الذاكرة طرية لم تشيخ، تسترجع إرادة مدير عام إحدى دوائر وزاراتنا بعد تغيير نيسان 2003 وقد صُبغت البلاد بما هي عليه الآن من تدين، وشعور لا سابق له بالهداية بعد ضلال مبين، أسهمت أحزاب السلطة المتأسلمة الفاسدة، ومنابر الإسترزاق المنتشرة في طول البلاد وعرضها على هدايتها!، الإستئناس برأي موظفيه حول قراءة ماتيسر من القرآن عبر إذاعة دائرته كل يوم، بدا تعمده واضحاً في أن يكون الإستماع لآرائهم بحضوري، ضيفاً عليه، مُنصتاً لإصرار ودفاع المرؤوسين المستميت عن ضرورة تلاوة الذكر الحكيم يعقبه أذان وصلاة، وإقامة مراسيم عزاء، وإحتفال مع كل ذكرى إستشهاد، أو ولادة ولي صالح، قال بعد الفراغ منهمٍ ما رأيك؟ قلت إنتظر حتى يمر أحد هؤلاء المدافعين عن الدين جهلاً، تملقاً، أو تصوراً مسبقاً عن كونك وليد ذات البيئة التي أنجبت ساسة، مسؤولون، مدراء عامون وسيطرت على مرافق الدولة قرب المذياع ليصرخ بأعلى صوته ممازحاً رفيق له “كافي عاد، فاتحة خما فاتحة”، نحن نهين الدين هنا بدعوى الدفاع عنه، هذه مؤسسة حكومية وليس مسجداً لاتدخلها في لغط وتكون سبباً في سُنة يصعب على من يخلفك تركها وعرضة للنقد الشديد والتكفير إذا ما أقدم على شيء منافي لما سرتَ به أنت، العراق، وإن كان على ما ترى اليوم مُقبل وأن طال الزمن على لفظ ما علق به، وكان سبباً في خرابه، تراجعه وتخلفه.”الصنديد”، مثال “رجولتنا” العراقية المُتباكى عليها، والضائعة داخل أروقة جامعاتنا الشيخ محمد الفضلي، مثال صارخ لما آلت إليه أمور تلك المنابر والقابضين عليها، صوت عال، ولسان تهجم سليط، مهاجماً طلبة الجامعات “المخانيث”، داعياً وزير التعليم العالي بإقالة كل “رئيس” كلية، أو جامعة لايلتزم بالإنضباط الشرعي داخل كليته، نعم، واجبه الشرعي يلزمه بما جاء به، هذه تجارته، سوقه الكبيرة، الواسعة، والصلوات التي أعقبت رجفته دليل تقبل وخوف شديد على رجولة يتآمر عليها غرب كافر، “ماذا تعرف عن الغرب؟”، يتساءل شيخنا، عُراة، نسوة حاسرات الرأس، إختلاط غير شرعي، ومفاسد جسدية، ليس لديه الكثير، لا جديد، قوانين صارمة تزج بفاسد في سجن، وتنهي مستقبل سياسي لسارق مال عام، أو طائش يمكن أن يحيل البلاد لركام، التطور المذهل، الإبداع، العطاء الإنساني المتواصل لا شأن للشيخ بها، “شجاعنا”، يتجاهل ملايين الفقراء، الجياع، وساكنو الخيام في بلاد صُنفت تاسعاُ بين الدول الغنية بمواردها الطبيعية، ويلهب حماسه لباس شباب، وعورة إمرأة.