18 ديسمبر، 2024 10:18 م

رجل يرى المنصب أصغر من حٌثالة القُرض!

رجل يرى المنصب أصغر من حٌثالة القُرض!

التشبث والتمسك بالسلطة سمة إمتاز بها الحكام، وخاصةً الدكتاتوريين منهم، حباً وتعطشاً للكرسي والمال، “لو نازعتني فيه لأقتلعت الذي فيه عينيك”، هذا ما وصف به هارون الرشيد إبان حكمه وخلافته، مخاطباً إبنه المأمون، وكثيراً من طالبي السلطة والتسلط قد اجتازوا مرحلة هارون!، بالمقابل نرى البعض اليسير زاهد فيه ولا يعير له أي اهتمام.
“لا يساوي عندي عفطة عنز” هكذا وصف الإمام علي علية السلام، عندما سألوه عن حكمه في خلافته، كان زاهد فيه وهو الأولى بها من غيره، في الأولى والثانية والثالثة، حتى ألت إليه الرابعة، أين نجد زهد علي في الحكم؟، وأين نجد من يسمع كلامه ليقيم ما به من أفعال؟
إذن نقول إن هناك تشخيص حول السلطة والتسلط، فمنهم زاهد ومنهم متمسك، ولكل منهم رأي في قيادة ما يستطيع إليه.
الأمة العربية: شأنها يختلف عن غيرها فهي قد إنتهجت نهج المثل الأعلى لهارون الرشيد، وأسست أساساً خاطئاً وغير مدروس، فتلك القيادات العربية وذاك التاريخ يشهد، حتى ما بعد الربيع العربي نستطيع القول إن نَفَس الدكتاتورية لازال يحبو! .
العراق بعد التغيير شأنه شأن البلدان العربية، متجذر في عروبته أصيل في تاريخه يتصف بسمات العرب، فمن الطبيعي ان نجد سمة التعالي والتسلط، إلا أنني وجدت شيئاً مختلفاً تماماً في شخصية واحدة، سطرت اروع معاني الإيثار.
عمار الحكيم: الوريث الشرعي لسلاسة آل محسن الحكيم، ذاك المرجع الأعلى للتشيع في الوطن العربي والعالم أجمع، انتهج نهج آبائه في مسيرتهم الدينية والسياسية معا، قاد أرثهم السياسي وعمامتهم الدينية ومثلها خير تمثيل، إلا أنه ترك خلفه إرث واسم كبير في السياسة، وسار خلف سفينة الوطن والوطنية معا، حيث الرؤيا والوضوح والهدف والمشروع، ليسير خلف إسمه وتاريخه الذي ورثة عن أبائه، ليرى أنه قادر على معادلة التغيير في لم شمل الجميع كما فعلها أسلافه.
هذا جانب ومن جانب آخر، كرس كل معاني الإيثار والتنحي عن مشروع كان هو الأولى به من غيره، رئاسة التحالف الوطني: التي تسنم قيادتها في 5/9/2016، جعل من التحالف الوطني مؤسسة كبيرة وعريقة قادرة على المضي إلى الأمام بعد أن كانت تحبو، أو ربما أصابها شلل نصفي وأصبحت فقط عنوان ليس إلا.
قبل أربع أشهر دعا عمار الحكيم قادة التحالف الوطني إلى اختيار البديل ليكون خلفا له في قيادة التحالف، ليبعث رسائل إطمئنان إلى الشركاء، نحن ليس كما أنتم، نحن زاهدون فيها ولنا أسوة حسنة بعلي (ع).
كرر الحكيم خطابة من على منبر صلاة عيد الأضحى المبارك، عن دعوة إخوته في قيادة التحالف الوطني بإختيار البديل، ماهي الا رسائل إيجابية ليؤسس أساساً صحيحاً للقادم من الايام.
ليكون الحكيم عنواناً كبيراً من الإيثار، تخلى عن قيادة المجلس الأعلى معلنا تياره الوطني العابر للمكون والعرق والطائفية، ودعوته المتكررة في إختيار رئيس للتحالف الوطني، عندها اقول هنا يمكن القول للقيادة عنوان وللعراق رجال.