18 ديسمبر، 2024 7:10 م

رحلة الحُب الأسود

رحلة الحُب الأسود

وعدتُ من رحلة الحُب الأسود خالي الوفاض أجرُ أذيال الخيبة خلفي ، مُنهك ، مُتعب ومثقل بالمرارة . عندما قلتُ لكِ ” أحبكِ ” للمرة الأولى ظننت أنني أخذتُ وقتي كفاية بالتفكير في خوض مغامرة مجهولة النهاية فكانت بداية ضياعي وها أنا تائه.
تائهٌ في بلاد لا أعرف بدايتها من نهايتها، تائهٌ في بلاد لا أعرف مساحتها ، يختلفون عنكِ في طريقة الحُب والتفكير، هُم يقدسون الحُب وبوعودهم لا يخلفون، لا يوجد هُناكَ جرح المشاعر، الحُب عندهم مقدس وإحترام المشاعر مقدس، فأين تقديسك في حُبنا؟

يا سيدتي أنا ليس جسراً لتحقيق أحلامك، فأنا إنسان أن كنتُ غنياً أو فقيراً، ولا مدرسة لتعليم كيف تكون وفياً، ولا مصرفاً يقدم قروض مجانية، منحتكِ كل دروس الدنيا ممزوجة بأحلام المستضعفين عندما يفرحون بنافذة أمل ينبثق منها ضوء الشمس،تَسكنهُم قلوباً طاهره تعرف الوفاء وحُبهم ابيض بريء كبراءة الأطفال.

الحياة مسرحية مهما اتقنى الدور سيطلق علينا ممثلين، فمثلتي معي دور البراءه والحُب والنقاء ففشلتي فتركتيني أصارعُ أذيال الخيبه لوحدي وأمارس هواياتي بالنسيان، وأدمنتُ جلوس البحر مع كل ارتفاع موجة بحر أتذكر خيبتي معك ومرارة الحسره خوفاً لا أتجرد من المشاعر وفقدان ثقتي بالآخرين وخوفا من تجردي من إنسانيتي الذي منحتُها يوماً لكِ..

يا سيدتي الحُب تأسست لهُ مدارس فأسموها مدارس الحُب وأُلفت كُتب قرأها الاوفياء وأرتشف من فيضها الكثير.. حُب الناس، حُب الأهل، حُب الخير، حُب الإنسانية.. وهو أساس الرحمه المنثوره فوق رؤوس العاشقين، كيف تجرئتي واستدرجتيني لطريق مليئاً بالشوك والسكاكين؟ لا لذنبٍ سوى أني قلت لكِ “أحبكِ” وها انا ادفع ثمنها، أسقطتي تأريخاً مليئاً بالإنسانية وحُب الخير للآخرين وأحرقتي كُل كُتبي ومزقتي شهادتي وابتسمتي بلا رحمة.. ها انا اعود من الحُب الأسود لإبحث عن ذاتي.