يقول تولســتوي (الصحف نفيــر السلام ، وصوت الأمن وسيف الحق القاطع، ومجيــرة المظلومين ، وشكيمة الظالم،فهي تهز عروش القياصرة وتدك معاقل الظالمين) وقال الفرنسي فولتــير( الصحافة ألـه يســتحيل كسرها ، وستــعمل على هــدم العالم حتى يتــسنى لها ان تنــشىء عالما جــديــدا) ، ويقول القيــصر الثاني ( جميل أنت ايها القلم، ولكنك اقبـح من الشيطان في مملكــته)، فيما يقول السلطان العثماني عبد الحميد الثاني بعد خلعه( لو عـدت الى يلـدز لوضعت محرري الجرائد كلهم في أتون كبريت) ،ومقولة الكاتب والصحفي الراحل مصطفى امين( اقلام كل امة هي تيجانها التي تزين صدرها)، وخير معبـر لدور الصحافة قول اميــر الشعراء احمد شوقي
فكل زمان له أيـــة وأيـــة هــذا الزمان كتــاب
(إننا مستعدون أن نتخلى عن مستعمراتنا في البحار ولسنا مستعدين للتخلي عن صحيفة التايمز). ونستون تشرشل
( على الدولة ألا تفقد جادة الصواب بسبب الخزعبلات المسماة حرية الصحافة وعلى الدولة ألا تنسى واجبها وعليها أن تقبض بيد من حديد على أداة تكوين الشعب الصحافة وتضعها في خدمة الدولة والأمة)0 لينــين
تحتفل الصحافة العراقية في (15) حزيران من كل عام بعيدها الآغر، وهذا العام نحتفل بالذكرى ال 153 لعيدها الأغر, وبهذه المناسبة لنا كلمة غير تقليدية ، وهي ان من ابرز خصائص الصحافة العراقية ومن عملوا في ميدانها انها لم تكن حرفة وانهم لم يكونوا حرفيين، ولم تتحول الصحيفة من جانبها الى مشروع صناعي كما لم يصبحوا بدورهم تجاراً او صناعيين، الا فيما ندر، وفي حالات استثنائية لم تعرفها سنوات البداية، ولا حتى فيما بعد الحرب العالمية الثانية.
لقد عرف العراقيون في صحافتهم انها ليست سوى ادوات نضالية في حقول العمل السياسي والتطور الثقافي والتقدم الحضاري.. وهكذا لم يتقدم للعمل في الصحافة او التضحية من اجل اصدار صحف بأسمائهم وعلى حساب مواردهم- التي لم تكن في احيان كثيرة، تؤمن متطلبات عيش اسرهم- إلا المفتونون بالخدمة العامة ومن ذوي المواهب والقابليات العلمية والثقافية المؤمنين بواجبهم في عملية التنوير وإخراج المجتمع من ظلام الماضي الى نور الحاضر تطلعاً واستشرافاً للمستقبل ولم يكن غريباً ان يتصدى لريادة العمل الصحفي رجال علم وثقافة من دعاة الاصلاح الاجتماعي، واصحاب اهداف واتجاهات تحررية وفكرية، وادباء، وشعراء اشتهروا بنزعاتهم التجديدية،
الصحافة مهنة مقدسة سياسيا واجتماعيا ،وهي مهنة المتاعب الباحثة عن الحقيقة في كل زمان ومكان، والصحفي الحقيقي ليس سياسيا ولا حزبيا كالجندي في ساحات الوغى ، يقاتل لآجل تحقيق هدف وطني وقومي شريف الا ان الحقيقةبان الصحافة العراقية سيست في كل الانظمة السياسية منذ ولادة الدولة العراقية وحتى الان،والصحفي العراقي خدم وطنه بما اتيح له من حزمة (الاشارة)الخضراء التي اتيحت له، ولاننكر ايضا ان الانظمة السياسية العراقية اولت اهتماما واسعا للصحافة وانشئت لها بوابات للعلم والتحصيل الدراسي الراقي ،وفسحت لهم افقا واسعا للعديد منهم في مواصلة الدراسات العليا خارج وداخل العراق،
أن حرية التعبير مسألة شكلية ولا يصح أن تسمى بأنها صحافة حرة تتمتع بالاستطاعة كي تعبر عن المواضيع الأكثر سخونة التي تهم المجتمع المحلي أو الإقليمي أو العالمي. في حين أن هناك عدد من الصحفيين يرزحون في سجون دول تدعي الحرص على استمرار منحها للحريات الصحفية وعند التدقيق بحقيقة هؤلاء الصحفيين يتضح أنهم قد سيقوا إلى غياهب السجون بسبب مقال كتبوه أو رأي صرحوا به واعتبروا مخالفون لما هو مألوف على صعيد عملهم الصحفي المهني. وطبيعي فهذا التجريم اللامبرر كان يمكن أن يحل بدراسة المادة الصحفية المنشورة من قبل الدوائر المختصة أو الأشخاص الرسميين ذو العلاقة ويردوا على تلك المادة المنشورة عبر فتح سجال صحفي – إعلامي وعلى اعتبار أن الحكم الأخير للجمهور. الواقع إن ما يعبر عنه أي صحفي من آراء ليس هو خلاصة أخيرة لما يمكن أن يقال أو لا يقال فلقد تعلم الداعون أن بعض السلطات تخشى من حرية الصحافة وبالذات في بعض دول العالم النامي تحسباً من أن يفقد شخوص في تلك السلطات من هيبتهم. ومن هنا،يلاحظ أن بعض السلطات السياسية الحاكمة ورغبة منها في ملافاة ما يمكن أن يسببه لها إطلاق الحريات الصحفية بصورة كاملة من صداع سياسي هي في غنى عنه مع أن تلك السلطات تملك جيشاً جراراً من الصحفيين المرتزقة الذين تستطيع تسخير أقلامهم لتضاد الصحفيين الآخرين وليس غريباً أن تضطر بعض السلطات إلى إصدار قوانين للصحافة في بلدانها كي تضبط صمام الأمان حتى لا ينفجر على سوء توجهاته وبالذات في المجال السياسي. ومن المؤكد أن حجب حرية التعبير في أي بلد ليس من صالح أي سلطة سياسية عاقلة لأن ترويض الشعوب على تقبل الكبت ليس فيه ما يشير إلى فهم معنى المصلحة العامة التي تتيح كل حكومة على وجه الأرض ودون أي استثناء لذلك فإن ما يثير الضحك والإشمئزاز أحياناً حين توجه سلطة معينة تهمة العداء أو المعارضة لصحفي ما وبالذات إذا وجه نقداً إيجابياً لحاكم دولة يعتبر في قياس جهاز الرقابة الذي غالباً ما يكون غير ثقافياً أنه حاكم ذو عصمة رغم أخطاؤه القاتلة التي تنفذ ترجمة لأوامره التي غالباً ما تتسم بالعجالة وغير مدروسة، وأكيد فإن تعميم مثيل هذه الحالات يضعف من حالة التواصل الودي بين (الحاكم والمحكوم). إن بعض الصحف المسموح لها بالصدور وبالذات حين تكون صحف أهلية ،حازت على قدر كبير من ثقة القراء بها،فإن رؤساء تحريرها وبعض العاملين بها يضعون ظلماً على قائمة المناوئين للنظام الحاكم وليس على قائمة الناقدين لبعض السياسات السلبية أو المتحفظة في بلدانهم لذا فإن ما يلاحظ من قرارات غلق الصحف سواء بصورة مؤقتة أو دائمة دون توفر أسباب قوية ما يثير الاستنكار لدى الطبقات الواعية والثقافية. والجدير بالايضاح،أن حرية التعبير التي هي جزء الحريات العامة المقررة في كل الدساتير الحضارية كي تكون في خدمة الإنسان ثقافياً هي مسألة مركونة مع أن المادة (19) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان قد أوصت لضرورة الالتزام بحرية الرأي والتعبير، والغريب بهذا الصدد أن لا دولة على الأرض لم توقع ذلك الإعلان حتى الآن ولكن الالتزام به مازال بعيداً عن الواجب اتجاهه والالتزام به. لقد توسع العمل الإعلامي وأخذ التعبير يطرق أبواباً جديدة وطرق حديثه ففي بعض الدول تصل الصحف بكل يسر إلى منازل المشتركين بها وهم يطالعون حتى الفضائح ضد حكامهم وفي اقتحام الإنسان لتسخير كفاءات أجهزة الانترنيت والكمبيوتر والبريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية غدت وسائل ممكن الاستفادة القصوى من جوابها الإيجابية ضمن خط توظيف المعلوماتية لصالح الوعي الحقيقي. وصحيح أن في التعامل التقني شيء من الصعوبة لكن التقنيات الحديثة أصبح لها دور في تسريع عملية الوعي نتيجة لسهولة ما يمكن استحصاله بواسطتها وأن حل مشكلة منح إطلاق الحريات الإعلامية المسئولة تحتاج إلى مرونة لمن يريد أن يفهم حقوق المجتمعات على سلطاتهم.
رحم الله من قالوا قديما “أحب الناس إلي من أهدى إلي عيوبي”، ولا أعتقد أن المسؤولين الذين يؤمنون بهذه القاعدة أو ينفذونها كثر في الوطن العربي ونرجو أن يصبحوا جميعا من المؤمنين بهذه القاعدة ويستمعوا جيدا إلى رأي الصحفي ونصائحه وإرشاداته التي تستهدف مصلحة الناس ومصلحة الوطن وبصورة خاصة الشرائح الكادحة والعاملة فيها0
ان العمل الصحفي الحقيقي هوالذي يبنى بالكلمة الصادقة الشريفة لبناء وطن حر مزدهر لاان تبنى الامجاد صعودا على اكتاف الاخرين بالمحسوبية والرشاوى والجلسات السرية المعروفة، ولا ان يدخل نقابة الصحقيين كل من هب ودب ، ولاكل من حمل كامرته يصور الاعراس والاحتفالات وجلسات التعازي اصبح صحفيا كما يحدث الآن امام اعيينا !! دون فهم حقيقي للمهنة فقد علمتنا الصحافة اكاديميا وممارسة مطلع الثمانينات واثناء مزاولتنا لعمل المراسل الحربي خطورة المهنة ولذتها ، والامجاد لاتبنى على اكتاف الاخرين ، وليفهم من يريد فهم الحقيقة؟!0ولكننا اليوم نجد من طرأ على الصحافة واساء لها وصعد قسم كبير منهم على اكتاف الاخرين يعيشون على فتات الآخرين غير مدركين ان الصحافة المكتوبة والمتلفزة فخرا للصحفيين وليس تباهيا وغرورا او ارتزاق!!0نقولها صراحة ليس المهم ان تحقق بعض النجاح الآن بل ان تواصل ديمومته ، ولي في ذلك شك كبير جدا00 والف تحية لزملاء المهنة ولاساتذتي الاكارم ، والف رحمة لشهداء الصحافة 0