رحلة إلى ناحية زمار… لقاء في مضيف الكرام

رحلة إلى ناحية زمار… لقاء في مضيف الكرام

اليوم تلقّينا دعوة كريمة على وجبة غداء في ناحية زمار، وتحديدًا في قرية أبو وجنة، هذه القرية الزراعية الجميلة التي ينتمي أهلها إلى قبيلة السادة المعامرة. كانت وجهتنا إلى مضيف السيد عيسى العباوي المعماري ونجله السيد راكان عيسى العباوي المعماري، صاحب الدعوة.
‏عند وصولنا إلى المضيف العامر، التقينا بعدد من الإخوة الشيوخ والوجهاء المدعوين، وكان من بينهم آل العبد ربه أبناء الشيخ يونس العبد العزيز، وآل الوگاع مع الشيخ حاتم عبد الرزاق الوگاع وأبناء عمومته، وكذلك آل الأيوب الشيخ عبد الرحمن الايوب وابنائه. كما حضر الدعوه الشيخ عطيه ابو شيماء واللواء ياسين المجيد، والشيخ فلاح الجبوري “أبو أركان”، والأستاذ الفاضل محمد محمود العگلة مدير دائرة تعويضات نينوى، والعقيد عمر الجبوري ضابط مركز الشرطة هناك، والعقيد الركن صالح الملالي. وعدد من وجهاء عشيرة الجرجريه إضافةً إلى عدد من أبناء قبيلة السادة المعامرة والعشائر الأخرى في المنطقة. لقد كانت الدعوة بمثابة لقاء اجتماعي جمع الجميع في هذا المضيف العامر.
‏كنتُ في صحبة الشيخ عبد الرحمن الأيوب وابنه النقيب أحمد والأخ حاتم، وانطلقنا بسيارتهم الخاصة من مدينة الموصل.
‏كان الطريق بين الموصل ونقطة التفتيش في أسكي موصل سيئًا جدًا لكثرة الحفر والمطبات. لكن ما إن عبرنا النقطة الأمنية ودخلنا الحدود الإدارية لناحية زمار، حتى شاهدنا الطريق المعبد الجديد، المصمم وفق الطراز المعماري الحديث وبنظام سايد للذهاب وسايد للإياب. وبصراحة، بدا واضحًا أن الحكومة المحلية هناك، وبمساندة ممثليهم من الإخوة النواب، قد أنجزت عملًا ملموسًا على أرض الواقع. فالطرقات المعبدة وصلت حتى أبعد قرى ناحية زمار، إضافةً إلى مشاريع الطاقة الكهربائية ومياه الإسالة.
‏كان استقبال صاحب المضيف لنا استقبالًا أخويًا صادقًا لا توفيه الكلمات حقه. جلسنا جلسة ودية تعارفنا خلالها على بعض أبناء المنطقة، وبعد تناولنا وجبة الغداء التي أُقيمت على شرفنا، ودعنا أصحاب الدار بمثل ما استقبلونا به من حفاوة وكرم.
‏ثم توجهنا بعد ذلك إلى مضيف الشيخ حوري الصالح الحوري، أحد شيوخ ووجهاء قبيلة الجبور، والذي يبعد قرابة عشرة كيلومترات عن قرية أبو وجنة. أصرّ الشيخ على أن يحضر جميع المدعوين إلى مضيفه لتناول الشاي، وكان مضيفه مبنيًا أيضًا وفق الطراز الحديث. وقد كان استقباله لنا مليئًا بالود والصدق، ورغم إلحاحه أن نبقى لتناول وجبة العشاء، إلا أن ارتباطاتنا الاجتماعية في مدينة الموصل حالت دون ذلك.
‏لقد كانت رحلة ممتعة، شاهدنا خلالها جمال القرى والأراضي الزراعية، ولمسنا روح التكافل والنسيج الاجتماعي الموحّد الذي يربط الأهالي وكأنهم عائلة واحدة. هكذا هم العراقيون، مضائفهم مفتوحة ليلًا ونهارًا، يكرمون الضيف ويعتبرون ذلك واجبًا اجتماعيًا وأخلاقيًا أصيلًا.
‏ختامًا، نتقدم بالشكر الجزيل لصاحب المضيف الكريم السيد عيسى العباوي المعماري ونجله السيد راكان عيسى العباوي المعماري على كرم الضيافة وحسن الاستقبال.

أحدث المقالات

أحدث المقالات