17 نوفمبر، 2024 7:37 م
Search
Close this search box.

رجال الدين والحكم والدولة الخادمة‎

رجال الدين والحكم والدولة الخادمة‎

رجل الدين مصطلح متعارف عليه ،على أنه الرجل المتدين الصالح العالم بشؤون الدين واحكامه وتشريعاته.  ومصطلح حكم رجال الدين أو الحاكمية إلى الله يعني أن يحكم الناس من هو أكثرهم التزاما وفهما للدين وهو بالضرورة رجل الدين . هذه مقدمة لما أريد أن أبحثه عن جدلية الحكم والخدمات التي ينتظرها الشعب من الحاكم الديني أو رجل الدين في المجتمعات التي تؤمن بضرورة حكم هؤلاء للشعب .طبعا هنا الوصف لرجال الدين يشمل الأحزاب الإسلامية أيضا بنفس التوصيف لانها تدعوا لإقامة حكم الله عن طريق رجال الدين أو الخليفة أو إلامام  .
ومن خلال أسئلة بديهية يسهل الإجابة عليها تقليديا وبشكل تلقائي من قبل كافة الناس بغض النظر عن ثقافتهم ومداركهم سوف نتعرف على أهلية وإمكانية اضطلاع رجل الدين في مهامة تأمين الخدمات للناس ومدى نجاحه فيها .
السؤال الأول . هل أن مظهر رجل الدين يمكنه من العمل الميداني في ظروف جوية مختلفة وهل أن ما يرتديه من ملابس تؤهله لذلك . الجواب كلا .
السؤال الثاني . هل أن مكان تواجد رجل الدين ومسرح فعالياته تؤهله لكي يتواجد وسط العمال والفلاحين والموظفين والعسكريين فمثلا اذا كان يريد تقديم الخدمات الأمنية للناس هل يستطيع أن يتواجد في المعسكرات والمقررات الأمنية أو إذا كان يريد زيادة الإنتاج وإدارة المصانع هل يستطيع أن يتواجد داخل المصانع أو المعامل وهكذا . الجواب كلا، مكان تواجده الطبيعي هو المسجد و فناءه والأضرحة المقدسة والمدارس الدينية .
السؤال الثالث . هل أن لرجل الدين مشروع تفصيلي عملي يوفر خطة ناجحة لتأمين الخدمات والأمن للشعب بالشكل الذي يحقق الحد الأدنى لقناعة الناس . الجواب كلا ،لايمكن أن يقدم مثل هكذا خطة لأنه يجهل التفاصيل المهنية والإدارية البحته التي تحقق تلك الغاية .ولا يسعى لرضا الناس لأنه يسعى لرضا الرب .
السؤال الرابع . هل باستطاعة رجل الدين بناء مؤسسات مالية بنكية ومؤسسات تعنى باستخراج النفط والموارد الطبيعية وتوزيعها على الشعب بما يؤمن مسار التنمية والتوزيع العادل للثروات . الجواب كلا ،لأنه لايؤمن بالنظام البنكي ولا يؤمن بطريقة البيع والمضاربة والاحتكار التي تعتمدها السوق العالمية ولا يؤمن بالملكية الفردية وانماط السلوك المجتمعي التي تحاكي التمدن والعصرنة والرفاهية. لذلك هو لايستطيع إدارة تلك الموارد وتوزيعها.
السؤال الخامس . هل يؤمن رجل الدين بفكرة سيادة الدولة والحدود الإقليمية وتنوع الأديان وحكم الشعب .الجواب لايؤمن بها ولا يسعى إلى العمل لبناؤها لأن ذلك يتعارض مع الفكر والإيمان الذي يحمله .
ولما كان رجل الدين وحسب تلك التساؤلات يتمتع بهذه المواصفات فهل يتصور الناس التي تؤمن بحكمه أن يوفر لها ما تريد من خدمات وأمن .الجواب واضح وعلى الناس إدراك هذه الحقيقة وحصر الدين ورجاله فقط في الجوانب الروحانية والطقسية والعبادات . وتقبل التنوع الديني وإعلاء كلمة المواطنة وسيادة الدولة المدنية في مجالات الحكم الخادم للشعب من خلال مؤسسات رصينة بعيدة عن التحزب والتناحر الديني

أحدث المقالات