17 نوفمبر، 2024 5:28 م
Search
Close this search box.

رجال يحلمون بالمساواة

رجال يحلمون بالمساواة

صرخ الزوج لا أرغب في المزيد من السهر وصراخ الصغار فهكذا أنا أقوم بكل الأدوار، ضحك العفريت قائلا: لا مشكلة ولكنني لا أستطيع إعادتك مرة أخرى إلا بعد تسعة أشهر، فأنت حامل)!

المساواة لم تعد حلم النساء وحدهن، فبعد أن اجتزن فيها أشواطا طويلة وحققن قدرا لا بأس به من المساواة مع الرجال أصبحت لديهن مطالب أخرى ومآرب شتى في نيل المناصب القيادية، وتعد فكرة التكافؤ بين الجنسين والقدرة المطلقة غير المقيدة بقيد أو شرط في الحصول على كافة الحقوق والامتيازات فكرة قديمة وتنال الاهتمام منذ سنوات طويلة، ولعل ما قامت به جماعة الشاكرز المنفصلة عن الكنيسة الإنجيلية في أميركا عام 1774 خير دليل على نشاط الحركات التي تنادي بضرورة المساواة بين المرأة والرجل، وعدم التفرقة أو خضوع المرأة للرجل المبني على الاختلاف البيولوجي.

ولكن بعض رجال هم من يرغبون في المساواة بالمرأة في بعض البلدان التي يرون أن المرأة فيها كائن قوي، متحقق، وعنصر فاعل في المجتمع لها كافة الحقوق كما أن عليها كل الواجبات كإنسان مجرد عن التمييز على أي أساس كان.

لم ينقلب الحال كما يتبادر للذهن ولكن هناك من يرون أن المرأة نالت من المكانة والمساواة الكثير، وأصبحت على قدم المساواة مع الرجل، وتهتم بها بعض حكومات دول تراها “بني أدم” إنسان، مجرد من عار مفتعل خلعه عليها فكر ذكوري متعفن، وسلطوية تريد النيل من آدميتها وبشريتها، والنزول بها إلى تصنيفات أدنى.

زار زوج طبيبه الخاص يوما ما، وكلما سأله الطبيب عن شأن من شؤون البيت والأسرة من يقوم بها يقول الزوج إنها زوجته فهي لا تعمل، لذا تقوم برعاية البيت والأطفال والذهاب بهم إلى المدارس وعودتهم والمذاكرة لهم، إلى جانب أعمال التنظيف والطهي وكي الملابس وشراء مستلزمات المنزل، وحاجيات الزوج ومتطلبات الحياة جميعها لأنها لا تعمل، ضحك الطبيب قائلا: كل هذا وهي لا تعمل، فماذا تفعل أنت في البيت، فقال له: أذهب لعملي كفى!

من أعجب ما قرأت (رجل تذمر من الحياة فهو يستيقظ صباحا يذهب لعمله باكرا وحين يعود يتناول طعام الغذاء ويخلد لنوم القيلولة، يصحو من نومه وقد مالت الشمس نحو المغيب، يذهب للقاء أصدقائه، وحين يعود ليلا يجد زوجته قد نال منها التعب ما نال وأخذ منها الإرهاق مأخذه، يوقظها لإعداد طعام العشاء، ثم يخلد للنوم، ويستيقظ ليوم جديد كما سابقه، في يوم ظهر له عفريت وقال له لك عندي طلب، فطالب بأن يكون مكان زوجته التي يغبط راحتها ومكوثها بالبيت بلا عمل.

رد عليه العفريت: لك ما طلبت ولكن لمدة ثلاثة أيام فقط، وافق ممنيا نفسه بالراحة والهدوء والبقاء بالبيت بينما امرأته التي أصبحت رجلا تذهب للعمل كل يوم، وفي الصباح استيقظ قبل الجميع وأعد طعام الإفطار والبيض المسلوق والشاي واللبن، وحين ذهبت الزوجة “المتحولة” للعمل أيقظ الصغار وأعد طعاما مختلفا يناسب معدة الصغار، وبدأ في أعمال التنظيف والغسيل وكي الملابس، ثم اتصلت الجدة لمساعدته في بعض الأمور بحكم كونه “الزوجة” فلبى النداء، وقبل موعد الابن الأكبر في مدرسته ذهب لاصطحابه، ثم عاد قبل موعد عودة “الزوج” أو الزوجة المتحولة، سريعا أعد طعام الغذاء وفي حين كان الجميع يستمتعون بنوم القيلولة ذهب للمطبخ لغسل الصحون، وفي تمام الساعة الخامسة وقبل إيقاظ الجميع ذهب لإعداد الشاي والكيك، واستيقظت الزوجة لتناول الكيك ثم الذهاب للقاء أصدقائها، أو بالأحرى أصدقائه، وهو ظل يذاكر للأبناء حتى غالبه النعاس، وحين عادت الزوجة من المقهى أيقظته لإعداد العشاء والسمر المباح، ثم ذهبت الزوجة للنوم وهو مازال في المطبخ يغسل وينظف ويرى ماذا سيأكلون في الغد، وفي الصباح تكرر نفس الأمر ولكن هذا اليوم هو يوم شراء التموين الأسبوعي للبيت، كل هذا والزوجة لا تفعل شيئا سوى الذهاب للعمل ولقاء الأصدقاء، تذمر الزوج الذي كان يرغب في حياة أفضل وأرغد وراحة بالبقاء في البيت وتقمص دور الزوجة مرة أخرى وطالب العفريت بالعودة كرجل، ولكن العفريت قال له بقى لك يومان، صرخ الزوج لا أرغب في المزيد من السهر وصراخ الصغار فهكذا أنا أقوم بكل الأدوار، ضحك العفريت قائلا: لا مشكلة ولكنني لا أستطيع إعادتك مرة أخرى إلا بعد تسعة أشهر، فأنت حامل)!
نقلا عن العرب

أحدث المقالات