23 ديسمبر، 2024 10:52 ص

رجال الأمل, بناة المستقبل

رجال الأمل, بناة المستقبل

عاهدت مولاي أن أبقى بخدمته حتى مماتي, ودعوت ربي أن يخرجني من قبري عند ظهوره, مؤتزرا كفني, شاهرا سيفي, ترفرف رايتي, صفراء فاقع لونها, كتب عليها (وما منا إلا له مقام معلوم ), خدمتي لمولاي, هي أن أعمل لبناء جماعة صالحة, مؤمنة, قوية, تستقبله باكاليل الغار, تحتضنه بين أضلاعها, تدافع عنه بقلوبها قبل دروعها, رجالها فرسان الوغى, جهابذة العلم, أصلاء يبنون عراقا, قويا موحدا, ليكون عاصمة, لدولة أمر بإنشائها رب العزة والجلالة, قائدها سيدي ومولاي.

يسألني قاصر الفكر, كيف, أنت فرد, لا حول لك ولا قوة قبالة تحديات كبرى, الماكنة الظلامية سحقت كل شيء, الفكر, القيم, المبادئ, دولتك تحتاج جهد كثير, تحتاج الى جمع غفير من المؤمنين, الدعاة الى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة, يجب أن يكون لديك رجال كسلمان وابي ذر, كالمقداد قلوبهم كزبر الحديد, وكمالك في الطاعة والمرابطة, هل يوجد في عصرنا مثل أولئك الرجال, الذين حفروا اسمائهم بسجل قائدهم بحروف النور, بعدما صدقوا ما عاهدوا الله عليه؟.

أجبته: لدي, وهل يخلو زمن من رجال, حفظهم الله ليقيموا العدل, ويحفظوا القيم ويرفعوا شأن المبادئ, رجال يعيشون الانتظار ويتحرقون شوقا لمنتظرهم المحبوب, لدرجة أنهم يتحسسون وجوده في قيامهم وقعودهم, في حركاتهم وسكناتهم, ولا ينام أحدهم إلا وهو على يقين كامل بأن يوم غد سيكون يوم الفرج, نعم يوجد في زماننا هكذا رجال قال فيهم رسول الله بانهم إخوانه, شباب مكتهلون, عن الحرام بعيدون, إلى العلا سائرون, مواطنون صالحون, يقولون ويفعلون, يخدمون بصمت وبهدوء يتوسعون.

هدأ محدثي ولم يضف شيئا, فبادرته, كثر الفساد, انحرف الفكر وتاه الناس, ولابد من اعادة القطار لسكته, والنهر لمجراه, ولكن بمن؟ بكل من هب ودب, هل نقف في أحد الساحات وننادي: أيها الناس تعالوا نبني دولة عادلة, فيأتيك من يريد بدولتك شرا, فيُنَظر كيفما يحلو له لينفر الناس منك, او يأتي من يريدها مدنية الفوضى والإنحلال, فيصبح وبالا عليك وعلى فكرك ومبادئك, البناء يجب أن يكون قوي الاساس, يبنى بهدوء وتروي, لبنة لبنة, وصف صف.

سأقوم بالتغيير, وأبني دولة, وأصحح الوضع, برجال بروح الشباب, نوعيون, نخبويون, مثقفون, هدفهم الأسمى, بناء دولة عصرية عادلة, عندما يضعون الرجل المناسب في مكانه المناسب, إسمهم الأمل, شعارهم الأمل, حياتهم كلها أمل, بهم وضعت ثقتي, ساحقق معهم ماحلمت به طول عمري, بل ما حلم به جميع الصالحين, لأن عملهم فيه رضا الله, وبناء المجتمع المؤمن .