في عمل بريري مرفوض لا يمكن قبوله حينما يعطي إفراد حماية المسؤول الحق لأنفسهم في التجاوز على الاعلامي او على اي فرد من أفراد المجتمع وهي حالة عامة باتت موروثة من حمايات المسؤولين وكأنهم أفهموا أن لا سلطة قانونية فوق رؤوسهم واذا توقفنا عند حادثة ما تعرض له الزملاء في قناة السومرية على هامش مؤتمر داخل المنطقة الخضراء سنجد ان الاسلوب ذاته الذي تمارسه اغلب حمايات المسؤولين مع الصحفيين او عامة الناس كمواطنين في داخل بغداد أو أماكن اخرى خارج العاصمة وهي مسكوت عنها بقصد أو دون قصد او تراضي فيما بينهم ولكن احيانا تقوم القيامة مثلا لحالة واحدة ويقيمون الدنيا ولا يقعدوها ونترك التجاوزات الاخرى وهي كثيرا ما تحصل ولولا تصرفات الحمايات الغير مسؤولة والخارجة عن إرادة من يحمونه لما كان المواطن العراقي بشكل عام يعيش تحت وطأة التهديد والتجاوز وعندما يكون المسؤول راضيا عن تصرفات حماياته فذلك لانه يريد ان يضع اعتبارا لمركزه في المسؤولية وينتهج حالة التسلط التي باتت في عراقنا الجديد حالة ممارسة عند البعض وليس صدفة عابرة وفي حالة مثل التي حصلت لمراسل قناة تلفزيونية مثلا لاحظنا ان الجميع يتسابق لإدانتها من مسؤولين في الدولة الى اخرين على مستوى منظمات مجتمع مدني بل لاحظنا حالة التهديد والوعيد لم يتوقف وهجها الى درجة ان نسمع مثلا السيد نقيب الصحفيين يطالب بوضع المعتدين خلف القضبان في السجون او تصريح السيد نائب رئيس البرلمان بان العقوبة القضائية لا تكفي لهؤلاء الحمايات ولا ندري ما هو القصد من ذلك ، واحد السادة نواب رئيس الوزراء يقول لا نكتفي بالعقوبة القضائية لهم بل يجب نقلهم الى جبهات القتال مع العلم ان جميع حمايات المسؤولين هم من أقربائهم ووضعهم كحمايات لهم هو بحد ذاته إبعادهم عن خوض المعارك التي يقاتل فيها ولد الخايبة فقط .
والتساؤل هنا الى الاخوة المسؤولين ، الم يصدر رئيس الوزراء السيد العبادي منذ الشهر الاول لولايته تعليمات للحد من تصرفات الحمايات في جميع مفاصل الدولة من أجل إجهاض عنترياتهم اثناء تنقلاتهم في الشوارع ثم بعد ذلك حدد عدد سيارات المسؤولين لتقليل
زحمة المواكب التي تنقل هذا المسؤول او ذاك والتي احيانا تكون فارغة من الوزير او النائب او من أي صفة وظيفية في المؤسسات بل احيانا يمر مسؤول صغير او ضابط برتبة صغيرة تجر خلفه وأمامه عدد من السيارات المصفحة او قد تصاحبها رباعية محمولة على عجلة مكشوفة .
كان الأولى على الاخوة المسؤولين الذين انتفضوا لزملاء لنا في الاعلام ان يكون ذلك الاندفاع ذاته تجاه اي مواطن عندما يتعرض للضرب او المضايقة أو الاعتداء من تلك المواكب الجرارة وليس الصحفي فقط فالقضية ليست بالظهور الاعلامي وانما في صيانة كرامة الانسان واياً كان من هذا الشعب الكريم ، وفي ذات الوقت كان لابد وان نرى التزام بعض المسؤولين بأوامر القائد العام للقوات المسلحة ويحترموا قراره في الحد من تلك الظاهرة ويعملوا على تثقيف حماياتهم ويدخلونهم دورات موسعة في طريقة تعاملهم مع عامة الناس.