19 ديسمبر، 2024 1:50 ص

رحلوا … وكوردرستان شامخة

رحلوا … وكوردرستان شامخة

لنعد بالتأريخ لمثل هذه الأيام العصيبة من العام الماضي لا من أجل أن نستذكر الأحداث الأليمة التي مرت على الكورد وكوردستان وما رافق أحداث السادس عشر من أكتوبر من إجراءات تعسفية بحجة فرض ما يسمى بسلطة القانون والقانون براء منهم , لكن لنستذكر تصريحات العبادي غير المسؤولة والنابعة من سياسة شوفينية وحقد دفين تجاه الكورد والتي كان يؤكد مراراً على إعادة حدود الإقليم الى ما قبل عام 2003وضرورة هيكلة إقليم كوردستان والتعامل مع المحافظات الشمالية وتخفيض الموازنة السنوية وقطع رواتب البيشمركة والموظفين وفرض الحصار الإقتصادي وغلق المطارات والمنافذ الحدودية في سابقة خطيرة لا تقل في بشاعتها عن جرائم الأنفال التي نفذها أزلام النظام البائد والتي من شأنها قتل شعب بأكمله وبدم بارد , بالتزامن مع تصريحات تيلرسون وزير الخارجية الأمريكية في حينها وجرت الأحداث سريعة بين شد وجذب بين طرف يؤمن بأحقية قضيته القومية والحقوق المشروعة لشعب عانى من ظلم الأنظمة الدكتاتورية على مدى حكمهم الفاشي للدولة العراقية , وبين حاكم متغرطس ومغرور يتحدث بلغة التهديد والوعيد مستخدماً القوة العسكرية المدججة بالدبابات والأسلحة الأمريكية لقمع شعبه مما أدى الى نزوح الالاف من العوائل الكوردية من كركوك وقتل المئات من المواطنين العزل الأبرياء لا لجريمة إقترفوها بل لمجرد ممارستهم لحق شرعي كباقي شعوب العالم الثالث التي عانت من الظلم والتي تتطلع الى الحرية والإستقلال والذي كفله الدستور العراقي , ليتم خرق بنوده وبإنتقائية عن عمد مع سبق الإصرار والترصد في المادة التاسعة (أ) منه متمادياً بذلك في إيذاء الشعب الكوردي بالتعاون مع ثلة من المحسوبين على الكورد بعد أن أدوا دورالبطولة في مسرحية الخيانة العظمى .
لكن جرت الرياح بما لا تشتيهه السفن , وتم إجراء الإنتخابات النيابية للدورة البرلمانية الرابعة في العراق وحصل الحزب الديمقراطي الكوردستاني على أعلى عدد من الأصوات كحزب منفرد يخوض الإنتخابات على مستوى العراق وأعاد الكرة في إنتخابات الدورة الخامسة لبرلمان كوردستان , ليعود بذلك الرئيس مسعود البارزاني وحسب الإستحاق الأنتخابي لقائمة الحزب الديمقراطي الكوردستاني كأقوى رئيس حزب سياسي على مستوى العراق والإقليم , حيث إنتصرت إرادة الشعب الكوردي ورحل الحاقدون الى مزابل التأريخ غير مأسوف عليهم بما إقترفته أياديهم الخبيثة من جرائم ضد الإنسانية قد ترقى الى الإبادة الجماعية لشعب يحب السلام والتعايش السلمي بين جميع مكونات المجتمع العراقي في دولة ديمقراطية فيدرالية بعيدة عن النظرة الشوفينية العنصرية .
لقد جرت العادة بين الأوساط السياسية العراقية وأثناء الحملات الإنتخابية معاداة الكورد في وسائل الإعلام وضمن برامجها الإنتخابية لإستمالة الرأي العام وتأجيج الشارع العراقي ضد الكورد , لكن خاب ظنهم وأخطأوا في تخمين حساباتهم وعاقبهم العراقيون بطريقتهم الخاصة من خلال ثورة الأصابع البنفسجية وأبعدتهم عن الساحة السياسية كعقوبة شعبية وتضامناً مع مظلومية الشعب الكوردي متناسين بأن الشعب مصدر العقوبات كما هو مصدر للسلطات .
نعم سيبقى الكورد بعز وشموخ وإباء , وستبقى كوردستان شامخة كشموخ جبالها الشماء , وسيبقى الحزب الديمقراطي الكوردستاني القوة السياسية الأولى بشعبيته بين أبناء كوردستان بمختلف مللهم ونحلهم كونه الممثل الشرعي الوحيد للكوردستانيين بسجله الحافل ببطولات قوات البيشمركة الأشاوس دفاعاً عن الحقوق المشروعة للكورد وبتأريخه النضالي المشرف ضد الطغاة , وسيبقى البارزاني رمزاً وزعيماً للكورد ورقماً صعباً في المعادلة السياسية على الساحة العراقية رغم أنوف الحاقدين .

أحدث المقالات

أحدث المقالات