22 ديسمبر، 2024 10:47 م

رحلة إلى البيت الأبيض ؟!

رحلة إلى البيت الأبيض ؟!

ما أن تناقلت وسائل الإعلام هذه الرحلة وهذا الشخص ، حتى توالت الاتصالات والتساؤلات لماذا وكيف ؟
هذه العمامة كيف دخلت إلى بيت الشيطان ، وكيف وضعت يدها بيده ، هذه العمامة ليست كأي عمامة ، إنها عمامة التشيع كل التشيع ، وما أن شوهدت هذه العمامة وهي تضع يدها بيد الشيطان حتى تساءل الجميع ، ماهو سر هذه الرحلة ؟
كيف وهو ابن الزعامة وابن المرجعية الدينية العليا التي انكسر ظهرها وهي تحمي الدين والمذهب ، هل بكل هذه البساطة يضيع التاريخ والمنهج والاسم ؟!
تحملت الرحلة ما لا تحتمل من المغالطات والشبهات ، وما كان على الراحل إلا أن يتحمل كل أعباؤها من أجل هدفها الرئيسي ، وتساؤل الجميع ما هو الهدف الذي جعل قائد سياسي وابن زعيم الطائفة يضحي بسمعته وسمعة والده ، هذه العائلة التي قدمت العشرات من الشهداء من أجل العراق ، لماذا الآن ، ولماذا لم تكن وهم في المعارضة أبان نظام البعث الشوفيني ؟!
السيد عبد العزيز ابن الزعيم الإمام محسن الحكيم (قدس) حمل معه كل أعباء تلك الرحلة ، وتحمل الشبهات والمنغصات ، والعراقيل ولكن الهدف كان يستحق أنه العراق وشعبه المظلوم .
الرحلة بدأت بقضية رئيسية هي حق العراق في العيش والاستقلال ، فانتفض المنتفض ، وغادر غاضباً إلى عش الشيطان ليهدمه ويقول كلا أن بلدي عصي وأن شعبي حر ، وأن مرجعيتي الدينية العليا قالت كلا ، نعم للدستور العراقي . نعم للعراق حراً كريماً .
غادر بلده ولا يعلم مصيره ، ولكن المهم من ذلك قضيته ، وكيف إنها كانت ومازالت قضية هذه العائلة ، ولكن البيئة السياسية النتنة ، وتلوث هذه البيئة بسياسيين فاسدين لاتهمهم سوى مصالحهم وجيوبهم ، رحل السيد وهو يعلم أن البيئة لن تتركه ، ولكن الوطن أغلى ، والمصلحة اكبر وأهم .
جلس وناقش وهدد وكان الهدف قد تحقق ، والاحتلال تحول إلى ضيوف ، والدستور كتب بأيدي العراقيين ، وأصبحت هناك انتخابات ، كل هذا ولم نسمع صوتاً من سياسي فاسد أو من زعيم كارتوني يلعب به أنصاره ، ويؤلهوه دون أي موقف وطني لأحد من (دستة السياسيين التي نمتلك ) .
الحكيم كان حكيماً برحلته المتعبة والتي حملت كل أشكال التساؤلات ، ولكنها لم تعطي وعداً للشيطان بأرضاً أو شعباً ،بل كانت وقف تمدد الاحتلال ، وتحديد زمن خروجه ، ولولا التآمر لكنا اليوم نعيش نشوة هذه الرحلة .
المنية كانت أسبق إلى الحكيم ، في تكملة مشوار أستاذه الحكيم الأول ، فقد كان قائداً شرساً لا يقف أمامه إلا الحق ، وكان جندياً مطيعاً لمرجعيته ، فلم يأن ولم يستسلم ، وكان في كل لحظة يحمل جراحه بين يديه ، لان الحمل كبير والهدف أكبر .
أنها رحلة كبيرة كانت ومهمة لشخص كان صوت المعارضة في الخارج ، وسيبقى التاريخ المنصف يؤبن لنا هذا الشخص وهذه القيادة الفذة التي مثلت كل معاني النبل والتواضع وفي نفس الوقت القيادة السياسية ، فتجمعت كل معاني التضحية والفداء والصبر في شخص أسمه عبد العزيز .