22 ديسمبر، 2024 9:15 م

رحيل صدام: بين الفرح والأسى

رحيل صدام: بين الفرح والأسى

عبر الزمن وصولا الى تاريخ أوروبا القديم، والخلافة العباسية بكل مراحلها شهدنا تكرر حالات حكم الظالمين والتجاهل لصرخات الشعوب، حيث انتقلت السلطة من يد طاغية إلى آخر دون مراعاة لحقوق الإنسان ودون اعتبار للعدالة. على الرغم من تباين الظروف والزمان، إلا أن نفس السيناريو تكرر مراراً وتكراراً، حيث بقيت الحاجة الماسة إلى الوعي والتأمل في دروس التاريخ لتجنب الوقوع في الأخطاء المماثلة.

في رحلة مشوقة إلى أعماق الذاكرة، حيث يلتقي التاريخ بالمستقبل ويتجسّد الصراع بين الرغبة في التغيير والخوف من المجهول. يوم احتلال العراق، بنية تحريره من صدام، كان يوماً منقسماً بين فرحة الشعب بالتخلص من قيود الطغيان وبين الأسى لما قد يأتي بعده. ففي ذلك الوقت، كان الكثيرون يحنون للعصا ويعبدون الشخصيات، نسياً أن الحكم الظالم لا يطهر نفسه ولا يُصلح بالبديل الأسوأ. فالأستبداد والقمع كانا سمة لحكم صدام، لكن هل كان يستحق الشعب العراقي الحكم الذي أتى بعده؟

في ختام هذا النظر إلى الماضي والحاضر، يظهر لنا أن حكم الظالمين لا يأتي بخير، بل يُرسم لنا درساً مؤلماً يجب أن نتعلمه. إنه درس عن أهمية الوعي والحكمة في اختيار القادة وفي التصرفات السياسية، وعن ضرورة تجنب الوقوع في دوامة من الظلم والتعاسة لتجنب آثارها السلبية على التنمية الاقتصادية والأجتماعية.

يقول المثل العربي: “الحكمة في الاعتبار قبل العمل”، ربما يجب أن نعتبر جيداً قبل أن نتحول إلى ضحايا لبخاخات الغباء المتكررة.