23 ديسمبر، 2024 4:26 ص

رجل السلام والمجتمع المثالي

رجل السلام والمجتمع المثالي

بدون أدنى شك كشف لنا التأريخ الاسلامي وغير الإسلامي أن جميع الحضارات تواقة من أجل تحقيق السلم والسلام ,فالمعاناة التي تعيشها المجتمعات هي نتيجة إستمرار الأفراد بمخالفة قوانين الطبيعة التي تؤدي الى إجهاد المجتمعات ,مادام الأنسان غير قادر على أن يتحالف مع القوانين الطبيعية سيبقى السلام فكرة وهمية ولعل الحروب التي تحدث وجميع إتفاقيات السلام التي وقعت باءت بالفشل لأن السلام لايبدأ من الخارج بل يبدأ من داخل النفوس أولاً حتى يخرج للواقع العملي ,وهذا ما أكدت عليه الأديان السماوية
ودين الأسلام من أبرز الاديان الذي شرع للسلام وحثّ على العمل به ,ما كان السلام في الإسلام أمراً شخصياً، ولا هدفا قومياً أو وطنياً، بل كان أيضاً عالمياً، وشمولياً،وخالدا,وهذا ماأكد عليه الدين وسجله في دستوره القراني بقول الله عز وجل سبحانه لنبيه الاكرم(وماأرسلناك الإ رحمة للعالمين )فكان الرحمةَ المهداةَ من السماء لسلام أهل الأرض، ولسعادتهم الخالدة، ماداموا متمسكين بتشريع السماء، ذلك التشريع الذي جعل المؤمنين به إخوة متحابين في الله، متعاونين على الخير، متسابقين إلى العلم والحكمة، باذلين كل غال ونفيس،هذا ماميزّه العقل البشري وكل الشرفاء من أنصار السلام ومحبيه مهما بذلوا لم يستطيعوا أن يقدسوا السلام كما قدسه الاسلام تشريعاً وتنفيذاً,وعقيدة راسخة في أذهان الناس
جعل اللهُ السلامَ من أسمائه المقدسة، ليكون السلام معشوقَ الإنسان المؤمن لم يدعم الاسلام السلام مع العدوان وحسب بل دعى الى اقامة العدالة التي هي صرح الإحسان المقدس، وعلى كل المستويات ؛ مع الإنسان والحيوان، والفرد والجماعة، وبين الأبيض والأسود، وكل أبناء البشرية، حتى مع الأعداء المحاربين فيما إذا قبلوا السلام، كما قال الله تعالى ({وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين * إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم})وأن لا تراعى في نصرة العدالة والحق أي عاطفة نحو حبيب أو قريب، ولو اضطر الإنسان أن ينصر الحق على نفسه,لكن مانجده اليوم ان الناس ابتعدت عن السلام فأخذت تجهل مدى الحروب والدمار وسعيها في تطوير الاسلحة المدمرة الفتاكة وتخريب عالمنا الجميل فليس بالخبز وحده يحيا الانسان وليس بالعلم وحده بل لابد من غرس مكارم الاخلاق في النفوس لو سأل سائل كم هي الارصدة والميزانيات التي تصرف من اجل صناعة الاسلحة النووية الفتاكة هل هي بقدر الميزانيات والوسائل والرجال لأجل بناء السلام
بالتاكيد سيكون الفرق شاسعاً بين الاعداد للحرب,والاعداد للسلام
والدليل هو ماتتعرض له البلدان الآن من حروب مدمرة وماقضية فلسطين المحتلة الأ دليل وبرهان على تحكم الدول وأمثالها كثير ,ألم يُجرّد وطن وشعب من أرضه وتحت وصاية وتخطيط الولايات المتحدة الأمريكية ومن ورائها الحلف الأطلسي والصهيوينة العالمية وتحت نظر ومسمع المنظمات الدولية والأنسانية ومع ذلك مازال العدوان والأحتلال مستمر على الرغم من وجود كل هذه المنظمات التي تدعو للسلام وحقوق الأنسان ,وهي من تشّرع يوم للسلام العالمي في الواحد و العشرين من أيلول ( سبتمبر) هو يوم السلام العالمي الذي أقرّته الجمعيةُ العامة للأمم المتحدة للمرة الأولى عام 1981 ودعوتها المزعومة لنبذ التطرف والعنف ومكافحة التسلط ولكن الايام صحائف تثبت لنا فشل هذه المنظمات في تحقيق السلام لأن غايتها ليست حقيقية فعلاً ,فلابد من مواكبة الجهود جميعاً لتحقيق السلام وهذا مادعى وحثّ عليه المرجع الصرخي رجل السلام والوئام ونشر مبادىء العدل والمساواة والوحدة ونبذ العنف بكل أشكاله ودعوته المستمرة والدائمة لتحقيق الأمن والأستقرار في ربوع العراق حيث قال (نحن لا ندعو الى الحرب والإرهاب ، ولا ندعو الى سفك الدماء ، بل ندعو الى الحرية الإسلامية الصادقة ، والكلمة الحرة ، والأمن والأمان والاحتـرام ، والى الكرامة وصيانة الأعراض والنفوس)