23 ديسمبر، 2024 2:04 ص

 رجل “ناقص عقل ودين”     

 رجل “ناقص عقل ودين”     

حسم الحمار الديمقراطي والفيل الجمهوري أمرهما بترشيح هيلاري كلينتون ودونالد ترامب لإنتخابات الرئاسة الأميركية. الفيل والحمار أتقنا على مدى اكثر من مئتي سنة أصول اللعبة الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة بدون قيل وقال. لكن الفيل الجمهوري قلب هذه المرة إسلوب الترشيح حين إختار مرشح “مسودن” رئيسأ قادما للولايات المتحدة الأميركية. اما الحمار الديمقراطي فقد إختار إمرأة المصنفة عندنا على إنها “ناقصة عقل ودين”. وكلا الترشيحين يمثل تلاعبآ بمزاج الناخب الأميركي.
وإذا كان الملياردير ترامب يحلم بدخول البيت الأبيض رئيسا إستثنائيا فإن كلينتون التي هي ليست غريبة عليه حين سبق لها أن جلست فيه لثمان سنوات كسيدة أولى تروم قلب المعادلة بأن يصبح الرجل هذه المرة سيدأ أول لا المرأة.    

وبالرغم من شراسة الحملات الإنتخابية الأميركية بمن في ذلك إرتفاع سقوف تبادل التهم والإتهامات بين المرشحين لكن هناك مناطق محذور الدخول اليها لأنها بحكم المسكوت عنها وفي المقدمة منها قضايا الامن القومي من وكالات تجسس ومخابرات وإستخبارات بالإضافة الى ما يعد رمزأ لقوة اميركا وتسيدها على العالم بوصفها الدولة النووية رقم واحد في العالم.
 لكن ترامب وفي سياق حملته ضد غريمته غير السهلة هيلاري بدأ حملة مسعورة لتسفيه قدرات السيدة هيلاري لا لشئ الأ لكونها إمرأة. هيلاري لم تقصر هي الأخرى في الحط من قدرات خصمها الى الحد الذي ذهبت فيه الى أكثر المناطق  وعورة مثل الطعن في قدراته العقلية قائلة بكل صراحة إن خصمها ليس هو الشخص الذي يمكن أن “يتسلم الأرقام السرية الخاصة بإستخدام السلاح النووي؟. كلينتون ذهبت الى ماهو أبعد حين قالت “أترك للأطباء النفسيين شرح تعلقه بالطغاة”. الهدف النهائي للمرشحة الديمقراطية هو محاولة تسويق ترامب للأميركيين على إنه رجل فاقد الاهلية على صعيد تسلم منصب رئيس أكبر دولة بالعالم.أما ترامب وعلى إثر سماعه تصريحات كلينتون النارية ضده فقد حاول رد الصاع صاعين قائلأ إن “مكان هيلاري السجن وليس البيت الأبيض بسبب استخدامها خادم بريد إلكتروني خاص في أثناء عملها وزيرة للخارجية”. ترامب لم يترك خط رجعة في سياق تعامله مع كلينتون حيث توعد في حال أصبح رئيسا أن يوجه نائبه العام للتحقيق معها بسبب “استخدامها سيرفر خاص”.
    وبصرف النظر عن الطريقة التي سيصل فيها أي من المرشحين للرئاسة الأميركية للبيت الأبيض فإن التشكيك بقدرات المرشح حد عدم الوثوق به بكيفية التعامل مع الأسرار النووية ليس له سابقة في حملات الرئاسة الاميركية منذ تفجير أول قنبلة نووية للإختبار في السادس عشر من تموز عام 1945 في ولاية مكسيكو وحتى اليوم. فللمرة الأولى يتعين على 7 مليار إنسان هم سكان كوكب الأرض حبس أنفاسهم لأربع سنوات كاملة قد تكون قابلة للزيادة لأربع عجاف أخرى لا لشئ الإ بسبب عدم الثقة بالرئيس الذي تحاول خصمه اللدود أن تظهره هو لا هي بأنه ..”ناقص عقل ودين”.