23 ديسمبر، 2024 10:37 م

اتذكر دائما العمل الكوميدي المسرحي للفنان الكبير عادل امام ” الزعيم ” الذي قدم اواخر تسعينات القرن الفائت , الأمام كعادته سخر كثيرا بذلك العمل من الكوادر الرئاسية السابقة التي كانت تحكم الاراضي العربية حينها قبل ربيع التغيير الاخير !!!! فلعب دور مواطن عربي بسيط يعمل  بوظيفة كمبارس في التمثيل حيث كان يعاني من حالة الشبه بينه وبين رئيس دولته الذي كان كبيرا جدا فكان سببا في تعاسته تارة وسعادته المؤقتة تارة اخرى  ولكن في النهاية مكنته هذه الحالة من لعب دور رئيس دولته بعد وفاته الاخير في الواقع , يذكرني ذلك العمل بمايعانيه اليوم من حالة مشابه جدا لحالة غياب رئيس الجمهورية العراقي ! هل يبحث الساسة اليوم عن عادل امام ليلعب دور الرئيس في العراق !!! , ام ان البعض من الساسة يعتقدون ان بامكانهم غش المواطن العراقي اومن السهل عليهم اسكاته او تضليله بشتى انواع الحجج و الاكاذيب التي لايصدقها حتى المغفلين ! والعراقي ليس بمغفل وكل بلدان العالم تشهد له بتلك الحقيقة , وهذا مايجري الان بلظبط وسط المشهد العراقي  فلشكوك لدى ابناء هذا الوطن وصلت الى حد اليقين حول مصير السيد رئيس الجمهورية جلال الطالباني رحمه الله !! والرحمة تجيز على الحي والميت ! فالله جل جلاله كريم جدا يرسل رحمته الى البشر والكائنات الحية بلتساوي سواء كانوا احياءا يرزقون اوانتقلت ارواحهم الى دار الاخرة , على العكس من الحكومات العربية على بوجه العموم سواء كانت السابقة منها او الحالية فهم حاولوا ومستمرين دائما  في منع الرحمة عن ابناء وطنهم وبلادهم !  ظننا منهم انها الطرق المثلى و المؤدية للتشبث بلكراسي والخلود فيها !! ان الذي يجري في العراق خطير جدا فهو انتهاك صريح للدستور العراقي الراعي الرسمي للشعب والمواطن والضامن للحقوقه من الضياع !!! فرئيس الجمهورية مختفي عن الانظار اكثر من ثمانية اشهر بحجة انه يرقد على فراش الموت !! نحن نتمنى ان يكون هذا الحديث الهزلي صائبا !!! وحتى لو ان هذا الحديث يمد الى الصواب بصلة ! فماهو مدى صحة موقف الرئيس القانونية ؟ هل انه يتمتع باجازة مرضية ؟ ام هي اجازة اعتيادية ؟ براتب ام بدونه ؟ هكذا يتعامل قانون انظباط موظفي الدولة في العراق مع جميع موظفي العراق ؟؟ اليس رئيس الجمهورية هو موظف لدى شعبه ؟ ام هو ملك توج على العراق ؟؟ انني اراى في وجوه القراء معالم التعجب والاندهاش ؟؟ صحيح فربما نحن نحاول معالجة حالة معينة في بلدان الاتحاد الاوربي و ليس في  العراق  , عراق حمورابي ومسلته الشهيرة التي ارست للعالم قواعد القانون والانظباط , اعزائي نحن من علم الدنيا القراءة والكتابة ونحن من زينا عطر الدنيا بالزهور الجميلة .. لاتحزنوا انها كبوة جواد ليس الا !! انني اتسأل كثيرا وربما اذهب في حيرة في بعض الاحيان هل من الصعب ادخال كاميرة فديو ترافق الرئيس في غرفته داخل مشفاه ؟ ربما انها مسألة عظيمة ؟ لايمكن تحقيقها !! لنطمئن محبيه من مواطني الشعب عن تساؤلاته عن صحة الرئيس !! ولكن طبيبه الخاص ومقربيه لايتركوننا نحير دائما فيبشرونا ان الرئيس يتحدث مع من حوله وبدء بقراءة الصحف !!! ولله انكم لاتعرفون معنى الخجل !! هل الشعب العراقي وصل الى درجة انه فقد التمييز بين الصدق والكذب ؟ لاتحلموا ايها الساسة العجباء , ان العراقي اذكى مواطن في هذا العالم ؟ اني اراك لم تصدقني ياسياسينا المشهور ؟ فتش عنه فستجد اطباء لندن وامريكا  (والمانيا ) هم من العراقيين سوف تجد مهندسيه يبنون يعمرون دول العالم لان تلك الدول تعرف معنى العراقي فلابد ان يستفادوا من قدراته العديدة في رسم الابتسامة لمواطنيهم , بينما انت تحاول الاستعانة بمن استعان بنا مسبقا في ترميم بيتك العتيق .. ان رئيس الجمهوريه في العراق لايعرف احد اين هو ؟ ونائب الرئيس يدير العملية الرئاسية نيابة عنه بعد عبور الثمانين يوما التي ينص عليها القانون العراقي ! والمركب يسير نحو شواطئ عنيفة نتمنى ان لايصلها ابدا ..اننا كعراقيون يجب ان نعرف كيفية الحالة المرضية التي وصلت اليها شخصية رئيسنا العراقي فالحق كل الحق ويقال ان الرئيس جلال الطالباني هو من الشخصيات العراقية التي يعتز بها العراقيين جميعا كردا وعربا وتركمانا فهو بلفعل لعب دور صمام الامان العراقي بشكل واضح في كل المواقف الازمات التي مر بها العراق وكان سببا مباشرة في انقاذ اللحمة الوطنية في اكثر من مناسبة وهذا الشي لايمكن نكرانه وتناسيه (فرحم الله السيد الرئيس ان كان حيا او ميتا) .