22 نوفمبر، 2024 9:18 م
Search
Close this search box.

رحم الله ايام الحواسم ..ظلمناها كثيرا ..اعادها الله لنا

رحم الله ايام الحواسم ..ظلمناها كثيرا ..اعادها الله لنا

في عرف المجتمعات عندما توجد ظاهرة سلوكية تصل او تتجاوز ال 25% من المجتمع يبدأ رجال السياسة الحقيقيين المخلصين لبلدهم ورجال القانون بدراسة هذه الظاهرة الجديدة في المجتمع ومن ثم وضع المعالجات لها.
بعد احتلال العراق حدث النهب والسلب ووضع لها المبررون سببا وهو ( الحرمان ؟) ولكن انتهت الايام الاولى وخيم الظلام على ارض العروبة في العراق العظيم وبدات عملية النهش …..
وبداوا يصرحون على انهم يؤسسون لعراق جديد …. من ابرز صفات العراق الجديد هو التكالب على اكل الثريد الحكومي ….. هذا الثريد موجود في حملة اعمار العراق ….. مؤسسات المجتمع المدني….. رواتب الارامل….. رواتب شهداء القادسية ….. والقائمة طويلة…وو. حتى ان الخلق والسلوك قد تغير بحيث ان المسؤول الاداري لا يخجل من السرقة للمال العام… بل يبدو اصبح احد السمات التي تؤهل المواطن للترشيح على المنصب الاداري .
انا اؤمن وغيري من العراقيين الوطنيين يؤمنون بان السرقة للمال العام جريمة مخلة بالشرف…. ولكن الان انها احد قيم الرجولة
لكن ماهي الاشياء التي سرقت ودخلت ضمن عالم الحواسم في تلك الايام والتي لم تظهرها الفضائيات ولم تقننصها كاميرات الصحافيين كان الامر اعظم فتلك الاشياء الذي يحملها البسطاء والفقراء من اهالي بغداد لا تساوي شيئا لما اخفته وسرقته ايدي السراق المحترفين من القوات الامريكية او حتى الرجالات التابعة لبعض الاحزاب اللذين كانوا قد رسموا في خرائطهم بعض الدوائر ليسرقوا اهم الوثائق واغلى الاشياء من تلك التي تباع في الاسواق السياسية والمزادات والصحافة وما خفي كان اعظم

اليوم ونحن نعيش ذكرى تلك السنين يضن اغلب الناس بل ربما كل العراقيين ان الحواسم قد توقفت وان عام الحسم اللذي مر على العراق في تلك الايام قد ولى ولم يعيش العراقيين مثله بعد اليوم لكن الحقيقة مغايرة ومعاكسة بدرجة 360 لما يتصوره الناس فالعراق استمر يعيش نفس تلك المرحلة ولكل تلك السنوات لكن الامر اختلف عن سابقته فلم نعد نرى الانسان البسيط الحافي حاملا لحافظة ازهار او حاملا بيده حنفية مذهبة او حاملا مجموعة كراسي بلاستيكية ابدا ان السرقة اليوم تختلف كليا عن الامس وما شاهدناه في تلك الايام ماهو الا قطرة من الماء في المحيط الهندي
فال(تحوسم) والسرقة اليوم تتم على ايدي ترتدي افخر الملابس وترتدي ربطات العنق من ارقى المحلات الفرنسية وتتعطر بارقى العطور وتتبوا اعلى المناصب في الدولة العراقية والتي اصبحت اليوم تملك الملايين من الدولارات في البنوك الاجنبية بعد ان كانت بالامس القريب تعيش على الاعانات في دول الغرب وتنام تحت سقوف الملاجئ والمؤسسات الخيرية في الدول المجاورة لتجد نفسها اليوم تقود العراق وفي نفس غفلات الزمن يوم وجد صدام نفسه رئيس للعراق وجدت تلك الشخصيات نفسها وزراء ووكلاء وزراء ومدراء عامون ولهم الحق في ابرام العقود وبالمليارات مع الدول الاخرى
بل نفس هذه الشخصيات وبعد ان طفحت ارقام البنوك لديها صارت تمول الارهاب ولنا في ذالك ذكرى من قبيل التذكرة مثل وزراء الكهرباء اللذين يستوردون توربينات لا تعمل الا في اجواء حرارية لاتقل عن 15 مئوي لتعمل في العراق وتحت اجواء عراقية 50 مئوي من اجل مبلغ من الدولارات او وزير الدفاع السابق او بعض الصفقات التي تمت من المواد الطبية المنتهية الصلاحية او من مكونات البطاقة التموينية من شاي مسموم او طحين ملوث بالبرادة الحديدية وما دوائر النزاهه والمحاكم الا شاهد على الآلاف من الملفات التي تخرج رائحتها عن بعد ملفات الفساد المالي وسرقة اموال
الناس عن طريق الحكومات المحلية والمحافظين وأعطاء المقاولات الى شركات غير مؤهلة للعمل في تلك المضامير الاعمارية التي لاتمت الا بالخراب بصلة واليوم القاصي والداني يعرف موقع العراق من الفساد المالي والسرقة المتفشية وعدته المنظمات العالمية في ذيل الدول التي تتفشى فيها الرشوة والسرقة ,,,
ان الامر وصل ابعد من ذالك حتى ان بعض المسئولين في الدولة العراقية صارت لهم منظمات ومافيات قل مثيلها حى في ارقى الدول المافوية مثل ايطاليا او النازية وقتها مثل المانيا تصور مسئول يبني لواء من الجيش وكل متطوع يعطي الف دولار او مسئول يوظف ابناء العراق بمبالغ والاف الدولارات او وزير لا يوافق على بناء صرح لوزارته دون ان تخرج له حصة من تلك المقاولة او مسئولين يساهمون ويسعون لأخراج القتلة من السجون وتهريبهم من اجل الالاف من الاوراق الخضراء واصبحوا المسؤولين شركاء مع المقاوليين والشركات المصدرة للموافقة على ايقاع العقود,,, اين كل هذا
من فقير يحمل كرسي وهو فرحان او يحمل مزهرية او يحمل سكين قبضته مطعمة بالذهب من تلك المليارات التي يسرقها المسئول اليس من يختطف طفل من بين ايدي والديه يطلق عليه مختطف او سارق بل ايضا من فصيلة اللذين (ايحوسمون) اين وجه المقارنة بين تلك الايام وما يجري اليوم اليس كل تلك الاشياء تدخل خانة الحواسم لكن الفرق كبير بين ان يدخل رقم حسابي ويرسل الى مصرف سويسري عن طريق الانترنيت لشخصية تدعي انها عراقية ومسئولة وتقود العراق وبين طفل حاملا فردتي حذاء لأحد ابناء صدام بعيدة هي المقارنة بين تلك وهذه لكنها حواسم او احدهم يسمي نفسه دكتور او محافظ
وهو مزورا لشهادته او شخص يدخل الانتخابات ويدعي انه حاملا لمؤهل علمي او رجل امن مرموق مسئول عن امن حدود العراق يسمح بدخول المفخخات وأدوات القتل الى العراق ..
لا اعرف لماذا يطلق على تلك الايام حواسم ولا ادري ماذا سيطلق العراقيين على هذه الايام والعراقيين كما اسلفنا فخورين باعداد التسميات على الاحداث
هل تكفي كلمة الفساد الاداري على ما يحدث اليوم ؟
اليس اليوم نحن نظلم تلك الايام (الحواسم) ؟
كل هذه السنين الست والعراق يعيش نفس حال الايام الاولى من الاجتياح لكن هذه المرة ينوب عن الفقراء في هذا العمل كل من هو حاملا لمنصب اوصفة اوشهادة او يتبوأ منصب قيادي في الحكومة العراقية لكن مع فارق في نوع السرقة وادواتها ومن يغطي عليها .
رحم الله ايام الحواسم وبرأ الله ذمم اولاءك الفقراء فلقد انتهت صلاحية تلك الاشياء وتكسرت ولم يعد لها قيمة مادية فالعراق اليوم ممتلئ بالخردة مثل تلك التي سرقها الفقراء او ترى الآلاف من السيارات التي تشبه سيارات عدي تجوب الشوارع ويركبها كل من هب ودب وسرق بعضهم اطارات او مسجلات لسيارات صدام واولاده اين هذه الاشياء من سرقة ارواح الناس وقتلهم وتهجيرهم وابتزازهم وسرقة مشاعرهم .

أحدث المقالات