7 أبريل، 2024 2:22 م
Search
Close this search box.

رحلة في أعماق الأمس

Facebook
Twitter
LinkedIn

بين الحين والحين تمر علي تلك الأيام واللحظات التي أصبحت من الماضي ومن أحاديث وحكايات الأمس  أتذكر فيها كيف كنا نعيش وكيف كان تعامل الناس فيما بينهم وكيف كان لابن الجار او ابن الشارع سلطة على أبناء المنطقة الأصغر منه سنا وكذلك بنات الشارع وكيف كان يأمرهم وكيف كانوا يخافون منه وهو بالمقابل كان يغار ويخاف عليهم كما يخاف على أهله بينما نرى اليوم إن أصبح الأخ لا يأمن بأخيه والجار بجاره
أتذكر كيف كان للصداقة والصحبة معنى وطعم اخر غير ما نشاهده اليوم بل اذا ما أجرينا مقارنه بينهما لوجدنا إنهما شيئان مختلفان وكأن ما كان قبل هو ضرب من الخيال اذا ما أردنا ان نحكيه لهذا الجيل الذي يسمي كل شخص يجلس معه ويضحك معه بأنه صديق
أتذكر كيف كنا نتجمع ليلا حول أمنا او أبينا وهو يحكي لنا القصص والحكايات التي تحمل من العبر والمواعظ الشيء الكثير وكم كانت جميله مثل ( حمد وحمود / الملك والراعي / حبة العدس / طائر الشاهين )) وغيرها من الحكايات القديمة الجميلة
أتذكر كيف كان لكل شيء معنا فللأرض معنى وللنهر معنى وللمدينة معنى وللريف معنى قبل إن يتداخل كل شيء في كل شيء تحت اسم التطور والتمدن وغيرها من الأسماء التي أصبحت كمن يقوم برش الإصباغ على لوحة جميلة فيتشابك فيها كل شيء فلا معنى لها يبقى ولا اسم
ذاك الأمس الجميل بكل تفاصيله بحنانه وغيرته ، جميل بحبه وطيبته ،جميل بصدقة ووفائه ، إننا وبمجرد السفر نحو ذاك الماضي الجميل والغوص بذاك الأمس سوف نشعر بالأمن والأمان والحنان والحب بل وحتى ذاك الدفيء الجميل في ليالي الشتاء الباردة سوف يأتينا منه لنعود من تلك الرحلة ونحن محملين بالأمل والنشاط وكأننا ولدنا من جديد
فهل لهذا الأمس ان يعود ؟؟؟؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب