19 ديسمبر، 2024 12:03 ص

رحيل احمد راضي وحدهم : كورونا يلعب “طوبة” بالعراقيين !

رحيل احمد راضي وحدهم : كورونا يلعب “طوبة” بالعراقيين !

سجل (كوفيد2019)أخبث هدف في ملعب العراق ، وقتل لاعب الكرة أحمد راضي، ووحد موت البطل العراقيين.

ولربما منذ عقود طويلة، لم يجمع العراقيون على شخصية كمثل لاعب كرة القدم الشهير الذي سجل الهدف الوحيد لبلاده في كاس العالم عام 1986 بالمكسيك.
كان النورس الساحر، اللقب الذي استحقه عن جدارة اللاعب الممشوق، سجل أهدافا كثيرة في مسيرته الرياضية وحاز عام 1988 على لقب أفضل لاعب في اسيا .
يتذكر مجايلو أحمد راضي في مدرسة إعدادية المأمون بالعاصمة العراقية بغداد، كيف ان التلميذ احمد كان مهوسا بكرة القدم و كثيرا ما يتغيب عن الحصص الدراسية.
ويروى ان احد المدرسين، اندهش مرة لرؤيته في الصف، وهتف فرحا:
احمد راضي معنا؟! يا اهلًا يا لحسن الصدف! اين كل هذه الغيبة؟
فرد التلميذ الدمث الخجول يتلعثم:
استاذ .. العب طوبة بالنادي
فرد المدرس بغضب:
اترك الطوبة وانتبه على دروسك. هل تتوقع انك ستلعب بالمنتخب الوطني!؟
يطلق العراقيون لفظ “الطوبة” على كرة القدم تحديدا، ويشيع بينهم على مدى مختلف الأجيال، تعبير ” يلعب بينا طوبة” كناية عن عوادي الدهر والتقلبات والانقلابات العسكرية، وقمع الانطمة والحكومات، والحروب، والجوائح التي مرت على العراق، وأدت فيما أدت الى تشظي شعبه، وتشتته في المهاجر، والانقسامات السياسية، والطائفية التي اتسمت،بعد الاحتلال الانكلوامريكي عام 2003؛ بالدموية .
بيد ان الهدّاف الوطني احمد راضي تعالى عليها ، وكسب حب الغالبية الساحقة من العراقيين ان لم يكن كلهم .
وقف احمد راضي، ضد احتلال بلاده، وعارض سياسات التخريب والفساد والتعسف، وحين ابتعد عن ملاعب كرة القدم، بسبب تقدم العمر( توفي عن 56 عاما) ؛ دخل ساحة البرلمان؛ ليحتل بالإجماع عضوية لجنة الشباب والرياضة في المجلس النيابي.
كان راضمن القلة القليلة التي لم تطالب الانتفاضة الشعبية العارمة التي اطلق عليها اسم” ثورة تشرين ” عام 2019 وتواصلت لشهور،باستقالته، فيما كان القضاء على الفساد شعارها المركزي الذي أودى بحياة اكثر من 700 قتيل وقرابة 20 الف جريح ومعوق.
بكى العراق من اقصاه الى اقصاه على الرحيل الفاجع للبطل، وحزنت الملاعب العربية، ونعت فيفا الهداف العراقي الذي لم ينكسر في سوح كرة القدم، لكنه تهاوى فجاة امام فايروس كورونا اللعين .وأصابت وفاته مقتلا في قلوب الملايين.
وحٓد احمد راضي العراقيين على الدوام، حين أبهرهم، بأهدافه الرشيقة، المذهلة في ملاعب القدم. وانتزع منهم التصفيق وهتافات الفرح على مدى سنوات طوال.
وحد الحزن بفراق احمد راضي، العراقيين، وهم يواجهون، جائحة كورونا، وعوادي مخلفات الاحتلال، والفساد وعبث المليشيات، وغياب التفاهم السياسي على خلفية المحاصصة وبفعل، صراع إقليمي ودولي، اصبح العراق احد اخطر ساحاته، ليلعب بالعراقيين” طوبة” كما يرددون!