في ظل ديمقراطية مفتعلة ذات صناعة هجينة وبغياب تشريعات دستورية وقانونية لقانون أحزاب وقانون انتخابات ومفوضية ملونة بألوان المحاصصة جرت انتخابات مجالس المحافظات وجاءت نتائجها كما أريد له من مخطط ربما أعيد سلفاً للإبقاء على تشكيلة الدولة التي تأسست في ظل الاحتلال وظل توزيع منظومة الشعب الموحدة الى منظومات متشرذمة ذات تبعات طائفية وعشائرية مقيتة لا يمكن لها وعبر تجارب التاريخ ان ارتقت بأي شعب من شعوب الله….. ومن تجارب العالم كان علينا ان نستخلص سر نجاح هذه الدول وبالذات الدول الأوربية وبعض من دول آسيا , ولطالما فوض البعض هذه السذاجة الى من حكمه لعشر سنوات خلت فليمد هذا الشعب أحلامه الى النكوص وليستبشر بان أربع سنوات من الفشل قادمة لا محال.
الانتخابات جرت ربما يتراءى للبعض انها جرت بشفافية وحرص من قبل المفوضية ورجال الجيش والامن , نعم انها الصورة الاولى لهذه الواقعة.
اما الصورة الثانية هي النتائج واسبابها…. في البصرة جرت الانتخابات في ظل عدم مشاركة وخاصة في المركز بنسبة تقدر بحوالي 30% وان عدلت فهي ربما بمشاركة اطراف البصرة وهذه النسبة 42% تعني ان 58% قد رفضوا الانتخابات او كانت لهم روى اخرى وعلى الرغم من (البانوراما) الدعائية لبعض العتاة الطامحين للجلوس على الكرسي السحري وحجم المال الذي انفق والذي لو تم جمعه لمجموعة قليلة من المرشحين لا ستطعنا ان نشيد فيه اكثر من خمسة مدارس او اكثر من عشرين دار لرعاية الاطفال والمسنين او شراء عشرات من محطات تحلية المياه او انتشلت العشرات من المصابين بعاهات مستديمة ويالبؤس اصحاب هذه الملايين من الدولارات ضاعت ادراج الريح اذ لم يصل من اصحاب هذه الدعاية الا نفر هو الان حزين لان تجارته قد خسرت وعليه الابداع بالتخطيط كي يستطيع اعادة بعض منها.
ولو افترضنا جدلاً حسن النيات ما الواجب من الفائزين الم يكن من المفروض توجيه خطاب شكر (للجموع) الذين صوتوا لهم ولكنهم سرعان ما انتهوا من هذا المارثون اخذوا يعقدون الاجتماعات الصباحية والمسائية من اجل توزيع المناصب القيادية (الجهادية) التي اتت بالكفاح المسلح وبالعرق وبالكد والتعب لاجل عيون اهالي البصرة.
يا اخوتي في الايمان بصرتنا تنزف من الحرارة اللاهبة تنزف بانتشار المتسولين بالماء المالح بالنفايات والكلاب والجرذان وشحوب دور المتجاوزين وفوضى شوارعها .وحلم الكهرباء الملغي
انها تأمل ان يكون برنامجكم (الخدمة) قبل التوزيع كونوا كلكم محافظ البصرة او رئيس المجلس او نائب المحافظ اننا البصريون …. نريدكم تجلسون تتبارون لاجل البناء والعمران واعادة زهاء المدينة البصرية مدينة الفرح والموسيقى والشعر وناي تومان تعيدوا لنخلتها الجمال لانهارها بلم عشاري تفكوا اسرها من القيود والخرافات والخطابات البالية البصرة تنتظر رجالها.