22 نوفمبر، 2024 10:12 م
Search
Close this search box.

رحمة للعالمين ..!!

رحمة للعالمين ..!!

واحدة من اهم اسباب التلاقي والتصافي بين افراد المجتمع هو تواجدهم تحت خيمة واحدة، قد تكون تلك الخيمة هي رمز يحترمه الجميع، او مناسبة يقف لها الكل اجلالاً، ولهذا فان المجتمع المدني والمجتمع المتحضر هو من يميل دائما الى تقوية عناصر الالفة وتقويتها، وهذا ما سعى اليه الاسلام في كل ادبياته القولية والفعلية، بغض النظر عن سوء الفهم والتطبيق الذي رافق التجربة الاسلامية منذ بداياتها والى اليوم، مرة عن جهل ومرة عن قصد.

 ولعل واحداً من النصوص التي تجمع الوحدة بلباس المحبة والرحمة في القران الكريم هو قوله تعالى ((وما ارسلناك الا رحمة للعالمين)) حيث إنه جمع العالمين تحت لواء الرحمة الالهية، التي تمثلت بالنبي محمد صلوات الله وسلامه عليه، وكان المطلوب والمفروض ولا زال هذا الفرض ان يقوم كل المحمديون بتفعيل هذا الجانب المهم من الرسالة الاسلامية كتطبيق عملي يومي، بين الافراد والجماعات والشعوب، لأنه المنهج الاساسي والصحيح، الذي كان هو المنطلق النبوي فلم تكن تلك السيرة العطرة التي إمتلات في ايامها الالولى بالوان  العذابات والجراح والالام التي كان يتلقاها النبي من قومه الا درساً بليغاً في التضحية والفداء بل من اعلى دروس الرحمة اذ ان النبي صلوات الله وسلوامه عليه تحمل كل تلك النيران من قوم يريد هدايتهم وتعليمهم وجمعهم تحت كلمة واحدة ، وكذلك كانت  ثمنا لذلك المنهج، وبالرغم من تلك العذابات الجسدية والنفسية والمحاربة والحصار لم يكن النبي ليبادلهم بما فعلوه حتى  يوم قدر عليهم في فتح مكة ، بل طوى صفحة كبيرة ملات عقدا من الزمن بشتى انواع المحاربة والابعاد والاقصاء، بل كان صاحب اول واكبر مشروع للتصالح بين النبي كحاكم عادل وبين شعبه المتمرد العاصي.

 فما احرى المسلمون اليوم وخاصة عقلاء الامة ان يتحملوا مسؤليتهم الحقيقي بشكل صحيح واقعي ، من اجل هذا المبدأ والمنهج الالهي والنبوي لردع ورتق كل  العذابات والالام التي سببتها التصرفات والافعال الصبيانية والعدوانية والتكفيرية والتي ادت الى صراعات دموية ، ما احرانا جميعا ان نصغي الى مبدأ العقل والمنطق ونستشعر في قلوبنا الرحمة وان نضع ايدينا جميعاً لمنع الظالم والفاسد والقاتل من ان يمارس نشاطه وسط اجواء الغياب التي نعيشها، غياب العقل ودوره في حل الازمات، ليس لشيء وانما كي ننعم جميعا بحياة هانئة هادئة لنا ولاجيالنا .

أحدث المقالات