ترافق أي تطورات في المشهد العراقي حملات إعلامية و إشاعات تضليلية ، تعمل على تصفية حسابات و تحقيق مصالح فئوية و خاصة ، و فيما يتطلع المواطنين الى تغييرات تحقق لهم الحياة الكريمة ، عن طريق توفير الخدمات و إتاحة فرص العمل و التعليم و تحقيق الأمن ، تنتزع جماعات من الفاسدين و أصحاب المشاريع المغرضة من فم المطالبين بحقوقهم كلمات طيبة تخبىء خلفها مشاريعها السيئة ، فمنذ أن أتيحت الحرية لوسائل الاعلام و الاتصال في العراق ، عمل الكثير من هؤلاء على حالة من إثارة الرأي العام بشكل يعرف بالتلاعب النفسي الاعلامي ، و يتمثل هذا في بث حالات اليأس و فقدان الثقة و تعميم الاتهامات ، و صار خطاب الانفعال هو الاساس في تغذية المتلقي ليخلق حالة من التصادم الذي سيشكل التوترات في أي مستوى كان ، و من هنا يمكن معرفة أثر التصريحات على الوضع الامني و غيره من مرافق الحياة ، هذا الموضوع اثرناه في أكثر من حلقة من حلقات مقالاتنا المنشورة في موقع كتابات ، إلا أن إعادته هنا يتزامن مع إرتفاع مستوى هذه الاثارة السلبية عقب التطورات الجارية فيما يخص إعادة تشكيل الحكومة و الاختلافات السياسية ، فواحدة من القنوات تبث برامجها لتغطية ما تسميه بثورة الشعب العراقي ، و هذه التسمية لا تأتي في سياق المعنى الحرفي لمفهوم ( الثورة ) الذي هو بكل تأكيد واحد من المفاهيم المقبولة و الايجابية ، بل في خلق حالة من الصراع بين المكونات و الاطراف بشكل مبطن ، فضلا عن تحريك الجماهير المطالبة بحقوقها في سياقات سلمية إلى مفهوم الاثارة العنفية التي تستبطنها مفاهيم ( الثورة ) و ذلك عبر تحريك مفهوم الغضب في تقديم صورة حالكة الظلام عن كل شيء في هذا البلد ، و يمكن التدليل على ذلك في أن هذه المؤسسات التي تعتمد هذا الاسلوب ، يمكن ملاحظة تغييبها لإي منجز أمني أو صورة التلاحم بين المسؤولين الامنيين و الجنود وبين المواطنين في المناطق التي يتم تحريرها بشجاعة ، لإن ذلك سيشكل صور تعبر عن النجاح و الامل وهي تدحض صورة الظلام الذي تريد هذه المؤسسات أن تعممها من أجل أهدافها ، كذلك عملت جهات متعددة على بث أخبار ترتبط بمغادرة مسؤولين للعراق بداعي الهروب من التظاهرات كما أراد البعض الترويج لذلك ، إلا أن مزاولة هؤلاء الناس لعملهم دحض إدعاءاتهم الكاذبة ، و هذا الامر يشكل مسؤولية لا تقل عن واجبات الاصلاح في التفكير و العمل ، و هو واجب التصدي لاعداء الاصلاح الذين يستغلون إسمه الخلاب