ليس بالهين اختصار حياة الحكماء, بكلمات تُسطر في مقال, إلا ان ذكر العظماء, واجبٌ إنساني يقع ضمن حقوق, من أفنى حياته لخدمة المواطن والوطن.قال أحد الحكماء خير المقال ما صدقه الفعال”, قليل هم الرجال الذين, اتَّصَفوا بِأصدق القول, المقترن بالعمل الحقيقي, وكثيرا ما نرى, أن أصحاب الرؤية الحكيمة, لا يستوعب معاصروهم أفكارهم, إلا بعد رحيلهم, فلا خير في القول إلا مع العمل.التواضع صفة حميدة, لا يتصف بها إلا حكيم, وكما قيل:” لا يتكبر إلّا كُل وضيع , ولا يتواضع الّا كُل رفيع”, ويعرف الحَكيم بآراء العلماء وأهل الخبرة, وقد كان من الحكماء القلائل, فيما بعد الإحتلال الأمريكي, السيد محمد باقر الحكيم, الذي أشاد به الإمام الخميني, حيث قال:” السيد محمد باقر الحكيم الابن الشجاع للإسلام”.كان السيد الحكيم, من مؤسسي حزب الدعوة, وقد كان ضمن المؤتمر التأسيسي لحزب الدعوة, وبعد هجرته الى الجارة إيران, قام بتكوين منظمة بدر, لمقارعة الظلم الصدامي, وأسس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية عام1982, تمهيداً للقضاء على حكم البعث الشاذ, وقد كان من اولوياته, السيطرة على الحكم, لإقامة دولة مؤسسات عادلة, تجمع كل مكونات الشعب العراقي.عاد السيد محمد باقر الحكيم, مع أتباعه ومحبيه, بُعَيدَ الإحتلال من منفذ الشلامجة الجنوبي, ليلتقي بالجماهير من البصرة, باستقبال حافل وهتافٍ فريد, حيث لم ينل تلك الحفاوة, أي سياسي معارض من جميع الأحزاب, مما أرعب الأعداء, لرفضه الهيمنة الخارجية, على ثروات الشعب, وفقدان السيادة الوطنية, فعمدوا للتخطيط بالخلاص منه, فعمدوا لاغتياله في يوم الجمعة, الأول من رجب 1424هجرية, المصادف 29/8/2003م.طويت صفحة من صفحات الحكماء الربانيين, ليفقد علماً من اعلام الريادة, ليترك أرثاً لمشروع بناء الدولة, لم يستطع ساسة العراق تنفيذه, لفقدانهم الرؤية المستقبلية, والإرادة الحقيقية بتوحيد الصفوف, بالرغم من الإعجاب الفريد, بما قال وما خطط له, على لسان أغلب المطلعين سواء سياسيين او رجال دين.ليكمل الطريق الشاق, أخيه السيد عزيز العراق, ومن بعده السيد عمار الحكيم, وكما قيل في المأثورات:” الشمس لا تظلم من ناحية, إلا وتضيء من ناحية أخرى”