“سايكو” هيتشكوك بالنكهة الفرنسية الكوميدية!
يرتبط “رجل قتيل” بعلاقات قرابة مع ثماني نساء، وكما باسلوب الكاتبة البوليسية البريطانية الشهيرة “آجاثا كريستي”، ترتبط تهمة القتل واحدة من الثماني بدورها، ثم يتبين لاحقا انها بريئة، لتلبس التهمة غيرها، حيث تبدو كل واحدة منهن “تخفي سرا”، و متشوقة لمعرفة الحقيقة واكتشاف الجاني او الجانية…فمن القاتلة؟!
تدور احداث هذا الفيلم الطريف “ثماني نساء” في فيلا جميلة بخمسينات القرن الفائت، حيث تقع الفيلا في منطقة معزولة، وخاصة حين يهبط الثلج بغزارة حولها، ويحدث باجواء التحضير لاحتفال “الكريسماس” أن يتم اكتشاف رب المنزل مقتولا مع خنجر مغروس بظهره، كما ينتهي الشريط بمشهد محزن يتضمن انتحار شخص كان مختبأ بخزانة لمراقبة ما يحدث (الممثل دومينيك لامور بدور مارسيل زوج جابي “كاترين دينوف”)! .
يشبه هذا الشريط المسلي فيلم “سايكو” الشهير لألفرد هيتشكوك، وربما قصد المخرج الفرنسي “فرانسوا اوزون” تقليده بقصد، مع ضخ الكثير من الكوميديا والتشويق لتقديم وجبة كلاسيكية من السينما الفرنسية الجاذبة، ونلاحظ تميز اداء النساء الثماني الجميلات: كاترين دونوف وايزابيل هوبير وايمانويل بيار وفاني أردان وفيرجيني ليدوايان ودانييل داريو وفيرمين ريشار ولوديفين سانييه، وتمكنهن بمهارة من المزج بين الجد والهزل، كما تمارس كل واحدة منهن الدور الموكول لها كابنة او ام او زوجة او عانس او حتى كخادمة المنزل (وتم اختيار حوارات لافتة طريفة)، بحيث أدخلنا المخرج الذكي بواسطة السينايو واستخدام ذكي لتقنيات التصوير، لمختلف مراحل الحياة حيث يكشف لناالأسرار العائلية “السوداء” (الجنسية والمالية) بأجواء
في مناخات غامضة جذابة وانيقة، حافلة بالاغواء والرقص والأغاني والموسيقى، وحركات وايماءآت طريفة، وحقق تماسكا وانسيابية، ومزج بذكاء بين الكوميديا والتشويق وبعض الحزن، كما بين النوستالجيا والغرابة، مبتعدا عن التهريج والابتذال.