رحلة العمر، وعصارة الوقت، حيث يلتقي الماضي بالحاضر يسيران حثيثاً إلى المستقبل في هذه الرحلة، كل من شارك في هذه السفرة، بكل تأكيد يود أن تتوقف عقارب الساعة عن هدر الدقائق، ليتزود من هذه السفرة، التي تعد دورة تدريبية كبيرة تربط ما بين ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) وقيام الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)
هذا الالتقاء بين الثورة الحسينية والقيام المهدوي، يغسل الزائرين من أدران منظمات المجتمع المدني، وقذارات الحرب الناعمة، اللتان تحاولان زعزعة إيمانهم، ليكتسبوا مناعة ضد كذبهما وخداعهما، بالعيش في أجواء روحانية عظيمة، حيث القرب من الله تعالى وأوليائه.
إن التماس الكبير جداً مع المؤمنين، الذين تترجم أعمالهم كلاً بحسب إمكانياته، فمنهم من يطعم الطعام على حب الله تعالى وكرامةً للإمام الحسين (عليه السلام) ومنهم من يقدم إفتاءات شرعية، ومنهم من يغذي الفكر في محطات تثقيفية عن الإمام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف) ومنهم من يغطي زيارة الأربعين إعلامياً، فمن يعيش أسابيعاً في أجواء مليئة بالتعاون والتراحم والالتزام الأخلاقي والشرعي، يقيناً سوف يتمنى أن لا تنتهي هذه الرحلة التي تمثل رحلة العمر.
العمر الذي يقترب من نهايته مع كل نفس، فما قيمته دون الدخول في هذه الدورة التأهيلية، التي خرّجت أجيالاً على خطى الإمام الحسين وتسير باتجاه الإمام المهدي، ذلك الوعد الصادق، الذي سيزيح الأنظمة الظالمة من على صدر البشرية، الذي سيحل كل مشاكل العالم المتراكمة، ويقينا فإن سرعة تحقيق هذا الامر يعتمد على مدى استعداد الأمة واستجابتها وتوفر قواعد النصرة والقوة والمنعة والمُكنة.
رحلة كربلاء ترفع الحواجز وما فرقته الحدود والقوميات، فكربلاء توحد جميع الدول الإسلامية وبمختلف قومياتها، فهذا الاجتماع خطوة باتجاه ما يريده الإمام المهدي (عجل فرجه الشريف) وصورة من صور صلاة الجمعة التي سوف تقام بإمامة مولانا الحجة، لذا فهي بحق إلتقاء الماضي والحاضر باستشراف المستقبل