تمعنوا في سيرة أسامة النجيفي ، منذ ان دخل دهاليز السياسة وانضم ( مكرها ) الى جوقتها، لا لحب بها ، ولكن لأن أقصاء كبار قيادات البلد كان يؤلمه كثيرا، ويرى في إبتعاد الكثيرين عن الواجهة لخدمة شعبهم والدفاع عن مطالبه المشروعة ( حالة غير مقبولة ) ربما يفسرها البعض بـأنها حالة ( إنهزامية ) !!
لكن دخوله موقع السلطة أضاف قيمة اعتبارية لمكونه الكبير الذي تعرض لظلم لم يشهد له تاريخ العراق مثيلا، حيث ( التهمة ) جاهزة لأي قيادي من المكون العربي (السني)، للايقاع به غدرا في الوقت المناسب، فما بال عشرات الالاف من الابرياء الذين القي بهم في غياهب الجب أو لقتوا حتفهم بلا ذنب إقترفوه !!
وعندما ساءت أحوال العراق في زمن حكم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي لولايتين ، وما واجهه من عقبات في التعامل معه ، منذ ان كان قياديا في القائمة العراقية ، وبعد ان اصبح رئيسا للبرلمان العراقي، بقيت العلاقة بين الرجلين يسودها التوتر والاضطراب!!
كان المطلوب من أسامة النجيفي ان يساير رغبات المالكي والجوقة السياسية التي تعزف معه على وتر الطائفية ، ويترك مطالب مكونه ويتخلى عن متاعب السياسة وما خلفته من مرارات ليبقى في هرم السلطة ينعم بمغرياتها وهي كثيرة!!
لكن الرجل أبى في كل الظروف وفي أكثرها حلكة وظلاما الا ان يقف مع ابناء مكونه والمطالب المشروعة التي نادى بها ،وكل مطالب المكونات العراقية التي تتعرض للظلم لكي يبقى المدافع الامين ويأبى الا ان يواجه كل التحديات والتهديدات لينتصر لاهله وشعبه، وهو الذي لايخشى في الحق لومة لائم!!
ربما كانت محنة سقوط نينوى هي المشهد المأساوي الكارثي الذي لم يتخيل اسامة النجيفي نفسه وهو يرى محافظته تسقط بيد داعش، في هزيمة منكرة غير مبررة، وهاله ما تعرض له ابناء محافظته مما واجهوه من أهوال ومحن عندما سيطرت داعش على مقدرات هذه المحافظة العروبية الاصيلة!!
واستغل البعض حالة السخط على سقوط نينوى لتوجيه مختلف التهم ضد محافظها اثيل النجيفي، والعمل على تحميله مسؤولية ماجرى، في وقت يعرف القاصي والداني ان محافظ نينوى ليس بمقدوره حتى زيارة قطعة عسكرية او معرفة توزيع القطعات ضمن قواطع محافظته، وشن قائد عمليات نينوى في وقتها اتهامات ما انزل الله بها من سلطان ضد محافظ نينوى لانه وجه له انتقادات واسعة، كون قائد عملياتها مهدي الغراوي يتحمل المسؤولية الاولى عن سقوط نينوى، وقد انهزم هو وقواته امام داعش بلا قتال، بعدما قيل انه استلم اوامر من المالكي بالانسحاب، لكي يترك لداعش العبث بمقدرات تلك المحافظة!!
حتى عندما أعلن مجلس النواب التصويت اخيرا على إقالة شقيقة أثيل النجيفي كان أسامة النجيفي نائب رئيس الجمهورية ورئيس ائتلاف متحدون يرى ان قرار الاقالة ربما يخدم محافظ نينوى أثيل النجيفي ويزيد من رصيده الشعبي بين ابناء محافظته الذين يعرفون مدى ماقدم لهم الرجل من تضحيات ومواقف مشرفة، وما واجهه من تجاف من الحكومة ومن اهمال متعمد لمطالب قادة تلك المحافظة من نواب ومن مجلس محافظتها، حتى سقطت بالشكل المريع حين سلمها العساكر بلا قتال!!
بل انه حتى أسامة النجيفي الذي هو قيادي في الدولة ورئيس ائتلاف متحدون لم يسلم من أذى الاشرار والحاقدين الذين يعدون الاتهامات التي ما انزل الله بها من سلطان ويوجهونها الى الرجل بمناسبة او بغيرها وبدون وجه حق!!
كان الكثيرون من ابناء العراق ومن قياداته الشريفة يعرفون مكانة أسامة النجيفي ، الرجل الذي لم تتلوث سمعته بمخلفات السياسة وعمليات الفساد من اي نوع وبقيت يداه بيضاء ليس بمقدور أي كان ان يذكر إسمه في حالة ولو صغيرة من هذا النوع ، وبقي أسامة النجيفي مدافعا أمينا ليس عن مكونه فحسب، بل عن كل عراقي يتعرض للظلم والمهانة اينما يكون!!
وظن البعض من المتصيدين في المياه العكرة ان توجيه التهم لأسامة النجيفي وفبركة الاباطيل ضد توجهاته العروبية العراقية الاصيلة يمكن ان يسيء الى شخصية الرجل او ينال منها، لكن تاريخه الناصع البياض وحنكته السياسية وصيره ومكابدته الجراح ووقفته الصلبة هي من تضع الرجل في المكانة التي يستحق ، ويبقى الشخصية الاكثر نصاعة وبياضا، لانه لم تتلوث اياديه ولا مواقفه في منتجعات السياسة ومستنقعاتها الآىسنة ، وهو ما يبقي رصيده السياسي كبيرا لدى ملايين العراقيين الذين خبروا مواقف الرجل، وهو اهل لكل فضيلة ، وموقف نبيل وصلب، وهو مايبقي سمعته الشخصية والسياسية نظيفة وله مكانة محترمة بين حنايا وقلوب شعبه وجمهوره ، وهو كل مايشفع له ان يبقى علما يرفرف مهما تكالبت عليه من قوى وما واجهه من مؤامرات!!