14 أبريل، 2024 4:06 م
Search
Close this search box.

رحل منذ ثلاث سنوات الاحداث مع مطلع التسعينات 

Facebook
Twitter
LinkedIn

لما علم يوسف الذي يسكن أحدى القرى المسيحيه في سهل نينوى أن سلطات النظام تلاحقه وتوشك على ألقاء القبض عليه على خلفية ماضيه السياسي ..حمل حقيبته التي لم تحتوي الا على بعض الثياب البسيطة والاوراق المتفرقة ، وعلى رأسه حمل هموم الوطن ، وهموم أسرته ، وعقد العزم للرحيل ..
في الطريق لاقى الامرين ، وصادف العقبات الخطيرة التي كادت تؤدي بحياته أكثر ذي مره ..
ترك أطفاله وأمه وزوجته فريسة للقلق والعوز المادي ، والخوف من مداهمة السلطة باب بيتهم القديم في أية لحظه ..
بعد عناء وشقاء طويلين أفلح في الوصول الى البلد الغريب .. كل شيء فيه غريب ..

الناس .. البنايات .. الشوارع .. اللغه .. العادات .. ال .. ال ..
مرت الايام .. شده الحنين الى الوطن ، داهمته ذكريات الزوجه ، والابناء .. أكتئب ، وأستسلم للحبوب المهدأة التي مابرح أن أدمن عليها ، ووجد صعوبة في التخلي عنها ..
مضت على غربته ثلاث سنوات ، ومنذ أكثر من سنتين أنقطعت أخبار الاهل .. 
نحل جسده ، وأصفّر لونه ، وخارت قواه ، وأفرط في تناول الحبوب المهدأة ..
في صبيحة يوم بارد وجدوه ميتا في غرفته ..
وبالنظر لكونه مفلسا ولم يدفع ماتسمى ب (ضريبة القبر) ، تحملت البلديه مهمة دفن جثته ..
حظر بعض العراقين ممن لم تربطهم معه سوى صلة الوطن ، واللغه ، ووجع الغربه مراسيم الدفن الخاليه من أية طقوس ..عندما أنزلوه في حفرة سحيقة بعضهم بكاه ..
نهض يوسف من الحفره وخاطب الباكين مستغربا :- مالي أراكم تبكون ؟! لقد رحلت منذ ثلاث سنوات !!
ثم عاد ونام في مكانه بهدوء ليكيلوا التراب عليه ..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب