23 ديسمبر، 2024 5:46 ص

قصيدة من الادب الايراني المعاصر
لم أكن أعلمُ سابقاً أن بعضَ ما كنتُ أسمعُه من أناشيد الغزل الإيرانية هي من اشعارِ المرحوم قيصر أمين بور الذي يعدُ واحداً من أبرز الشعراء المعاصرين في إيران. اختيارُه للكلماتِ و الألفاظ و توظيفُه لها تجعلُ المستمعَ لشعره او القارئ يبحث أكثر عنه؛ لهذا تناولَ العديدُ من طلبة الأدب الفارسي في الجامعات الإيرانية الشاعرَ في بحوثهم و رسائلهم الجامعية سواء كان في الادب المقارن او في البحث عن خصائص شعره.
ولدَ الشاعرُ في 23 نيسان 1959 في محافظة خوزستان و أكمل فيها دراستَه الابتدائية و الثانوية، بعدها تم قبولُه في كلية الطب بجامعة طهران إلا أنه لم يكن راغباً بإكمال دراسته في هذا التخصص فانتقل إلى دراسة الأدب الفارسي في الجامعة نفسها و حصل سنة 1998 على شهادة الدكتوراه بالأدب الفارسي تحت إشراف الدكتور شفيعي كدكني و كان عنوانُ اُطروحته (التقليدُ و التجديدُ في الشعر المعاصر).
عَمِلَ أمين بور مدرساً جامعياً في جامعتي طهران و الزهراء (عليها السلام) و اُختير عضواً مساعداً في اكاديمية الأدب و اللغة الفارسية سنة 2004، و بعدها بثلاثة اعوام و تحديداً في الثلاثين من تشرين الاول عام 2007 تُوفي بسبب مرض في القلب و دُفن في طهران.
تتميزُ لغتُه ببساطتها و جمالية كلماتها في مجموعاته الشعرية المتنوعة، و دائماً ما كان يسعى إلى الاستفادة من المصطلحات المتعارف عليها و المتداولة في نظمِ شعرِه ليبتعدَ عن التعقيد و يصنع جواً ملائماً يتقبله الجميع، و هذا هو سببُ تناول أشعاره بشكل ملفت للنظر في البحوث و الدراسات الأدبية في إيران.
للشاعر عددٌ من الآثار الشعرية المعروفة منها : (الاعصارُ بين قوسين) ، (مثل الينبوع ..مثل النهر) ، (التحليقُ بلا اجنحة) ، (كما ذكر السنونو) .. و أخيراً (قواعد لغة العشق) و هي آخرُ مجموعةٍ شعرية له قبل رحيله بأشهر وهذه القصدية واحدة من قصائد هذه المنظومة.
لا ننسى أن نذكر و من خلال دراستنا في جامعة طهران لإكمال الدكتوراه المكانةَ التي يحتلُها الشاعرُ في نفوس المسؤولين من خلال وضع صوره و بعض من اشعاره في عدد من الاماكن و منها رئاسة قسم اللغة والأدب الفارسي، ومن حسن الحظ أن السيدة زيبا اشراقي زوجة الشاعر كانت طالبة دكتوراه في جامعة طهران و زميلتنا في السنة الدراسية ذاتها… وفي ادناه القصيدة باللغة العربية :

رحلةٌ في غرامك
يا من زهرةُ حسنِ يوسف زرٌ في قميصكِ
القلبُ يتفتحُ وردةً تلو اخرى من إطلالتِك ..
في غرامِكِ فقط لست في ترحالٍ او سفر
ففي حديقتي تلتقي شجرةُ السرو و وردة السوسن ..
بدايةُ عامِ عينيك مشهدي ..
و شيرازي هو ارديبهشتُ سفحكِ ..
كلُ حاجبِ من حاجبيكِ الأصفهاني هو نصفُ عالمي
رُطبي الخوزستاني هو ضحكتُك ..
لا أريد أن تكون نفسي سوى لكِ ،
يا أفضلَ كل ما لدّي ،.. أنا أنتِ
كلُ شخصٍ وشيءٍ يتجهُ صوبَ مقصدِه في صلاته ..
رؤيتك .. هي صلاتي ؛ فبها تتكحلُ عيناي
أنا متحيرُ و مضطربُ عينيك إلى الابد ..
لا تمنعي نورَك عني فهو منظومةُ القلب
د. عمر امين عبد العباس
استاذ اللغة والادب الفارسي