23 ديسمبر، 2024 3:41 ص

رجال الحوار أنموذجاً محمد باقر الحكيم

رجال الحوار أنموذجاً محمد باقر الحكيم

أفتقدناك في يوم نحن بحاجة الى تلك الهمة العالية التي كنت تقارع بها النظام البائد, سيدي ابا صادق ..
لا نستطيع ان نذكر اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم ألا ونمر على هويته العربية و حواره المعتدل, و أنفتاحه على الأطراف الأخرى, مجاهداً في بداية حياته, سياسياً في قراءاته المستقبلية, عالماً مجتهداً في علوم اهل البيت, كان له أسلوب في الدعوة الى التحرر من العبودية و الاضطهاد والسيطرة الطاغوتية.
مارس الحوار في كل مراحل حياته للأطراف التي تقبل بالحوار, ومارس الجهاد ضد المتزمتين بالمناصب ومحاربة الطاغوت, لم ينقطع عن الحوار حتى في وقت كان فيه الحوار من نوادر الاتفاق بين الأطراف, كان يرد على كل سؤال محرج, و قانونه الشهير الحقيقة مصدر الحوار بين المتخالفين, ولم يكن الحوار شيء طارئ في حياته العملية والسياسية.
كانت هذه المفردات حاضرة لدى السيد الحكيم “قدس” ليس كعدة تكون لديه وقت الحاجة, بل كانت غذائه اليومي وجواً مناخياً يواكب حياته, بل كان الحوار هوايته في كل مرافق الحياة, كان الأيمان ايماناً في عمله المستمر, مع الأنفتاح على القيم الأخلاقية و الدينية والعلمية والساسية, مع كل الأطراف متسق العمل لا فرق بين سني وشيعي كلهم فرداً واحداً عنده.
المعادلات السياسية و الإجتماعية واضحة المعالم, اي أنه أكتشف طريق الباري عز وجل مما جعل في قلبه باباً لا يوصِدَ وللعقل لا يفتر, بل أنفتح قلبه حيث كل جوارح الحب مع الأنسان الذي كرمه الخالق جل وعلا, ليس مجاملة مع صفاة الحكيم “قد” بل هذا واقع مملوء و أعتدنا عليه وفجاً فقدنا هذه الصفات في حياتنا اليومية.
رؤيوياً مستشرفاً للحاضر والمستقبل, فرض واقعاً سياسياً مفعماً بالعدالة حيث المشروع الذي أراد أن يخلق شكله العادل بين طبقات المجتمع العراقي خاصة والعالمي عامة, ألا اننا نعاني من واقعاً تداعيته سلبية ونتائجه غيبت عنا ذلك المشروع الأملي, لذا غيبت لدينا الحوار الذي كان يربوا اليه السيد الحكيم “قد” مع لبس الأقنعة وصم الأذن من حوارية من تبعه.
الانغلاق تولد حين رحل رجل الحوار الأول, وخلق لدينا نتائج متعصبة؛ حيث لا يعترف أحدنا بالأخر وبكل الحالات المعاناة صعبة وشديدة الأثر, وكان مشرفاً عليها السيد الحكيم “قد” مقدماً حينما مسك زمام الأمور السياسية على الساحة العراقية, وأدرك من خلال ممارسته هذا الجانب ان لا ممارسات من دون نتائج ولا نتائج من دون مسببات, فالتأثير بالأخر والأقصاء يولدان من رحم التعصب والأنغلاق ولن ينتجا غير ذلك .