23 ديسمبر، 2024 2:04 ص

رحم الله من أحيا أمرنا

رحم الله من أحيا أمرنا

“رحم الله من أحيا أمرنا”(صدق الامام الصادق ع) ، واحياء أمر أهل البيت (ع) لايتأتى بالحب والمودة وحدهما ، بل لابد من التولي ، لإن الحب والمودة لايدرك صاحبهما النصر إلا بالتولي ، وجميع هذه العوامل شأنها يؤدي إلى قبول توبة الله على عبده ولو كانت ذنوبه بقدر زبد البحر.وهذا هو النصر الاكيد .

اما إدراك الفتح الذي بشر به الحسين (ع) عندما خرج من مكة إلى العراق ، هو شئ آخر . اقلها أن يدرك الموالي الذي لم يدرك عصر ثورة الحسين (ع) أنه اضافة إلى شروط احياء الأمر التي ينال بها رحمة الله سبحانه وتعالى وقبول توبته ، أنه مع الحسين روحا وقلبا وقالبا ، وأن يناضل من أجل احياء الشعائر الحسينية وتعظيمها ، ومحاربة من سعى إلى تعطيلها ، لإن في ذلك تعطيل شعائر الله ، وتعطيل لرسالة محمد النبي (ص) .

وادراك الفتح ، يعني فيما يعني من بعض تأويلاته ،أن من يحارب الطواغيت ويكفر بهم وعلى مختلف عصورهم وأزمنتهم ، ويؤمن بالله الذي يعني الايمان بكتبه ورسله وملائكته ، وبرسوله محمد (ص) واهل بيته (ع)،فهذا يعني انه أستمسك بالعروة الوثقى وهم “النبي محمد (ص) وأهل بيته (ع)” وهذه ناحية من نواحي إدراك الفتح ، بأن يخرجهم الله من الظلمات إلى النور .

اما الذين تولوا الطاغوت وحاربوا قضية الحسين (ع) فقد كفروا بتوليهم الطواغيت الذين يخرجونهم من النور إلى الظلمات ، وذلك هو الخسران المبين ، الذي يخلدهم في النار.

(“لااكراه في الدين ، قد تبين الرشد من الغي ، فمن يكفر بالطاغوت ، ويؤمن بالله ، فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها ، والله سميع عليم ، الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ، والذين كفروا أوليائهم الطاغوت ، يخرجونهم من الظلمات إلى النور ، أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون”).