18 ديسمبر، 2024 7:17 م

رجال الانتخابات

رجال الانتخابات

أشعر بالغثيان وانا اتصفح وجوه مرشحي الانتخابات… واشفق على شعب يختار مصيره الأسود كل 4 سنوات.. العراق يكاد يكون شاذا عن كل ديموقراطيات العالم النيابية حين يعيد انتخاب الوجوه التي يطالب بتغييرها عبر مظاهراته.. فإن كانوا لم يحققوا للشعب الحد الأدنى من الآمال فما الذي يدفعه لإعادة انتخابهم.. جدلية تستعصي على فهم من هو خارج العراق لكنها قد تكون مقبولة على من بعيش في أحياء العراق الفقيرة.. قبل كل شي لنتفق أن كل الطبقة السياسيه الحاكمة منذ عام 2003 ولغاية الان لم يكن للشعب إرادة في جلب هذه الوجوه لكنه ربما أضفى الشرعية عليهم بإعادة انتخابهم اما لماذا ينتخبهم برغم فشلهم طوال 14 سنه في النهوض بواقع البلد الخدمي والصحي والبيئي فأمر بسيط ففي العراق يعيش 3 أنواع من الناس اما عناصر مسحوقه ماديا تعيش بجانب الموت كل يوم وهم الأغلبية اما النوع الثاني فهم الأثرياء الذي لا يكاد يرون في العراق الا مصدر لدر الثروة والنوع الثالث هم الطبقه المتوسطة من الموظفين وهم يعيشون حياة لا بأس بها بعد أن ذاقوا الويلات إبان الحصار ايام التسعينات لذا فإن الطبقة السياسيه تحاول فتح الباب لمزيد من الثراء الأثرياء وبالتالي هؤلاء بحبذون استمرار الوضع السائد وبعضهم عقد صفقات فاسدة من أجل صعود أبناء الطبقة الثرية لمصاف السياسيين لأن بهذه الصعود يعني زيادة الثراء والجاه والسلطة اما الطبقة المتوسطه فهي تنتظر الراتب كل شهر لذا كل زيادة فيه تعني قبولا بالوضع القائم لأنه مكسب كبير يضاف لهم يعني رخاء أفضل من السابق خصوصا أن الرواتب شهدت قفزات كبيرة جعلت من الموظفين قادرين على السفر وشراء السيارات اما الطبقه الضعيفه والتي ليس لها أي طموح سياسي فهي تم ترويضها عن طريق أعمال بسيطة كالعقود أو ما يحصلون عليه كحمايات للنواب أو أعمال ضمن الحملات الانتخابيه ناهيك عن نجاح بعضهم في إيجاد مصادر للعيش بواسطة بعض السياسيين مما جعلهم أبواق لهم مع الإشارة أن الطبقة الفقيرة في العراق هي التي ينجح تسويق مختلف الوسائل الدينيه معها فمثلا وضع أي مرشح أو سياسي سرداق في حملته الانتخابية لبث الأناشيد الإسلامية والردات الحسينيه قد يكسبه بعض الأصوات لذا فإن وراء الأحزاب والكتل الاي جاءت من خارج البلد بدعم أمريكي اول مره ورائها مؤسسات لتوجيهها لأفضل الطرق للتأثير على الناخب العراق ولو أنهم أصبحوا أهل خبرة لذا لم يبق أمام العراقيين الا التمسك اولا بمن عاش داخل البلد ومن غير الأحزاب المتأسلمة ومن الذين شغلوا مناصب تنفيذيه قبلا وهم حسبما أرى موجودين في بعض القوائم أمثال جبار اللعيبي.. وزير النفط… أما الدعوة لانتخاب شخصيات بسيطة جديده كليا على السياسه فهي وأن كانت تحاول التغيير فسوف يتم تهميشها ولا يكاد أن يكون لها أثر والأهم أن يتم التثقيف ضد الوجوه التي تتكرر كل موسم انتخابي ولا يكاد يراها الناخب الا في مريم الانتخابات في توزيع البطانيات أو الفواكه والسندويجات وأعتقد أن رفض وإقصاء هذه الوجوه والأسماء التي تتميز بسمات منها ازدواج الجنسيه مما يعني عدم الولاء للعراق وهي تعيش خارج العراق بالتالي فأبعده ما تكون عن معرفة ما يريده العراقيون وختاما 14 سنه ولم تقدم للعراق خيرا لذا اقتضى التنويه