ووفق ما ينقله لنا ، تاريخ الدولة العراقية الحديثة ، عادة ما ينبري احد ابناء ذي قار ليلم شمل المدينة ويقود السفينة الى شواطيء الامان ، وحقيقة وليس استقراء ومنذ بدء تشكيل مجالس المحافظات ، فقد تصدى للمسؤولية ثلة من ابنائها ، وعن كيفية مجيئهم او قيادتهم لا اريد ان اسرد احداثا ابقت ذي قار تراوح في مقرها ومستقرها ، رغم الاموال التي خصصت لها سواء لبناء انسانها او خلق وايجاد بنى تحتية تنقلها من حالة التراجع الى مسار التقدم .. ولكن ذي قار كما ترون اليوم يخيم عليها البؤس ويلفها الاهمال ويهددها التراجع .. وانا وسواي نراقب ذلك تارة نتذمر ساخطين ، واخرى محتسبين صابرين . ولما قيض الله للسيد حميد الغزي ، رئيس مجلس محافظة ذي قار ان يرتقي الى مراتب عليا موفقاً ..شخصيا كنت اتحسب واتطلع الى البديل ، رغم ما قيل من مواطني الناصرية ( وذلك من حقهم ) ، بان المحاصصة هي سيدة الموقف .. وعندما انجلى الوضع وتم تكليف السيد رحيم الخاقاني برئاسة المجلس .. فنحن لا نعلم عنه كثيرا سوى انه عضو مجلس منتخب .. وشغل وظيفة ادارية قبل ذلك .. وليقيني الراسخ بان ذي قار ولاده ولا تبخل ان تجود على سكانها برجال اكفياء .. واستذكارا لرجالتها الذين قادوا العراق واسهموا في بنائه .. وخاصة لبناء العراق الخارج من مرحلة الظلام العثماني الحالك على اسس حضرية ، مدنية ، مستقرة .. (اعيانا ونوابا او قادة في مجالات الحياة المتعددة ) او مجاهدين ابان ثورة العشرين التي ( كسرت ذراع الانكليز ) كي يفوقوا من غطرستهم ويتنبهوا الى مجد الشعب الرافديني وحضارته وانه ليس سهل القياد بما اعتادوه من الشعوب الاوردية والبنغالية التي استولوا عليها بشكل غاشم . بمعنى ان اهل ( المنتفج ) ذي قار الحاضرة هم قادة بالفطرة وكرام بالتنشئة واجواد في المحتد والاصل . دليلي ، عندما تحل ضيفا في اية بقعة من بقاع العراق المحروس ؛ وفي اي من مجتمعاته شمالا وجنوبا غربا وشرقا ، وتذكر لهم انك من محافظة ذي قار؛ فسرعان ما يبادرك القوم بالمديح والتبجيل والاشادة والتكريم . فالكلمات التي نسمعها ( ونعم من اهل المنتفج ، ونعم من ابطال معركة 1813 “معركة الفضلية ” التي هزج فيها الشيخ حمود الثامرالسعدوني وهو يقارع العثمانيين ” الطوب اصلب لو مكواري ” ، هذه الاهزوجة التي تزين المدخل الرئيسي لمدينة السماوة ، (للخارج من السماوة الى بغداد او الداخل اليها وقد استعاروها اهلنا هناك ، رغم انهم كانوا ضمن الحدود الادراية لامارة المنتفج ) وايضا يثني عليك اهل العراق باعتبارك ابن ذي قار اول المتصدين للانكليز في معركة الشعيبة عندما زحفت الجموع يتقدمها محمد سعيد الحبوبي متجهة صوب الشعيبة ويعاونه بدر الرميض واعجمي السعدون وكبار مشايخ المنتفق والاعيان من رجالات المنتفق ورجال الدين ، وكانت اهزوجتهم الشهيرة ( هلّله هلّله يربنة – ما ربيناش بذلة –ولا سكتنة على عايل – ولا تفكنة نملّة ) ومن ثم التصدي الهائل وبصدورهم لمنع الانكليز من دخول الناصرية سنة 1915 م في معركة مجينينة ، شرق قرية الفضلية ( الان ناحية ) ، وفي معركة الجسر في بساتين محمد علي والد الحاج طالب المشهور التي يشغل موقعها الان فندق الجنوب . والتي اطلق فيها ادلاء الخيانة الذين اشترى الانكليز ذممهم ليرافقوهم لاحتلال العراق ، وانهم الان اكثر المتشدقين بالوطنية ؛ لإدعائهم بانهم سكان العراق الاصليين . حيث اطلقوا عبارة الشجرة الخبيثة على ذلك البستان الذي منع المقاتلون فيه الانكليز من العبورالى ضفة الفرات اليسرى . ويثني عليك اهل العراق ايضا ، ويرحبون بك عندما يستذكرون امامك اهزوجة ( شرناهة وعيت باهيزة ) ويسألونك عن باهيزة هل هي امرأة ..؟ وعندما تخبرهم بانه مجرى مائي رفض ان يعبر الانكليز عليه ويدنسون مائه ، عندها يكبرون فيك الثورية وروح الجهاد . و ولا احد ينكر يان اغلب رجالات الاحزاب السياسية وبناة الفكر في العراق انطلقوا من ذي قار. وان مبدعي الفن والادب الذين رفدوا الوطن الحبيب بالخبرة والطاقة وتعدّوه الى العالمية هم من ذي قار .. ! واهل العراق ايضا عندما تحل ضيفا عليهم يذكرونك بان ابناء ذي قار مبدعون – سياسيهم مبدع ، محاميهم ، طبيبهم ، معلمهم ، مهندسهم ، عاملهم ، مفكرهم ، اديبهم مبدع طالبهم متفوق . والابداع في ذي قار على ما يبدو اصبح خصيصة لهم . كون مدينتهم محمولة عندهم في حدقات العيون . وفي ضوء هكذا وصف لابناء ذي قار ، فان خليفة السيد حميد الغزي ، الاستاذ رحيم الخاقاني ، لا بد ان يختط له نهجا يبتعد او يقترب من نهج سابقة .. فرحنا نراقب ونرصد ونتابع .. واذا به والحق يقال ، يسير بخطة مدروسة متصاعدة ، سواء باللقاءات مع الجوانب الحكومية لنقل هموم ذي قار او علاقته بالجماهير متمثلة بزياراته الميدانية التي اعطت نتائج طيبة ، او القيام بالدور الرقابي على وجه متصاعد وخاصة الزيارات الميدانية المباغته ، لتنبيه الذين اعتادوا على الاهمال وعدم احترام المواطن .. وكانما المواطن خلق لخدمة الموظف وليس العكس ..وفعلا توجس المهملون الخطر .. واستيقظ الكسالى ، وبدأنا نستشعر فعلا مفرحا ورحنا نلاحظ ايضا الاهتمام ، باقتصاد المدينة اوميزانها التجاري الذي لا يستقيم بدون تضافر جهود الدولة في القطاع العام وجهود القطاع الخاص وخلق فرص الاستثمار واحكام حالتي الاستيراد والتصدير ، واستمرار دور المراقبة الحكومية الواعي وعدم ترك ذلك الى الصدفة او المزاج او العشوائية . سيما وان السيد رحيم الخاقاني لديه برنامج حكومي على ما يبدو ، حافل لانقاذ المحافظة ( رغم قصر فترته ) والمضي به قدما غير آبه بالمعرقلات او المثبطين لعمله . وانك في هذه المرحلة على الاقل تشعر بالاطمئنان عندما تجد في مدينتك عقول تفكر، وتربط القول بالعمل وتترجم تفكيرها الى واقع تطبيقي ، يطور المؤسسات ويسهم في وضع لبنات ولو قليلة لكنها رصينة وعلمية في بناء اسس كان يسير فيه البناء ابطأ من السلحفاة . وهنا يكمن مركز تفاؤلنا بالسيد رحيم الخاقاني ذلك الرجل ، البعيد عن دائرة الضوء الاعلامي والمداحين والمطبلين دون الوقوف على فعل يذكر . وان الفعل الابداعي يحتاج قطعا الى ردة فعل تساويه في القوة على الاقل . والمسؤول في الدولة ايا كانت صفته هو بالامس مواطن بسيط ، يضحي بالغالي والنفيس لغرض ان يسعد الجماهير ، ويضع لها برامج تنقلها الى الحياة الافضل ويرعاها . وليس الهدف الوصول الى الكرسي والتمسك به ، وانك لا تبقى مسؤولا طوال عمرك وانما هي لمرة ولمرتين ولسنوات قليلة . فينبغي ان تترك اثرا تفخر به امام اولادك واحفادك وشعبك ،وتفخر به عندما تكتب ذكرياتك او انه يكون مادة لحديثك ( انا في الزمن الفلاني عندما كنت مسؤولا انجزت كذا وكذا …) والوظيفة انما هي تكليف وليس تشريف للفرد على سواه . فالذي يكلف عليه ان يكون اكثر خدمة للجماهير واكثر تحسسا لمعاناتها. واكثر ملاحظة لفروقها الفردية واكثر انسجاما مع شرائحها من خلال الزيارة والاتصال والمتابعة والوقوف على المنجز وتعميم الناجح منه ، والوقوف ايضا على معوقات العمل ومعالجتها . ودعم المبدع وتبني ابداعه وتوجيه المتلكيء وتقويمه ومحاسبة المقصر ، ليسود مبدأ الثواب والعقاب .. نتابع باعتزاز تحركات السيد رحيم الخاقاني ونتطلع ان يضاف اسمه كواحد من ابناء ذي قار الذين حققوا لها الانجازات ليفخر به تاريخ المحافظة .. والحمد لله رب العالمين.