26 نوفمبر، 2024 4:16 م
Search
Close this search box.

رحلة جذور

معرض شخصي  جديد للفنان التشكيلي فاضل الدباغ في العاصمة الاردنية عمان  
برعاية سفير الاتحاد الأوروبي السيد أندريا ماثيو فونتانا افتتح الفنان التشكيلي فاضل الدباغ معرضه الشخصي في كاليري الأورفلي في العاصمة الاردنية عمان الأربعاء المصادف ١٠/١٤بحضور لافت للمهتمين بالفن من أبناء الجالية العراقية والعرب. 

ويتضمن المعرض الذي حمل عنوان “رحلة جذور “اكثر من ثلاثين عملا تجريبيا وكولاجيا وبأحجام مختلفة جسدت تداعيات الحروب والارهاب الذي يضرب المنطقة العربية وخاصة العراق.
 وقال الفنان التشكيلي فاضل الدباغ في حديث لموقع كتابات ان الاعمال المعروضة تتحدث عن هجرة الانسان القسرية من وطنة ومعاناته في المهاجر من خلال استخدامي لثيمة الشجرة بكل اشكالها وألوانها  وماتحتويه من جذور وسيقان وأغصان وبذور وحالها عندما يتم نقلها طوعا او قسرا من أماكنها ومواطنها لتغرس في أماكن أخرى ربما تترعرع وتعيش بسلام أو قد تموت موت بطيئاً .
وأضاف الدباغ :هذا هو القاسم المشترك بين هذه الشجرة وما يحدث للإنسان  حاليا في هذا العالم.
وكتب الفنان والناقد التشكيلي محمد العامري  وهو من الاْردن عن تجربة الفنان فاضل الدباغ  يقول :

لقد تابعت تجربة الفنان التشكيلي العراقي فاضل الدباغ منذ سنين ووجدت فيه باحثا جادا عنتميز يطمح في تحقيقه كونه يعيش في غابة من الصور ، فنان هادئ يقدم ما تنبض بهروحه ، ليبني علاقة صادقة بين المشاهد وعواطفه في العمل الفني ، تلك الصدقية التيتتمحور حول التعبير عن الذات بمعزل عن الاخرين ، من ما اعطى اعماله الحضورالاقوى في التعامل معها كبنية فنية وصولا للموضوع المطروح في لوحاته ،

فتجربته تنغمس في رائحة الامكنة والناس بصورة غير مباشرة ، يدقق في اختزالاته لتلكالامكنة عبر التأشير على عناصرها مثل : الشجرة الانسان وتفكيك المساحات الزخرفيةبصورة معاصرة لا تشي بهيئة الزخارف المتعارف عليها ،

فالمكان هو الدليل الاهم لدية عبر علامة الشجرة وتمظهراتها في مرآة الانسان والوجوهالتي احتوت على الشجرة كما لو انها اقنعة شجرية تتحرك في اذهاننا ،

هذا البذخ الابداعي الراقي في التعامل مع عنصرين اساسيين ، هما الانسان والشجرة ،يشكلان دلالة مهمة على طبيعة تأملات الفنان في موضوعاته المطروحة ، فالشجرة شقيقةالانسان منذ القدم ، 

يضعناالفنان أمام اعمال غرائبية فاتنة، نصوص بصرية تدفعناإلى لذة الاكتشاف ومعرفةخباياها تلك المعالجات التقنية والبنائية في العمل الفني ، ممرات تتسع وتضيق لتضعنافي حالة من اللذة الصوفية في التعامل مع طبيعة الباليتة اللونية للفنان فاضل ، ونجد ذلكمن خلال معرفته وتلذذه بإيحاءات ومتجاورات لونية ومفارقات اشبه بانعكاسات الاستياءفي ماء النهر .

انها الصياغات المفعمة بالفعل الجمالي ، والتي تخلق ديالكتيكية متوالدة تتحركبحيوية عالية فالعنصر يحيلنا الى عنصر اخر مجاور له وكذلك العلامات وتحميلهابإشارات تحمل معنى مفتوح لمقاربات الشجرة والانسان ،تلك المقاربات التي تطرح فكرة التهجير واقتلاع الانسان من مكان الى آخر ، تماما كما يحدث للاشجار التي يتم الاعتداء عليها ، واقتلاعها من جغرافيتها الطبيعية لتصبح عرضة للنار لتستحيل الى رماد ، ففي هذه المحمولات نجدنا امام مساحة كبيرة من التأويل في طبيعة التهجير القسري واقتلاع الانسان من جذوره ، حيث تعتبر قضية التهجير القسري مشكلة العصر بدء من فلسطين والعراق ولبنان وسوريا والارمن والاكراد ، انها حالة من الجنون السياسي الذي يجتاح العالم ، هذا الموضوع الذي عالجه الدباغ عبر صورة جمالية مسالمة كما لو انه يريد ان يسجل وثيقة ثقافية تتحرك في اذهان الاجيال القادمة .

وينتمي الفنان التشكيلي فاضل الدباغ الى جيل التشكيليين العراقيين المجددين الشباب خاصة وانه أسس لنفسه اسلوبا خاصا به ميزه عن اقرانه الفنانين ،
يشار الى ان التشكيلي فاضل الدباغ مولود  في بغداد عام ١٩٧٤درس فن الرسم في أكاديمية الفنون الجميلة ببغداد ،حاز على العديد من الجوائز التقديرية في المهرجانات الفنية التي شارك فيها ،أقام ومنذ بداياته الفنية العديد من المعارض الشخصية في كل من بغداد وعمان ودوّل عربيةعدة.

 

 

أحدث المقالات