22 ديسمبر، 2024 7:33 م

رحيل غير قابل للتعويض

رحيل غير قابل للتعويض

رفسنجاني.. جوهر التواضع الاسلامي العظيمأعجبت.. مسحورا بشخصية الرئيس الايراني الاسبق.. آية الله علي أكبر هاشمي رفسنجاني، فكرا نيرا وقدرة فائقة على الاقناع.. تأملي، يميل الى حياة البساطة، برغم كونه الاكثر تأثيرا في الجمهورية الاسلامية الايرانية، والاغنى علما ومالا.. جذاب!
إلتقيت عشرات الملوك والرؤساء والأمراء، فما بلغ أحد مبلغ رفسنجاني، من نفسي، متموضعا في سويداء القلب وصميم الروح وجوهر العقل.. لم يعجبنِ أحدا كمثل رؤاه الاسلامية الواضحة، التي تستنير بالتجلي الرباني، عن البدع والخزعبلات وما أضفاه الموتورون على الدين من مغالطات نالت من قدسيته ميدانيا وإجرائيا، في العالم،…
دعاني الى مكتبه، بعد إعدام الطاغية المقبور صدام حسين؛ وفي معرض الاحاديث المتنوعة، سألني عن حلم أمي بي مع صدام ، وأنا صغير، فلخصته له بالقول: “كأن الطاغية حضر الى بيتنا، بقض عسكره وقضيض سلاحهم المدججين به؛ وأشار لي أن: – تعال؛ ولأننا عائلة معروفة بتضادها مع صدام والبعث؛ سألته أمي مغيظة: – ماذا تريد من الطفل؟ أجابها: – أريد أن أعطيه شيئا، تقول الوالدة أنه في الحلم، وضع شيئا ما، في كفي.. لم تره، وأطبق أصابعي عليه، فسرته أمي بأنه ليس صداما، إنما إمام”.
قال رفسنجاني.. قدس سره: “حلم أمك نبوأة بنهاية صدام على يدك، وهذا ما حصل، بتنفيذك حكم الاعدام به، حينما كاد يفلت من يد القضاء”.
عرض عليّ الاقامة في إيران، بعد أن إنحلت المحكمة الجنائية العليا، التي أسستها وعملت نائب الرئيس فيها، طالبا مني الأستقرار في ايران، والعيش في بحبوحة، من خلال ترؤسي إحدى شركاته؛ فشكرته معتذرا بكوني قاضي مستقلا، أعمل لله وبلدي، لا أريد أن أحسب على إيران..
ما زال أثره في نفسي، مثلما أثّر إيجابا… منعطفا بمسار السياسة الايرانية، نحو مصلحة البلد ومصلحة الاسلام والانسانية، منفتحا على الغرب، وفق منظومة إشتغال إصلاحية، على درجة رفيعة من التنظير والتطبيق العملي، الذي أزاح عن إيران، غمام تحديات كأداء، مرتقيا بها، حتى باتت قوة عظمى.. إقتصاديا وصناعيا وزراعيا ونوويا وبشريا وسياسيا، بل وسينمائيا.. تنافس سواها بشرف وترفع وثبات إيماني مطلق.