23 ديسمبر، 2024 4:21 م

رحلة الألف ميل لرئاسة الجمهورية تبدأ بخطوة من الناصرية

رحلة الألف ميل لرئاسة الجمهورية تبدأ بخطوة من الناصرية

لاادري ربما كنت أقرأ رواية من روايات ألف ليلة وليلة، أو رواية من روايات الفانوس السحري، أو بساط الريح، لاادري هل اصدق ماقرأت أم أكذبه؟.

نعم “يحق لي أن اكذب نفسي بالمقدار الذي يحق لي معه أن أصدق الآخرين!!”.

بناء على ذلك صدقت مقالة الأخ الكاتب الأستاذ راضي المترفي، المنشورة في شبكة ناس الإعلامية في اليوم الإثنين 21 يوليو 2014 الموافق ليوم 22 رمضان 1435، بعنوان”رئيس الجمهورية القادم من الناصرية”.
جاء ببعض مافيها مانصه:
“واليوم يقدم الزميل غفار عفراوي وهو صحفي من الناصرية اوراقه للترشيح على رئاسة الجمهورية”.

ونحن بدورنا نبارك للأخ والزميل الصحفي المهني غفار عفراوي هذه الخطوة الجريئة والشجاعة، ونشد على عضديه، ومبروك له سلفا حتى في حال رفض الأوراق، أو في حال عدم الفوز، ومبروك له أخرى أنه استطاع أن يخرق الحاجز النفسي للوصول إلى هذه الغاية، وثالثة أنه نبه العراقيين ممن يجدوا في أنفسهم الكفاءة وتوفر الشروط على أن هذا حق من حقوقهم التي يكفلها الدستور.
ولكني أتساءل:
هل أن الأخ عفراوي كان كرديا وقد أخفى هذه المعلومة عن فضول بعض الناس؟
أم أنه كان أحد أعضاء مجلس الحكم الذي أسس له الحاكم الأمريكي آنذاك، ونحن قد ضرب على أنظارنا وإسماعنا خبر تلقي تلك المعلومة؟
أو أنه ينتمي إلى كتلة ما أو حزب ما بصفته رجل قيادي فيهما؟
أو لا أنه من الناس الذين موصى بهم لأحتكار هذي المناصب دون غيرهم، وعندما خلق في بطن أمه، كتب على جبينه انه من علية القوم وأسيادهم ممن يحكم هذه البلاد، وليس من عامة العباد؟.

-وتساؤلاتي تلك ربما تتطابق مع مشاعر كاتب المقال الأخ الأستاذ راضي المترفي من ناحية الرؤى، وتختلف من ناحية الانساق، ذلك لأن الأخ الكاتب فاته التطرق لما يجري في التوقعات والأحلام وركز على اليقظة فقط في الزمن الاستثنائي الذي مر به العراق قبل سنة 2003، من حيث أنه ذكرت لي عدة حالات أبان حكم الصنم، أذكر منها: “أنه اعدم حلاقه الشخصي بمجرد شرود ذهنه أثناء عملية الحلق-أي نسميها بالعامية أخذته صفنة أو ضرب دالغة-“، وأخرى “أنه رأى في المنام أن زيدا من الناس يطمح للرئاسة، فاستيقظ على عجالة من أمره وارسل في طلب ذلك الشخص وأعدمه على الفور”-.
ولم لايرشح السيد عفراوي أو غيره من العراقيين؟ طالما أنه يحق لكل عراقي من الجنسين الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، أو لأحد المناصب السيادية، لكل ممن يجد في نفسه الكفاءة وانطباق الشروط التي نصت عليها المادة (68) من الدستور.

يذكر أن رئاسة مجلس النواب، أعلنت في السادس عشر من تموز الجاري عن فتح باب الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية، وحددت ستة شروط للموافقة على المرشح.

فقد استطاع الأستاذ عفراوي من خلال عملية الترشيح لهذا المنصب، أن يرسل رسالة إلى الشعب الذي سهر على خدمته ليل نهار من خلال المهنية الصحفية التي يتميز بها عن باقي زملائه، ومن خلال ذكاءه المتقد وهمته العالية، على أن الترشيح للمناصب السيادية هو حق مكفول لجميع العراقيين بكفالة الدستور بعد توفر الشروط، مع علمه البالغ والاكيد بعدم نجاح هذه الخطوة، ولكن “رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة”.

ورسالة أخرى، أن المناصب السيادية في الدولة العراقية، لم تكن حكرا لاشخاص أو جهات معينة وفق الاستحقاقات المحاصصية والطائفية والفؤية، بل أن هذه البدعة قد وضعت من قبل الحاكم المدني الأمريكي السابق تحت عنوان التوافق، الأمر الذي ادى إلى تدهور الوضع الأمني والسياسي والاجتماعي في العراق على الحال الذي نحن عليه الآن.

“يحضرني في هذا المقام، الوقوف ولو قليلا لأجل الاعتبار مع سيرة رجل يمكن اعتباره ظاهرة فريدة من نوعها في التاريخ السياسي للبرازيل بل وأمريكا اللاتينية والعالم, بدأ حياته كبائع خضار، ومن ثم ماسح أحذية، وبعدها حاجب في مكتب، ومن ثم عامل متخصص في التعدين، اسمه”لويس ايناسيو لولا داسيلفا”، وهو الابن السابع لعائلة تتألف من خمسة ذكور وثلاث إناث. ضاقت على هذه الأسرة الأرض بما رحبت..شعر والده بضيق العيش والحياة, وتقطعت في وجهه الأسباب, وتاه في صحراء الخيال والوهم المحيطة بقليل من الأمل والحب والتفاؤل.

وفي سنة 2002 أصبح هذا الولد الفقير المشرد البائس الخارج عن طاعة بوش الابن رئيسا لأكبر جمهورية في أمريكا اللاتينية في انتخابات نزيهة وديمقراطية شهد بها العدو قبل الصديق.

لقد وضع “لولا” في برنامجه الانتخابي وأولى أولوياته العمل على تمتين العلاقة والصداقة مع البلدان العربية رادا جميل الجاليات العربية والإسلامية من موقفهم الإيجابي من ترشيحه …ولايتعلق الأمر بأسباب ثقافية وودية فحسب, إنما أيضا بأهداف اقتصادية وتجارية. وعليه أوفى بعهده بزيارة تاريخية إلى بعض الدول العربية 12/4/2004التقى خلالها بعض رؤساء الدول العربية”.

ترى هل أن السيد غفار عفراوي كان محقا في رسالته، من أن التوفيق والسداد من العزيز الحكيم في ادارة المناصب السيادية الرفيعة في البلد وان كانوا من عامة الناس، وليست من المحاصصة والطائفية التي هوت بالبلد إلى واد سحيق، أو أن تلك المناصب حكرا على ناس معينين، بل هي حق للجميع بكفالة الدستور بشرط الكفاءة والمؤهلات وتوفر الشروط؟

والله من وراء القصد وهو ولي التوفيق.