20 أبريل، 2024 3:57 م
Search
Close this search box.

رحلة في فضاء ( ياحريمة ) وتجليات النقاوة في العشق العراقي

Facebook
Twitter
LinkedIn

مازال الكثير من النقاد والمختصين يرون في أغنية ياحريمة هوية لجيل كان مترعاً بالحب والرومانسية والصدق والأمل ، ولعل بساطة كلمات هذه الأغنية التي صاغ كلماتها الشاعر ناظم السماوي أحد أهم عمالقة الشعر الشعبي الرومانسي العراقي ، تدل على طول عمرها وتعايشها مع الأجيال ، فموضوعة الأغنية ليست غريبة لكن طريقة الطرح الشفاف الذي امتطاه السماوي  بثت في فضاءات ياحريمة روحاً جديدة لم تألفها الأغنية العراقية من قبل هذه الروح التي امتزج فيها الخوف والفرح في أروع صورة ….
ياحريمة انباكت الجلمات من فوك الشفايف
ياحريمة سنينك العشرين مامرهه ألعشك والعشك خايف
وأمتزج أيضا العتب بالتضحية فبين ( الحنظل والبرحي ) تبدوا مسافات استطاع السماوي ان يطويها بعد ان قدم الروح هدية إلى حبيب مترف يمسك بيده ( عطابة)  لجروح عاشق متعب يلمم شتات موعد مؤجل على سكة طرقات الحب ، بهذه الروح غير المنهزمة يعالج السماوي قصة حب تقترب من دوائر الفشل أكثر من النجاح لكنها فوق أشباح اليأس وبعيداً عن طقوس الحزن الداكن ، رغم ان الأجواء الحقيقية لشخوص هذا العمل كانت واقعة في منعطفات حزينة فناظم السماوي كتبها وهو في منفى معتقل السلمان في صحراء محافظة السماوة ومحمد جواد أموري كان مازال يواري الثرى لزوجته ، وحسين نعمة يعيش ظروف مؤلمة نتيجة تجربة قاسية ، هذه حكاية ياحريمة ( السالوفة ) التي حولها الملحن الكبير محمد جواد أموري إلى نشيدا للعشق بعد إن فصل لها الموسيقى توافقت مع جو الشعر الرومانسي وبموسيقى هادئة ومن ثم أداء رائع  بصوت حسين نعمة المملوء دفئاً وحنان ، ايضاً من مميزات هذه الاغنية هو جمعها لعدة صور في مسار واحد فهي تخرج من افياء النخيل الباردة وجداول الماء العذبة ولكن بلباس المدنية وهذا أهم طلاسم ياحريمة الذي ضاف لها روحاً اخرى وسطية تجمع بين الريف والمدنية وهذا يدل بشكل واضح الى اتقان ناظم السماوي لحرفته حيث استطاع وبكل جدارة ان يجعل ياحريمة تسير في هذا الوسط الجميل واليوم وبعد عدة عقود نجد ياحريمة باقية كأنها كتبت في الأمس القريب ولعل هذه الحرارة المتوقدة من ياحريمة الى يوم هي روعة التوزيع الموسيقي الذي لم تنتهي حلاوته لليوم من ذائقة الناس الموسيقية التي اقتربت من خلجات كل عراقي فهي من خوالد الغناء العراقي الأصيل الذي يقل نظيره اليوم وسط هذه الفوضى الصوتية واللحنية والكلامية التي تعيشها للأسف الأغنية العراقية الآن .
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب