لم اكن اود ان تكون الصورة البرلمانية على شكلها الحالي المتعب ولكن هي ارادة اعضاء البرلمان الموقرين ارادوها ان تكون كالحة مغبرة لاتسر عدو ولاصديق بدءا من هيئة الرئاسة (الدكتاتورية في قراراتها )وانتهاءا بابسط عضو حضر لاجل الراتب والامتيازات وشرب الشاي وتناول الكيك والمعجنات ,وقد خضعت هذه الدورة البرلمانية الى اختبارات عديدة منها السهل ومنها المعقد ومنها المتوسط ومنها الذاتي ومنها العام وقد نجحت بامتياز باختبار الخاص ووفرت لاعضاء البرلمان مكاسب عديدة اضافتها الى السابقات وكذلك وفرت لهم امتيازات اضافية كالسفر المتكرر وعدم محاسبة الغياب والتمتع بالجنسية الاضافية ,ونجحت هذه الدورة والشهادة لله تعالى باستصدار قوانين بسيطة عرجاء لمصلحة الشعب البائس وربطته بقرارات اخرى بديون ومحاسبات دولية عدية وافرغت جعبته من كل ماهو وطني (رغم وجود عدد من النواب الوطنيين والذين غيب صوتهم حسب قانون التصويت) .
اما الناحية السلبية في قرارات البرلمان فلاتوجد ابدا سوى هضم حقوق ضحايا الارهاب وعدم التصويت على اعتبار حزب البعث من الاحزاب الفاشية والمحظورة والوقوف بجانب الارهاب والارهابيين بكتل بعينها ومحاولة الغاء احكام الاعدام بحق قتلة الشعب العراقي كذلك تاخير قانون الحريات الشخصية والاحزاب وتاخير قانون التقاعد العام الى اخر ايام البرلمان مع الحشو الضار فيه من امتيازات للنواب والرئاسات الثلاث والدرجات الخاصة ثم عدم الموافقة على انجاز مشاريع البلد الهامة بحجة المحافظة على الاموال من السراق والفاسدين كذلك غمط حق طبقة الطلبة في اعانتهم على ظروف الحياة وصدر القرار والبرلمان يموت سريريا كذلك اعترض البرلمان الشقي على تنويع مصادر السلاح وحصر سلاح الجيش بالبندقية والسلاح المتوسط المهم هو الاعتراض والتسقيط حتى لايشار الى جهة دون اخرى بانها العاملة الوطنية لانهم لابفقهون ان النجاح سيصيب الكل .كذلك فشل البرلمان العرمرم في استضافة اي مسؤول مقصر لباحته ومحاسبته على تقصيره بل اكتفى الاخوة اعضاء البرلمان بالمزايدات الاعلامية فقط من غير حلول ,ولم يعمل البرلمان في اجتثاث مسببات الالم للناس مثل ماجرى في ساحات الاعتصام والذي دام اكثر من سنة وتسبب في سفك الدماء وانهيار الاقتصاد والتعدي على الحقوق العامة والخاصة بحجة الديمقراطية العوراء(كل ينظر لها لمصلحته).
اعود الى رئاسة البرلمان وهنا يظهر عنتر بن شداد العبسي يقود البرلمان بصوت جهوري يرفض الاصلاح ومحاسبة الارهاب بل يدعو الى اسقاط العملية السياسية برمتها جاهلا انه اكبر جزء فيها (العتب موعليه ) اما نوابه فهم حيارى لايعرفون مايصنعون معه فهو بمثابة رئيس العراق وطاعته واجبه كطاعة النظام المقبور والاخوة النواب يخشون على مناصبهم وكتلهم ومحاصصتهم فاثروا السكوت على الكلام .
لالتوجد اسباب ابدا لحصول هذا بل هي الشيخوخة السياسية المتقدمة والتي اصابت البرلمان واعضاءه بالشلل التام والتوجه الى الموت سريعا .
رحم الله برلماننا العتيد واسكنه مع شركاءه اينما وجدوا ونساله تعالى ان يمن علينا ببرلمان فتي قوي يستطيع الصمود امام المحاصصة والتفرد ولايبيع العراق واهله .