23 ديسمبر، 2024 10:47 ص

رحلة في أعماق الأمس

رحلة في أعماق الأمس

بين الحين والحين تمر علي تلك الأيام واللحظات التي أصبحت من الماضي ومن أحاديث وحكايات الأمس  أتذكر فيها كيف كنا نعيش وكيف كان تعامل الناس فيما بينهم وكيف كان لابن الجار او ابن الشارع سلطة على أبناء المنطقة الأصغر منه سنا وكذلك بنات الشارع وكيف كان يأمرهم وكيف كانوا يخافون منه وهو بالمقابل كان يغار ويخاف عليهم كما يخاف على أهله بينما نرى اليوم إن أصبح الأخ لا يأمن بأخيه والجار بجاره
أتذكر كيف كان للصداقة والصحبة معنى وطعم اخر غير ما نشاهده اليوم بل اذا ما أجرينا مقارنه بينهما لوجدنا إنهما شيئان مختلفان وكأن ما كان قبل هو ضرب من الخيال اذا ما أردنا ان نحكيه لهذا الجيل الذي يسمي كل شخص يجلس معه ويضحك معه بأنه صديق
أتذكر كيف كنا نتجمع ليلا حول أمنا او أبينا وهو يحكي لنا القصص والحكايات التي تحمل من العبر والمواعظ الشيء الكثير وكم كانت جميله مثل ( حمد وحمود / الملك والراعي / حبة العدس / طائر الشاهين )) وغيرها من الحكايات القديمة الجميلة
أتذكر كيف كان لكل شيء معنا فللأرض معنى وللنهر معنى وللمدينة معنى وللريف معنى قبل إن يتداخل كل شيء في كل شيء تحت اسم التطور والتمدن وغيرها من الأسماء التي أصبحت كمن يقوم برش الإصباغ على لوحة جميلة فيتشابك فيها كل شيء فلا معنى لها يبقى ولا اسم
ذاك الأمس الجميل بكل تفاصيله بحنانه وغيرته ، جميل بحبه وطيبته ،جميل بصدقة ووفائه ، إننا وبمجرد السفر نحو ذاك الماضي الجميل والغوص بذاك الأمس سوف نشعر بالأمن والأمان والحنان والحب بل وحتى ذاك الدفيء الجميل في ليالي الشتاء الباردة سوف يأتينا منه لنعود من تلك الرحلة ونحن محملين بالأمل والنشاط وكأننا ولدنا من جديد
فهل لهذا الأمس ان يعود ؟؟؟؟