19 ديسمبر، 2024 12:58 ص

رحيل الشاه قبل زيارة النجف

رحيل الشاه قبل زيارة النجف

بمناسبة الذكرى الأربعين للثورة الايرانية تحدثت فرح بهلوي في كتابها بعنوان مذكرات الذي صدر باللغة الفرنسية في عام 2003 وترجم في مصر عام 2010 .. عن اتفاق الجزائر الذي اثمر انفتاح العراق على ايران وقيام الرئيس صدام حسين بزيارة طهران وزيارة رئيس وزراء ايران الى العراق وقد وجهت دعوة الى الشاه لزيارة العراق ايضاً .. الا ان الزيارة لم تتم بسبب شرط الشاه إبعاد الخميني عن العراق وبعدها تراجع عن هذا الشرط بسبب رفض القيادة العراقية وطلب فقط ابعاد الخميني عن النجف لأسباب أمنية لانه ينوي زيارة النجف، وايضا رفضت القيادة العراقية هذا الطلب مؤكدين ان الاجهزة الامنية العراقية قادرة على حماية ضيوفها .. وأشارت فرح بهلوي الى زيارتها للعراق في عام 1978 أي في الوقت الذي كانت هناك حملة ضد الشاه ومظاهرات كبيرة في ايران، وقد زارت النجف وقابلت المرجع الديني الكبير الخوئي .. وايضا أشارت في مذكراتها الى اجتماع مهم عقد في الرابع من شهر يناير / كانون الثاني من عام 1979 ضم قادة الدول الأربعة الكبرى جيمي كارتر رئيس الولايات المتحدة الامريكية وجيمس كالاهان رئيس الوزراء البريطاني والرئيس الفرنسي جيسكار ديستان والمستشار الالماني الغربي هلمث شمث في احد الجزر التابعة لفرنسا في المحيط الأطلسي وقرروا تغيير النظام في ايران، وذكرت مصادر عراقية مطلعة في حينه ان أحد القادة الأربعة وهو الرئيس الفرنسي جيسكار ديستان نقل للقيادة العراقية ان ايّام الشاه اصبحت بحكم المحدودة في ايران ونصح بصرف النظر عن استقبال الشاه اذا ما عزم زيارة العراق بناء على الدعوة السابقة، وتأكيداً لذلك ذكرت فرح ديبا في مطلع عام 1977 توقف كارتر في طهران وهو في طريقة الى الهند وأقيمت له حفلة غير رسمية بهذة المناسبة وهمس في أذني أثاء رقصه معي معبراً عن اعتزاز امريكا بحكم الشاه والعلاقة المتينة بين البلدين ومشيدا بصلابة النظام، وفي الوقت نفسة كانوا يتأمرون علينا ويدعمون الخميني للوصول الى السلطة .. واشارت فرح بهلوي الى رفض كثير من الدول استقبال الشاه بعد الإطاحة بة في عام 1979 الى ان استقر بة الحال في القاهرة بحكم علاقته مع الرئيس انور السادات، وكان المرض الخبيث قد تفشى في جسده وادخل مستشفى القوات المسلحة المصرية للعلاج، وكان من بين الزوار الكاتب المعروف انيس منصور الذي يرتبط بعلاقة قوية مع الرئيس السادات، وطلب منه الشاه بعد تجاذب الحديث ان يخبر الرئيس السادات بعدم الثقة بالامريكان وقال له ان كارتر كان يرقص مع زوجتي ويهمس في أذنها الكلام المعسول ولكنه كان يتآمر علينا .. والجدير بالذكر الإشارة الى ماذكره الصحفي الألماني بيتر شول لاتور Peter Scholl Latour لكي نستخلص الحقائق والعبر، لانه من اشهر وامهر الصحفين الالمان الذي تعلم اللغة العربية في الجامعة الامريكية في بيروت والذي قال عندما غادر الخميني باريس متوجهاً الى طهران في فبراير عام 1979 كنت معة على متن الطائرة الفرنسية بوينغ 747 وعند هبوطها في مطار طهران تقدم لي صادق طبطبائي واعطاني ملف لونة اصفر وطلب مني مراجعته وبعد ثمانية اشهر اعلن طبطبائي عن محتوى الملف المبهم الذي كان يحوي على الدستور الايراني الجديد، وان صادق طبطبائي هو شقيق زوجة احمد الخميني نجل الخميني وصاحب اكبر فضيحة في مطار فرانكفورت اثر وجود حفنة من المخدرات في احد حقائبة وبعدها كشفت سلطات المطار زيارته الى اسرائيل في كانون الثاني من عام 1983 من خلال وجود ختم الدخول الى تل ابيب في جواز سفره بالرغم من وجود كليشة في الجواز الايراني بالسماح بالسفر لكافة دول العالم عدا اسرائيل وقد عرض الختم على ملاين الناس في التلفزيون الألماني والذي تبين على اثرها فضيحة ايران كونترا حيث كان حلقة الوسط بين إيران وإسرائيل حول موضوع صفقة السلاح من خلال علاقته المتميزة مع يوسف عازر الذي كانت له علاقة بأجهزة المخابرات الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي ..
يستشف من ما تقدم أمرين .. الاول لا أمان مع السياسة الامريكية وحسب مقولة الأوساط والنخب المصرية بان الذي يتغطى بالأمريكان ينام عريان .. والأمر الثاني لا تخلو أصابع الإمبريالية من وصول الملالي في طهران الى الحكم بطريقة مشبوهة بينما صوت التقية كان يصدح بأكذوبة الموت لأمريكا ..