18 ديسمبر، 2024 11:52 م

رحلتي مع العلاج..رحلة لاتنتهي

رحلتي مع العلاج..رحلة لاتنتهي

يعيش اغلب ابناء الشعب العراقي اليوم وبرفقتهم الأدوية والمسكنات نتيجة اصابتهم بامراض دائمية ومزمنة  لأسباب كثيرة ونتيجة للظروف القاهرة التي مرت بهم في هذه البلاد حيث انتشار الامراض المزمنة والتي اصبحت جزء من حياة الانسان الصحية وان أغلبية الناس مصابون اليوم بها مثل امراض ضغط الدم او امراض ارتفاع وهبوط السكر والمشاكل القلبية وما يرافقها اضافة الى الصداع الدائم المسمى بداء الشقيقة وهناك الكثير والكثير. حتى اصبح العراقيين لديهم خبرة بآلامها وطريقة معالجتها فتجد اي مصاب بهذه الامراض يذهب الى اقرب صيدلية او مكان لبيع الدواء ويشتري الدواء اللازم لنفسه….
ومن المفارقات انك عندما تذهب الى اقرب صيدلية دوائية  تجد قسم من المواطنين يقومون بشراء بعض الأدوية والعقاقير الطبية التي يحتاجونها بشكل دائم مثل حاجتهم للغذاء والماء في بيوتهم وخاصة علاج الصداع وبعض العلاجات للأمراض الجلدية والمشاكل القلبية وجميعنا يمتلك في بيته هذه الأدوية لأنه يستخدمها هو وافراد عائلته باستمرار..
اضافه الى استخدامنا بعض العلاجات المتوفرة في النباتات الطبيعية والفواكه  مثل الليمون الحامض والنبات البري الذي يسمى (( بيبون او زهرة النوار  )) وغيرها من الادوية الطبيعية والمفيدة لأجسامنا..
هكذا بدأت رحلتي مع العلاج وتناول الأدوية منذ اكثر من اربعة وعشرون سنة تقريبا حيث انني كنت اعاني في حينها من صداع قوي في الراس نتيجة ارهاصات الظروف المحيطة بالوضع العام  وبقيت اتناول مسكنات الصداع لفترة طويلة وعندما ذهبت في حينها الى اقرب طبيب اختصاص في الامراض القلبية وحسب نصيحة احد الاصدقاء تبين ان عندي ارتفاع في ضغط الدم ومنذ ذلك الوقت وانا استخدم الأدوية للحفاظ على نسبه صعود وانخفاض الدم في جسمي وبعدها بدأت المشاكل القلبية مثل ((الذبحة الصدرية)) وارتجاف في البطين يرافقها اجراء اكثر من خمسة عمليات للتداخل الجراحي عن طريق القسطرة القلبية وكذلك مشاكل ضعف البصر في العيون واجراء عملية ازالة الماء الابيض في احدهما ومازلت مستمرا على هذا المنهاج الدوائي…
اليوم وبعد كل فطور رمضاني اتناول اربعة انواع من الأدوية مع اربعة انواع اخرى خلال فترة السحور ويرافق هذه الأدوية احيانا ادوية اخرى مثل مسكنات لآلام المفاصل او مشاكل مرضيه اخرى..
ان من المفارقات التي رأيتها في حياتي ما شاهدته  في احدى رحلات السفر الى خارج العراق  والى دولة تركيا  تحديدا  عندما قمت بزيارة الى مدينة ديار بكر حيث كنت  مقيم في احدى العمارات السكنية وفي احد الامسيات وعند عودتي الى السكن  وجدت تجمعا كبيرا عند باب العمارة ولاحظت ان قسم من الناس يبكي وقسم آخر عليه علامات التأثر والحزن فتوقعت ان هناك حالة وفاة لاحد السكان وعندما سالت صديقي الذي يجيد اللغة العربية قال ان في هذه العمارة شخص يدعى الحاج رمضان قد اجرى فحوصات طبية وتبين ان ضغط الدم لديه مرتفع فسالته عن عمر هذا الحاج  فقال ان عمره تجاوز ثمانون عام فاستغربت من الكلام حتى ظننت انه يمزح معي وعندما تأكدت من ذلك تبين لي ان هذه الامراض موجودة بكثرة غير طبيعية  في العراق فقط وان اغلب بلدان العالم لا يستخدمون ادوية دائميه مثل ما نحن نستخدمها بصورة مستمرة….
ان الغريب في الامر عندما نعرف باننا مميزون بكل شيء حتى في تناول الأدوية وانواع الامراض المزمنة وان الله قد وهبنا الصحة ولكن الظروف القاسية التي  مررنا بها وويلات الحروب ومآسي الخوف وضعنا في خانة المرضى الذين يتناولون علاجهم طوال فترة حياتهم…
شافانا الله واياكم من كل الامراض بكل مسمياتها وانواعها وابعدنا عن كل العقاقير والأدوية الطبية والتي تؤثر علينا صحيا احيانا عند تناولها ومادياً بشرائها  انه سميع مجيب الدعاء……