18 نوفمبر، 2024 5:42 ص
Search
Close this search box.

رجل لايتكرر… ساهم في بناء اكثر من (150 ) مسجد بالعراق

رجل لايتكرر… ساهم في بناء اكثر من (150 ) مسجد بالعراق

تشهد له المأذن والقبب في تشيدها قبل مصلي الجوامع والمساجد
الحاج ميمون عويد الكبيسي من رواد الحركة الاسلامية في العراق في ذمة الله
يبدو أن قَدَرَنا هكذا أن نفقِدَ أعلام ورموز هم اهل الخير والصلاح والبناء والبذل والعطاء، فنخسرالواحد تلو الآخر في وقت نحن بأمس الحاجة اليهم فاليوم نحن بحاجة الى هؤلاء المُرَبّين الدُعاة القادة، الفريدون من نوعهم، لكي ينيروا لنا الدرب في عتمه الظلام والواقع المؤلم، فلقد فجعت بغداد السلام، بل فجع العالم العربي بفقد مربي من خيرة ابناء العراق العاملين والمربين، فهو يعدُ من رواد البناء والعطاء والتربية والإصلاح، انه الحاج ميمون عويد الكبيسي الذي أسس مع عدد من اخوته، اشبه بجمعية لبناء مساجد بغداد والمحافظات، فهي صروح تشهد له يوم القيامة بانه اول من قام ببناءها واشرف عليها بنفسه على مستوى بغداد بل في العراق كله من اقصاه الى اقصاه.
فهو من الرعيل الاول والذين كانت افعالهم اكثر من اقولهم كانوا يطبقون مايقولون، همهم الاول والاخير ان يرضوا ربهم.
0 في ذمة الله تعالى
الحاج شاكر الكبيسي اخ الحاج ميمون يقول:
نعم ودعنا اخي الحاج ميمون عويد الكبيسي يرحمه الله تعالى .. ففي الساعة الثامنة صباح يوم السبت22/7/2017 بتوقيت عمان فاضت روح اخي ابا محمد ميمون.. يرحمه الله بواسع رحمته .. ويوم الأحد صلى عليه في مسجد الوفاق ومن ثم وارى الثرى، واقيم مجلس العزاء في قاعة الصالحين منطقة الرابية يومي الأحد والإثنين 24،23/7 من ساعة ٦ الى ٩ مساءا .. وبعدها اقيمت فاتحه ببغداد في جمعية الشبان يوم الثلاثاء والاربعاء والخميس 27،26،25 /7/2017، ونشهد لاخي رحمه الله بالثبات على المبدأ وقت المحن .. والبر والتقوى والعمل الصالح وكفالة طلبة العلم الشرعي طيلة عقود من الزمن .. هذا ما عرفته عنه .. نسأل الله له الجزاء الأوفى وأن يغفر له وأن يسكنه جنة النعيم .. وحفظ اولادة محمد أبا شاهين وإخوته ايمن وعمر ويلهمنا جميعا حسن الصبر والأجر والسلوان .
واذكر له مواقف كثيرة، فكان يتكلم قليلا ويعمل كثيرا فكان المراقب المباشر لعملية بناء اي مسجد، يراقب كل الذين يعملون في المسجد وله نظرة ثاقبة فيفهم كل ما يتعلق بالبناء، نظريا وعمليا، كلما عجز مقاول عن حل مشكلة ما في ما يخص البناء إلا وجد الحل عنده، وكلما أخطأ عامل أو حاول التلاعب إلا كان هو المرصاد الذي يعيد العملية الصحيحة، وكم أصلح من الأخطاء واكتشف ما كان سيؤثر على جودة البناء و سلامته. وساهم في بناء اكثر من 150 مسجد بالعراق وخارجه ، كما اذكر انه كان يحمل في سيارته كل من يراه ماشياً على قدميه قائلا : زكاه الدابه ظهرها، كما كان يتفقد كل الاقارب اي انه كان شديد الاهتمام بصلة الارحام.

 

0 قامات العراق
يذكر الدكتور عدنان محمد سلمان الدليمي رحمه الله في كتابه سيرة وذكريات وكتاب صفحات من التاريخ في العراق حيث يذكر ان الحاج ميمون رحمه الله ولد 1934في مدينة كبيسة بالعراق وعاش في الفلوجة ودرس فيها وكان شاعر وأكثر شعره في المناسبات الدينية .
ولقد شارك في المظاهرات عام 1948 اثناء اشتداد القضية الفلسطينة والقى قصائد شعرية انشادا مع انه كان بالابتدائية، ويذكر الدليمي رحمه الله ان الحاج ميمون قد تخرج من كلية الاداب جامعة بغداد قسم اللغة العربية، ولم يفترق عن دكتور عدنان منذ عام 1952 وحتى وفاته رحهمهما الله، كما انهما عملا سوية في العراق وفي السعودية عندما اعيرت خدماتهما هناك عام 1966.
ويذكر ايضا انه كان في شبابة يشترك دائما في مخيمات الدعوة الكشفية والتي غالبا ما تكون على ضفاف نهر الفرات او على مجرى مشروع الحبانية، ويحضر في المخيم الكشفي مجموعة من الشباب يستمعون فيه الى دروس تثقيفية وبرامج تتضمن تربية دينية وروحية وثقافية، واغلب المشاركين من المعلمين والموظفين من آسر اهل الرمادي المرموقة.
ولقد تولى الحاج ميمون توعية الاخوة في نشر الدعوة بين صفوف الطلبة وكان يعمل في الوعظ والارشاد لبث روح التدين ومحاربة الجهل والعقائد الفاسدة.
الاخ ميمون رحمه الله كان يلقي القصائد الحماسية في المناسبات الوطنية وهو شاب واذكر قصيدة ألقاها بقدوم الجيش العراقس من فلسطين 1948 ونشر بعض قصائدة في مجلة الاخوة الاسلامية والشعراء الإسلاميون هم ناس رقت مشاعرهم، وانفعلت نفوسهم لعظيم خلق الله، وأحسوا بجلاله وكبريائه، فراحوا يناجونه مقرِّين بضعفهم أمام عظمته، وبحاجتهم لعَوْنه ، ومعترفين بسعة علمه، وبدت هذه المعاني السامية في قصائدهم
وقد يربط الشاعر الإسلامي الاوضاع بواقع المسلمين ، فميمون الكبيسي رحمه الله يشكو إلى بارئه ماحل بالمسلمين من ضعف وتمزيق فيقول :
يامعين الضعفاء أنت لي كل رجائي
كيف والآفات حاقت ببلاد الأنبياء
غير ذل وهوان وانقطاع للرجاء
مزقتنا لدويلات رؤوس الأوصياء
فإذا الوحدة قد أضحت هباء في هباء
0 درس وعظ في بناء مسجد
الحاج عباس عبدالرزاق يقول: حضرت في احد الأيام تجمع عام كنت قد حضرته لافتتاح مسجد في اطراف بغداد، فأبهرني ما رأيت وما سمعت من اخي الحاج ميمون رحمه الله كان من الذين يتابع باستمرار بناء المساجد، وكان السبب في بناء هذا المسجد، فسمعته قال رحمه الله:
لقد قمنا وانتم معنا ببناء هذا المسجد والهدف الحقيقي ليكون أساس لبناء أهم وأعظم شيء في الحياة الا وهو بناء الإنسان، إنني شخصيا لم أنفق ولم أبذل كل الجهد من أجل هذه الجدران أو من أجل مكان تقام فيه الصلاة فحسب، وإنما ضحينا جميعا من أجل الأهداف الذي نتمنى أن يحققها هذا المسجد، دينياً وثقافياً واجتماعيًا، وأملنا أن تستهدف أنشطة المسجد كل الفئات أطفالا وشبابا وكهولا وشيوخا، رجالا ونساءا، وحتى غير المصلين لابد أن تستهدفهم أنشطة المسجد، لأننا نريد أن يساهم المسجد في نشر قيم الاسلام الحق والتعارف والتعايش بين أفراد المجتمع حتى وإن اختلفنا في الاراء.
0 منظومة تربوية
ويروي لنا الحاج الدكتور فاضل فرج الكبيسي رئيس جمعية التربية الاسلامية ذكرياته مع الحاج ميمون الكبيسي قائلاً: رحم الله الحاج ميمون ابا محمد كان من الاعمدة التي تقود مدرسة التربية الاسلامية، وكان جزء من المنظومة التربوية لايمكن الاستغناء عنه، فلقد كانت التربية الاسلامية عبارة عن منظومة قيمية تربوية أخلاقية يوجهها ويقودها الشيخ عبدالوهاب السامرائي رحمه الله، حيث كان السامرائي يحسن إنتقاء الملاك التدريسي للمدرسة من خيرة المربين وأكفأ المعلمين، ومن المشهود لهم بالتقوى والصلاح والكفاءة العلمية ومنهم الحاج ميمون عويد رحمه الله الذي كان من المتميزين.
0 مسؤوليات في بداية الشباب
ويقول الحاج اللواء المتقاعد ياسين ذهيبة : اننا نستذكر اخانا الحاج ميمون رحمه الله فلقد كانت بداية تعارفنا عندما تولى اخي الحاج حميد الذهيبة رحمه الله مسؤولية شعبة الفلوجة، ايام مرحلة العمل وكان اخي عبدالمجيد وانا معه، وتعاقب على مسؤولية شعبة الفلوجة كل من الاخ بدر العاني والحاج ميمون الكبيسي في اول نشوء الحركة الاسلامية.
ولقد فتحت شعبة الحركة الاسلامية في الفلوجة عام 1953 ومقرها في الشارع العام وضمت عدداً كبيراً من الشباب، طلابا ومعلمين واصحاب محلات تجارية، وقاموا بنشاطات ثقافية ودعوية واسعة في الرمادي والفلوجة وكان الحاج ميمون متواصل معهم بشكل كبير جدا.
0 وراء كل مسجد او جامع عظيم رجال
الحاج طالب عيفان يقول:
المرحوم الحاج ميمون تغمده الله برحمته وغفرانه كان من الجيل الاول في هذه الدعوة المباركة ومن اقرانه الاخوة الدكتور عدنان الدليمي والدكتور فاضل السامرائي وغيرهم من أهل الفضل والسابقة الذين ساهموا في العمل في هذه الدعوة المباركة من الخمسينات من القرن الماضي وساهموا في تربية جيل من شباب وحتى سقوط الظام.
اضطر للهجرة الى الاردن في بداية الأحداث الطائفية، ودرس في مدارس العراق وخصوصا في مدرسة التربية الأسلامية لفترة طويلة وتخرج على يده وغيره من الاخوة المدرسين اجيال من الشباب الذين التحقوا بركب هذه الدعوة لاحقا، ساهم في بناء المساجد في معظم مناطق البلد هو من شاركه من الاخوه أمثال الحاج عباس وغيره بشكل دائما ومستمر. نسأله تعالى أن يدخله الفردوس الأعلى ويرحمه من سبقه من أخواننا اليه تعالى أنه نعم المولى ونعم المجيب.
0 لك المدارس ولنا المساجد
الدكتورموفق شلال يقول: رحم الله الحاج ميمون كان ورفيق دربه في اعمار المساجد الدكتور محمد عبيد وكان لا يسمع عن مساجد يحتاج لاكمال او لبناء الا وجلس مع الاخ محمد عبيد يتقاسمان كيفية اكمال البناء وكنت انا والدكتور مسؤولان عن الاغاثه والاضاحي وسلة رمضان من عام 91 وحتى عام 2006 وكان دمث الخلق وخفيف الظل اريحي رحمه الله فكان يقول لي: لك المدارس ولنا الجوامع خصوصا المناطق الجنوبية والغربية واطراف بغداد رحمه الله واسكنه الله الفردوس الاعلى على صنيع عمله وحسن خلقه، وانا لله وانا اليه راجعوان ولاحول ولاقوة الا بالله.

0 الرعيل الاول دعاة وبناء
وقال الدكتور رياض الدليمي عن ما كتبه الشيخ مؤيد الاعظمي عن المرحوم الحاج ميمون الكبيسي قائلا: الى رحمه الله تعالى وتقبله الله قبول حسن وادخله في عباده الصالحين مع النبين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا كان رحمه الله تعالى من الدعاة الاوائل في تاريخ الدعوه الاسلامية في العراق ومن شبابها النشطين في الفلوجة وبغداد وكان شاعراً منافحا عن دعوته ولطالما القى قصائده في الاحتفالات والمظاهرات وكان يتمتع بروح مرحة شفافة يانس اليه اخوانه ولم اراه في يوم من الايام الا وهو دائما البشرى مبتسما،
وكان ممن ساهم في بناء المساجد في العراق كله ولاسيما القرى والارياف مستغل فترة الحملة الايمانية في تسعينات القرن الماضي هو وخال زوجته ورفيق دربه المرحوم الدكتور عدنان الدليمي والمرحوم العميد عبد الرحمن العاني رحمهم الله ورحمنا جميعا، فكان كل يوم له مسجد جديد يذهب اليه، غفر الله له وأعظم اجر اهله والهمهم واخونه ومحبيه الصبر وتقبل الله حسناته وتجاوز عن سيئاته واكرم نزله ووسع مدخله آمين يارب العالمين.
0 الايادي المنفقة
الحاج سليم ابو بلال يقول: رحم الله الحاج ميمون لهو من المنفقين الخاشعين وقد عرفناه قبل عقود من السنين مارأينا منه الا الكلمة الطيبة واليد المنفقة والاخلاق الرفيعة واللسان الرطب بذكر الله والمهندس المعماري المخطط لبيوت الله فان بصمته الكريمة تشهد له في بناء المساجد في اغلب محافظات العراق، فرحمة الله عليك يا ابا محمد وايمن وعمر وهنيئا عملك وطيب كلامك وسمو ادبك وجميل صنيعك .
0 بيت في الجنة
يقول الدكتور محمدعياش: لقد فقدنا الحاج ميمون المحب للخير ومعمُر لبيوت الله رحمك الله ياأبا محمد وتقبلك من الصالحين، فلقد كان يقوم بكل الجهد والبناء والعطاء ثم يقول أيها الاخوة لم نعمل هذا لكي تشكرونا إنما فعلنا هذا من أجل رب العالمين لقد بنينا هذا المسجد ونحن نرى أننا نبني ببنائه مستقبلنا عند الله يوم نلقاه، فلقد قال رسول الله صلوات ربي علية:” من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة” فهنيئا لكم يا خدام بيوت الله، فقد نلتم رضاء رب العالمين. رحم الله الحاج ميمون الاب الروحي لجميع مساجد العراق وأدخله فسيح جناته.
يا من بنيت القصر بالجنات * أبشر لنيلك عالي الدرجات

 

انشأت للرحمن بيتا مشرقا * متلألئ الارجاء والجنبات

 

فالمصطفى قد حثنا لبنائها * والأجرُ زاد له مع الحسنات

 

هذي بيوت الله أسسها الذي * هو طالب التوفيق بعد ثبات

إن وفاة الاستاذ المربي الحاج ميمون الكبيسي مثلت خسارة كبيرة للعراق فهو القدوة الناشط في الدعوة وبناء مساجد الله وهو امتداد المنهج الأسلامي الصافي والنقي في العراق… تغمد الله الحاج ميمون بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جناته، وعَوَّضَ المسلمين خيرا بفقدانه.
وإنا لله وإنا إليه راجعون

 

أحدث المقالات