18 ديسمبر، 2024 6:53 م

رحلتي في حاكميه المخابرات

رحلتي في حاكميه المخابرات

      في ليله الاثنين 5 /6 من عام 1996  وعند رجوعي من احدى العمليات والمهام في العاصمه بغداد الى السليمانيه القي القبض علي من قبل استخبارات الفرقه 34 وكان معي الدليل ويدعى احمد من اهالي كلار اكتشفت اثناء التحقيق انه يعمل وكيلا للامن في الخانقين ومرتبطا بالشخص يدعى نقيب عطيه من امن خانقي وبعد ذلك تم نقلي الى استخبارات الفيلق الثاني حيث بقيت هناك بضعه ايام وخلال هذه المرحلتين اي استخبارات فرقه 34 واستخبارات الفيلق الثاني تعرضت فيها لانواع مختلفه من التعذيب بعد ذلك تم نقلي الى منظومه مخابرات الشرقيه في بعقوبه بقيت يومين عندها تم نقلي الى حاكميه المخابرات في بغداد ومنها بدات معاناتي مع هذا القسم او الشعبه والتي كانت مختصه بالتحقيقات لكن اراده الله سبحانه وتعالى والتمسك بنهج ال البيت عليهم السلام كان لهم اثرا كبيرا في خروجي من ذلك المكان المرعب بعد رحله طويله وسلسله من التحقيقات وصعودي مرتين الى محكمه الامن الخاص في مديريه الامن العامه حيث لم يتم محاكمتي في دائره المخابرات علما ان الحاكميه كانت لديها محكمه خاصه لكن قضيتي صحيح كانت على المخابرات لكن المحكمه كانت في مديريه الامن العامه في البلديات محكمه محكمه الامن الخاص اللي كانت سابقا تعرف بمحكمه الثوره وفي ذلك الوقت كان يتراسها المدعو عجيل العجيلي الله سبحانه وتعالى منقذي مما كنت فيه .

بتاريخ 6/6 وهو نفس اليوم التي تم اخذ بصماتنا تم نقل الكثير منا الى ابو غريب للخاصه التابعه لابو غريب اهم شيء او احقر اسلوب انه يتم التعامل مع السجين او المعتقل على اساس رقم وليس على اساس اسم حيث كنت احمل الرقم 750 فقد وجدته في الحاكميه امور كثيره فقد رايت ابطالا يتحدون الجلاوزة والمحققين بانه لو انهم لو استطاعوا ان ينتزعوا كلمه اه من افواههم فانهم سوف يعترفون لهم بكل شيء لكنه هذه الاه لم تخرج بل خرجت ارواحهم المقدسه وارتفعت الى بارئهم ولم تخرج اه من افواههم بالمقابل وجدت احقر المخلوقات سجين وفي المعتقل يتجسس على اخوته ، كذلك وجدت سجانين لم يكونوا بشرا بل كانوا ممسوخين ذئاب بشرية تتلذذ في نهش اجساد السجناء والكثيرين منهم كانوا يصومون يصلون يقرأون القران فحقا هم خوارج العصر لان الشهر الاول من عام 1997 صادف شهر رمضان حيث كان السجان في النهار صائما وعلى الرغم من ذلك فهو يتلدذبتعذيب السجناء وفي الليل يقرؤون القران حقا انهم خوارج العصر في الحاكميه وسجن الخاصة التابع لابو غريب لدي قصص ومواقف لاشخاص لن انساه ابدا فقد شاركت المرحوم الدكتور ابراهيم البصري نفس الغرفه في السجن الخاصه لابو غريب حيث كنا موجودين في غرفه رقم اثنين وهذا الرجل واقعا لديه مواقف مع السجناءومعي خصوصا وحقيقه يستحق ان نذكر اسمه بكل فخر واعتزاز وشموخ ايضا صادفت الشبكات ضخمه منهم السراق والعصابات ومنهم من المجاهدين سواء كانوا تابعين لبدر او من كان شبكه كبيره كانت تعمل للسفاره الايرانيه ايضا شبكه كبيره وصلت الى السرب الخاص للمخلوع صدام حسين حيث كان معي شخص يدعى رائد سعد الدليمي واخيه النقيب محمد رائد سعد كان بالقوه الجويه ونقيب محمد الشقيقه كان في الاستخبارات العسكريه كانوا من ضمن الشبكه اللي كانت تعمل مع المؤتمر الوطني العراقي الموحد ايضا ايضا كان معي شبكه كانت تعمل للسفاره الايرانيه والشبكه كان يتراسها شخص اسمه السعدي ابو علي وايضا كان معي شخص اخر من اهالي الكوفه لا اذكر اسمه كانت تهمته العمل مع الموساد الاسرائيلي والكثير من القضايا والشبكات لانه في تلك السنه تحديدا في عام 96 كل القضايا قد تم تحويلها الى المخابرات فيبقى الموقوف فتره يتم التحقق من خلفيته السياسيه والامنيه فاذا لم تكن عليه اي مؤشر امني عندها يتم نقله الى الجهه فمثلا كان موجود معنا اشخاص بتهمه قضيه الاثاراو تزوير دفتر خدمه او التعامل بالدولار وغيرها من هذه القضايا فمن لم تثبت عليه اي قضيه امنيه او سياسيه عندها يتم نقلهم الى جهات ذات الاختصاص وخلال تواجدي في الحاكميه تم التحقيق معي اكثر من مره بعدها تم عرضي الى المحكمه محكمه الامن الخاص في مديريه الامن العامه في البلديات والذي كان يتراسل العجيل العجيلي وفي المره الثانيه تم اصدار الحكم ببراءتي من التهمه الموجهه اليه حيث كانت الاحاله وفق ( الماده 156أ ) وهي ماده يكون حكمها الاعدام بدون نقاش لكنه الله سبحانه وتعالى كان سندي وهو منسخر لي اسباب ان اصل الى هذه المنزله وان اخرج دون ان تثبت علي اي تهمه لان ما خدم قضيتي هو انني اثناء تحركي حتى في كردستان كنت دائما اتحرك باسم مستعار ولا زلت احتفظ ببعض المستمسكات والاسماء التي كنت اتحرك بها سابقا والشيء الثاني انه كنت وحيدا في القضيه يعني من السهل تغيير الافادات نعم تتعرض الى التعذيب بل الى شتى انواع التعذيب والتهديد لكنه عندما لا يثبت عليك شيء وليس هنالك دليلا ماديا ملموسا بتورطك بنشاط سياسي عندها يتم اطلاق سراحك فخلال فتره عملي في المعارضه كنت حسبت حساب اليوم الذي سيلقى القبض عليه يعني كان في حساباتي انه قد يتم القاء القبض عليه ولهذا كنت في حركاتي وتحركاتي في الكردستان والذي اسكنه منذالانتفاضه يعني منذ عام بدايه 92 فكان تحركي باسم مستعار وليس لدي اي نشاط ظاهري حيث عندما تم طلب معلومات فالمعلومات كانت تقول انه هو استاذ في الجامعه  وليس هنالك اي مؤشرات امنيه عليه وايضا عند القاء القبض عليه لم يجدوا عندي اي شيء سواء كانت اسلحه خرائط او اي ادله جرميه والاهم من هذا انه في تلك الفتره الحكومه العراقيه كانت قد قطعت الطريق الرسمي بين كردستان وبقيه مناطق العراق فكان للناس يترددون عن طريق ما يعرف بالطريق الغير رسمي (القجق) فهذه الامور ايضا كانت من صالحي وقد خدمتني كثيرا وبالتالي كانت النتيجه خروجي من الحاكميه بعد رحله طويله استغرقت ثمانيه اشهر و 27 يوما ولحد هذا اليوم ما زلت اعاني من اثار التعذيب والاثار النفسيه لما عانيته وشاهدته في الحاكميه كاي عراقي شريف رفض ان يكون اداه وبيدق وخادما وجاسوسا له صدام وزمرته فكان لزاما علينا ان نسير على نهج الامام الحسين سلام الله عليه وهو هذا الطريق الذي يكون فيه النجاه والفلاح.